العبادي يعتبر استفتاء إقليم كردستان العراق "غير دستوري"
١٢ سبتمبر ٢٠١٧بعد أن اصدر البرلمان العراقي اليوم الثلاثاء (12أيلول/سبتمبر2017) قرارا يرفض عزم إقليم كردستان إجراء استفتاء حول الاستقلال الشهر الجاري بساعات، وصف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاستفتاء المذكور بأنه "غير دستوري". ودعا في مؤتمر صحفي زعماء الإقليم إلى زيارة بغداد وإجراء حوار بشأن هذه القضية.
وقال العبادي إن الاستفتاء يهدد وحدة العراق وأمنه" مضيفا أن "مجلس الوزراء يؤكد عدم دستورية قرار المضي بالاستفتاء وكذلك مخالفته القوانين المحلية النافذة". وأضاف أن "فرض الامر الواقع أمر مرفوض ولن يستمر، فقد حاول نظام البعث التغيير (...) لكنه فشل ولم يحقق ما يريد، وفرض الأمر الواقع ليس حلا بل لابد من اختيار الحوار لتحقيق مصالح المواطنين وهذا هو هدفنا (...) ولن نسمح بتقسيم البلد مع احترامي لتطلعات كل المواطنين العراقيين وخصوصا المواطنين الكرد".
وتابع العبادي قائلا: "لقد حقق مواطنونا الكرد خلال فترة التعايش بعد 2003 ما لم يحققوه خلال قرون ماضية وهذا حق لهم، لأنهم مواطنون من الدرجة الاولى، ولحرصي عليهم أرى أن الخطوات المتخذة ستؤدي الى إضاعة كل الذي تحقق".
وكان مجلس النواب العراقي قد رفض في عملية تصويت الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان، قبل أسبوعين من الموعد المرتقب لهذا الاقتراع الذي يثير ردود أفعال مختلفة في المنطقة. وقال رئيس البرلمان سليم الجبوري "يحرص مجلس النواب على وحدة العراق ترابا وشعبا ويرفض تقسيمه تحت اي عنوان او تبرير"، مضيفا أن البرلمان "حدد الحالات التي يستفتى من شأنها واستفتاء كردستان ليس من بينها". كما اعتبر ان "إقحام المناطق المتنازع عليها في الاستفتاء مخالف للدستور أيضا".
وأثار طلب حكومة إقليم كردستان في حزيران/يونيو الماضي إجراء استفتاء في 25 أيلول/سبتمبر الحالي حول استقلال كردستان، استياء لدى الحكومة العراقية التي اعتبرت الأمر منافيا للدستور.
وقرر مجلس محافظة كركوك المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وسلطات كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، المشاركة في الاستفتاء، ما أثار سخطا في بغداد. وتعد كركوك التي تجمع غالبية مكونات الشعب العراقي، العرب الأكراد والتركمان وأقليات أخرى، من أبرز المناطق المتنازع عليها بين بغداد وإقليم كردستان.
ويمارس أكراد العراق حكما ذاتيا في منطقتهم الواقعة في شمال العراق منذ بعيد حرب الخليج العام 1991، وهم منقسمون حاليا حيال الاستفتاء. فرغم الإجماع على مبدأ الاستقلال، يعتبر البعض أن الموعد الذي حدده بارزاني غير مناسب وسط الأزمات الاقتصادية التي يعيشها الإقليم، فيما يرى آخرون أن القرار يجب أن يصدر من البرلمان الكردستاني.
ووسط هذا الجدل، تدور أحاديث في الأروقة الكردية المعارضة عن إمكانية تأجيل الاستفتاء لأسباب عدة، منها اقتراب موعد العمليات العسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في الحويجة الواقعة ضمن محافظة كركوك، بمشاركة قوات البيشمركة الكردية.
ويبني محللون هذه الفرضية، استنادا إلى قابلية التأجيل التي أبداها بارزاني للأميركيين الذين طلبوا تأجيل موعد الاستفتاء، إذا توفرت "ضمانات" و"بدائل". إلا أنه أكد أيضا أن "شعب كردستان سيمضي في طريقه ويقرر مصيره". وقال سياسي كردي لوكالة فرانس برس إن إيران دخلت على خط التفاوض عبر أحد دبلوماسييها السابقين في بغداد، من خلال لقائه قادة أكراد، بينهم بارزاني في أربيل، وعرض حل المشاكل القائمة مع بغداد في سلة واحدة، مقابل تأجيل الاستفتاء.
لكن ذلك لا يعني أن الأكراد، الذين تعرضوا للقمع تحت حكم صدام حسين الذي أطيح به العام 2003 إثر الغزو الأميركي للعراق، يضعون فرضية التأجيل ضمن خياراتهم، وفق ما يقول لفرانس برس أستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين بكردستان العراق عبد الحكيم خسرو.ويضيف خسرو "لا عراقيل" قانونية أو دستورية تمنع إجراء الاستفتاء، وأي عرقلة للاستفتاء تخدم الدول الإقليمية وتهدف إلى إضعاف الإقليم".
ح.ع.ح/أ.ح (د.ب.ا، أ.ف.ب)