العزل الحراري في دبي بتقنية ألمانية
٢٠ أبريل ٢٠١٣في الإمارات العربية المتحدة، لم تكن التكاليف المادية الباهظة عائقا أمام بناء المئات من ناطحات السحاب ومراكز التسوق الضخمة وصالات التزلج على الجليد المغلقة. فالنفط يساعد على إنتاج الكهرباء بأقل التكاليف. ورغم ذلك، كانت الأزمة المالية العالمية عام 2008، سببا ليدرك شيوخ الإمارات أن نهاية النمو غير المحدود وشيكة لا محال بنضوب حقول النفط.
استنزاف هائل للطاقة
وبارتفاعه الذي يزيد عن 800 متر، والشقق التي يبلغ عددها حوالي 100 شقة إلى جانب الفندق والمكاتب الموجودة فيه، يعد برج خليفة متميزا بجميع جوانبه حتى باستهلاكه للطاقة. ففي وقت الذروة يستهلك هذا المبنى الضخم 36 ميغاواط من الكهرباء، وهي الكمية التي نحتاجها لإنارة 4 ملايين مصباح موفر للطاقة بقوة 9 واط. وتستنزف أجهزة التبريد الجزء الأكبر من الطاقة الكهربائية، إذ تقوم بتبريد المبنى على مدار الساعة.
وتعد المنشآت السكنية والمباني من أكبر مسببات انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، فهي تستهلك 40 بالمائة من الطاقة المنتجة عالميا، كما أنها المسؤولة عن معظم الغازات الدفينة التي تنتجها البشرية. وفي الإمارات يصل معدل استهلاك الفرد الواحد للطاقة إلى 20 ألف كيلوواط سنويا، وهو أكثر بثلاث مرات من معدل الاستهلاك في ألمانيا.
البناء الأخضر في الامارات
ومن المؤكد أنه ليس جميلا في حق دولة الإمارات، أن يوضع اسمها على قائمة الدول الأكثر تسببا في إنتاج الانبعاثات السامة. ولهذا السبب أطلق شيوخ الامارات عام 2008 مبادرة "قانون البناء الأخضر" التي تركز على ضرورة تطبيق العزل الحراري في البناء لترشيد استهلاك الطاقة.
سوق جديد بدون منافس
ولأن شركة DAW الألمانية تمتلك خبرة عالية في مجال العزل الحراري للأبنية، وجدت ثغرة لها في سوق الإمارات. وتقع هذه الشركة التي أسست عام 1885 في أوبر رامشتات (Ober-Ramstadt) في ولاية هيسن. وتعتمد في صناعة ألواح العزل الحراري على مزج تقنية النانو بألياف الكربون، للحصول على ألواح العزل الحراري المسماة بـ "دالماتينا". وبفضل مادة الكربون تصبح الألواح أكثر قوة وتحملا ويطول عمرها الافتراضي حسبما أثبتته لوحات في اختبارات الإجهاد المستمر.
وصرحت شركة DAW الألمانية أنها تمكنت في عام 2011 من بيع كميات كبيرة من أنظمة العزل الحراري في أوروبا، والتي من المفترض أن تساعد لوحات العزل فيها خلال فترة عملها على توفير 12 مليار لتر من الوقود تقريبا.
وتمكنت هذه الأرقام من إقناع شركة "إعمار" التي تعد من أكبر الشركات العقارية وصاحبة مشاريع التطوير الضخمة في دبي، فقررت الأخيرة اعتماد التقنية الألمانية. ومع تزايد الطلب على منتوجاتها، قررت شركة DAW إنشاء أول مصنع لها في دبي، مستفيدة في الوقت ذاته من عدم وجود منافس لها في السوق حتى الآن.