العراق- منفذ بحري محدود وطموحات اقتصادية كبيرة
٥ أغسطس ٢٠١١كان ميناء البصرة (المعقل) أهم الموانئ العراقية حتى ثمانينات القرن الماضي، حيث تم إنشاؤه من قبل القوات البريطانية في عام 1914، وكانت تستخدمه لأغراض عسكرية قبل أن تسلمه إلى السلطات العراقية عام 1937، بالإضافة إلى ميناء الفاو الذي أصبح مخصصاً لسفن الصيد فقط. لكن الحرب العراقية الإيرانية، أدت إلى إغلاق ميناء المعقل، وذلك لأن السفن التي كانت تصل إلى ميناء المعقل، كان عليها المرور بممر شط العرب النهري، والذي كان يفصل بين الحدود العراقية الإيرانية. الأمر، الذي دفع بالعراق إلى بناء موانئ جديدة وتوسيع أخرى على الخليج العربي.
وتضم البصرة أربعة موانئ أخرى بجانب مينائي المعقل والفاو، ففي عام 1965 تم إنشاء ميناء أم قصر. وشهد عام 1989 إنجاز مشروع بناء ميناء خور الزبير الذي يحتوي على أرصفة صناعية ومخازن لخامات الحديد والفوسفات وسماد اليوريا، وفي عام 1976 تم إنشاء ميناء أبو فلوس على الضفة الغربية لشط العرب ضمن قضاء أبي الخصيب، ويعد حالياً من أنشط الموانئ التجارية على الرغم من صغر مساحته وعدم قدرته على استيعاب البواخر الكبيرة.
مشروع طموح
آخر الموانئ، التي بدأ العراق بإنشائها هو ميناء الفاو الكبير، الذي يعتبر من أكبر الموانئ في شمال الخليج العربي. وقد تم وضع حجر الأساس له في شبه جزيرة الفاو جنوب محافظة البصرة في أبريل/نيسان 2010. ويقع الميناء في منطقة رأس البيشة في محافظة البصرة على الخليج العربي ومن المتوقع أن يغير من خارطة النقل البحري العالمية، لأنه سينقل البضائع من جنوب شرق آسيا إلى أوروبا عبر العراق وبالعكس بدلا عن قناة السويس، وذلك عن طريق القناة الجافة (خطوط السكك الحديدية). حسبما يقول خبراء بحريون عراقيون.
لكن الكويت وضعت بعد عام من هذا التاريخ، في (نيسان/ابريل عام 2011) حجر الأساس لبناء ميناء "مبارك الكبير" في جزيرة بوبيان التي تقع في أقصى شمال غرب الخليج. ويرى خبراء عراقيون أن بناء الميناء سيؤدي إلى "خنق" المنفذ البحري الوحيد للعراق، لأنه سيتسبب في جعل الساحل الكويتي ممتدا على مسافة 500 كيلومتر، بينما يكون الساحل العراقي محصورا في مساحة 50 كيلومترا فقط. وقد طالبت بغداد الكويت رسميا بوقف العمل في مشروع بناء ميناء مبارك إلى حين التأكد من أن حقوق العراق في المياه المشتركة لن تتأثر، في دعوة سارعت الكويت إلى رفضها، مؤكدة أن أعمال البناء ستستمر "وفق البرامج المعتمدة".
عباس الخشالي
مراجعة: منى صالح