"العربية": البحث عن الحقيقة وليس عن الصيت الإعلامي
١٨ مارس ٢٠٠٥تتخذ قناة العربية الفضائية، التي بدأت عملها عام 2002، إلى جانب CNN/arabic ورويترز الإخباريتين من مدينة دبي مقرا رسميا لها. وتعتبر هذه القناة جزءا من قناة (MBC) لمالكها رجل الأعمال السعودي وليد آل إبراهيم. وقد حققت القناة الاخبارية رغم حداثتها نجاحا واسعا في المجتمع العربي، سيما وان انطلاقتها تزامنت مع بدء الحرب على العراق وتزايد حاجة المجتمعات العربية لمزيد من الاصوات الاعلامية الحرة. ولا شك أن السياسة الواضحة والمعتدلة "للعربية" في نقل الأخبار وتغطية الاحداث العربية والعالمية ساهم الى حد كبير في كسب رضا الجمهور العربي، سيما وان "العربية" تعتبر أن الموضوعية لا تنحصر فقط في نقل الخبر كما هو، وإنما أيضا في عدم السماح لأي جهة خارجية التدخل في عمل القناة وفرض رؤيتها للاحداث. وتركز القناة على مبدأ مهني هام وهو أن الصحفي عليه أن ينقل المعلومات وليس تحليلها. وقد ساهم موقع "العربية نت" في دعم هذا التوجه، وفتح بذلك نافذه اخبارية حرة مع قرّائه في كل أنحاء العالم.
صعوبات العمل واختيار دقيق للالفاظ
في حوار سابق له مع موقع دويتشه فيله أشار رئيس تحرير قسم الأخبار في "العربية" نبيل الخطيب الى مدى الصعوبات التي يواجهها مراسلو القناة الإخبارية في نقلهم للمعلومات بقوله: "لو أردنا نقل الحقيقة كما هي، فلا بد أن يتمتع المراسلون بكامل الحرية للوصول الى المعلومة ونقلها، لكن هذا الامر غير وارد للاسف في دول عربية كثيرة منها المغرب ومصر والسعودية وفلسطين ولبنان وغيرها، فهذه البلاد لا يوجد فيها حرية صحافة فعلية، الأمر الذي لا يمكن مراسلينا من الوصول إلى المعلومات بشكل حر." من جهة أخرى، اشار رئيس تحرير القسم الإلكتروني للقناة عمار بكار في حديث الى موقعنا إلى القيود التي تواجه الإعلامي اثناء اتخاذه قرارات تتعلق بالاحداث الجارية في البلاد العربية، مضيفا أن هناك بعض القيود التي ترتبط ارتباطا وثيقا بطبيعة المجتمع ونظامه السياسي والاجتماعي. واشار بكار الى صعوبة التوفيق بين انشاء قناة إخبارية حرة مستقلة وبين طبيعة المجتمعات العربية المحافظة التي تعمل فيها "العربية".
أما فيما يتعلق بالتعامل مع اللغة، يقول بكار بأن "العربية" لها سياستها المختلفة عن القنوات الاخرى في التعامل مع بعض الالفاظ التي تحمل في طياتها دلالة معينة وتعبر عن موقف واضح، "فألفاظ مثل العمليات الاستشهادية أو الانتحارية أو الفدائية، كما يسميها البعض، لها دلالات خاصة وتعبر في كل حالة عن موقف محدد لمستخدمها، ولذا فإن القناة تبتعد عن استخدام مثل هذه الالفاظ والتعبيرات، وتعتبر ذلك جزءا من الموضوعية الصحفية." وفي المجال نفسه يضيف رئيس تحرير "العربية نت" بأن القناة تتخذ سياسة محددة تختلف عن تلك التي تتبناها قناة الجزيرة مثلا التي حققت نجاحا واضحا في الشارع العربي. ويضيف أنه وفي نهاية المطاف تقع على كاهل القنوات الإخبارية العربية مهمة ضخمة وشاقة وهي "تغطية إقليم مليء بالأحداث والتعامل اعلاميا مع صراعات معقدة بشكل يقدم صورة واضحة عن ذلك."
"العربية" ومستقبل الاعلام العربي
يرى عمار بكار أن مستقبل "العربية" مرتبط بمستقبل القنوات الإخبارية بشكل عام من جهة، وبمستقبل العمل الإعلامي في العالم العربي من جهة أخرى، الا انه اشار الى الاهتمام العالمي والعربي المتزايد بهذه القنوات في الآونة الاخيرة، سيما وان الشعوب العربية ترى فيها نافذة لها على العالم بالكامل. ويضيف بكار أن "مصداقية القنوات الإخبارية العربية جعل منها مصدرا مهما للناس للتزود بالمعلومات العربية والدولية على حد سواء." من ناحية أخرى عبر رئيس تحرير "العربية نت" عن تفاؤله فيما يتعلق بمستقبل الإعلام العربي وخصوصا بعد إدراك الحكومات العربية بأن الإعلام لا يشكل تهديدا لها، الامر الذي افسح المجال امام الناس للتنفيس عن آرائهم بشكل أفضل من السابق. ويضيف بكار بأن "العالم العربي جديد على العمل الإخباري غير الحكومي، لذلك فهو جديد أيضا على تفهم الكثير من التزامات وسائل الإعلام، وهنا لا يمكن إخفاء تضايق بعض الحكومات من قيام الفضائيات ومواقعها الالكترونية بنقل الحقيقة كما هي."
ولم ينكر بكار أن هناك هوة بين الاعلام الغربي والعربي حديث النشأة، الا انه اعتبر أن هذه المقارنة غير عادلة وذلك بسبب الخبره العملية للاعلام الغربي وبسبب حساسية المجتمعات العربية وبنيتها السياسية، اضافة الى ضعف التمويل. ورغم كل ذلك تأمل "العربية" بأن يكون هناك حتى نهاية العام الجاري موقع لها باللغة الإنجليزية يعمل على نقل أخبار الشرق الأوسط وأخبار العالم العربي للغرب أو للقارئ باللغة الإنجليزية بشكل موضوعي وجدي.