العمل التطوعي وسيلة لاندماج اللاجئين وتكوين صداقات
١٢ أغسطس ٢٠١٧مفهوم التطوع، هو مفهوم نبيل، إذ أن المتطوع عادة ما يكرس جزء من وقته وجهده من أجل فعل الخير أو مساعدة الآخرين. وفي ألمانيا ينتشر مفهوم التطوع بشكل كبير عبر العديد من المؤسسات التي ترعى هذه الأنشطة. إلا أنه ومع تزايد أعداد اللاجئين في السنوات الثلاث الأخيرة، تولدت فكرة جديدة لدى قسم التطوع التابع للكنيسة البروتستانتية في ألمانيا، وتقضي بدمج لاجئين في برنامج تطوعي خاص من أجل مساعدتهم على توجيه جهودهم نحو فعل الخير، وكذلك من أجل مساعدتهم على الاندماج في المجتمع الألماني.
وترى المديرة المسؤولة عن قسم التطوع الخاص باللاجئين، مارينا كاندي في حوار مع مهاجر نيوز أن الخدمة التطوعية بحد ذاتها هي استثمار للوقت والجهد الخاص باللاجئين من أجل التعلم والحصول على معلومات أفضل عن المجتمع الألماني. وتضيف بأن الألمان متاح لهم عادة ما يسمى بـ "سنة اجتماعية تطوعية" من أجل تعويدهم على بذل الجهد والعطاء للمجتمع وللآخرين، ولذلك أراد القائمون على المشروع الطوعي في ألمانيا، توفير فرصة مماثلة للاجئين أيضا.
وبحسب كاندي، فإن المشكلة الأكبر التي رصدتها الكنيسة بخصوص اللاجئين، هي عدم معرفتهم كيف سيمضون وقتهم، خاصة بعد قدومهم مباشرة إلى ألمانيا. ومن هنا نشأت الفكرة على تخصيص برنامج خاص لهؤلاء اللاجئين من أجل تنظيم وقتهم وتخصيص أعمال طوعية لهم تساعدهم على التعرف أكثر على المجتمع الألماني الذي قدموا إليه.
توفير دورات لغة ألمانية
محمد كامل، شاب سوري من دمشق يشارك في هذا البرنامج بمدينة كولونيا، يقول لمهاجر نيوز إن البرنامج أتاح له التعرف على أصدقاء ألمان كثر ما كان ليتعرف عليهم دون هذا البرنامج. ويضيف في حواره مع مهاجر نيوز "كانت مشكلة كبيرة بالنسبة لي في البداية، فلم أكن أتكلم الألمانية بشكل جيد، كما أنني لم أعرف كيف يمكن أن أساعد الآخرين وأنا أصلا بحاجة للمساعدة". ويتابع "لم أكن أعرف الكثير عن المجتمع الألماني، ولذلك كنت متخوفا عما يمكننني تقديمه فعلا، خاصة مع ضعف اللغة الألمانية". وبحسب اللاجئ السوري فإن الموضوع لم يكن صعبا كما كان يتصور، ويقول إن "المركز (البرنامج) وفر لي ولغيري من اللاجئين من خلال متطوعين ألمان دورات لغة مكنتنا من التواصل الأفضل مع من حولنا، كما أن المهام المكلفة لنا كانت بسيطة".
وتقول كاندي إن المركز وضع خطة ممنهجة من أجل استقبال ومتابعة اللاجئين، ونشر مطبوعات باللغة العربية في مناطق تجمع اللاجئين تخبرهم بوجود هذا البرنامج، كما أنه جند عشرات المتطوعين الألمان من أجل فتح دورات للغة الألمانية بمستويات مختلفة للاجئين المنتسبين وذلك لمساعدتهم على تعلم اللغة.
القيام بأعمال مماثلة لما يقوم به الألمان
وعن الأعمال الموكلة للاجئين تقول، إنها نفس الأعمال الموكلة للمتطوعين الألمان، مثل رعاية المسنين أو المرضى، أوتنظيف المرافق العامة، وأية أعمال يحتاجها المجتمع، وهي كثيرة ومتنوعة وتختلف في الصيف عنها من الشتاء. ففي سنوات سابقة مثلا ساعد عشرات المتطوعين على مقاومة ارتفاع مستويات المياه في برلين ومناطق أخرى، كما ساهم غيرهم في طلي الأشجار أو تقليمها.
وبحسب البرنامج المعلن عنه فإن الخدمة التطوعية تتراوح بين 6 أشهر على الأقل وبين 18 شهرا بحد أقصى، حيث يلتقي المتطوعون ويتبادلون الخبرات، كما أن هناك برنامج خاص حافل بالندوات والدورات المفيدة، مثل الإسعافات الأولية وغيرها، كما أن المشاركين في الأنشطة من أصول أجنبية يتلقون دورات مكثفة باللغة الألمانية من أجل مساعدتهم على تطوير المستوى اللغوي الخاص بهم، كما أن اختلاطهم برفقائهم الألمان يساعدهم على تكوين حصيلة لغوية جيدة.
بهران سيراتا القادمة من أرتيريا قيمت مشاركتها في هذا البرنامج بأنها أكثر من رائعة وقالت "عمري 28 سنة، وقدمت إلى ألمانيا كلاجئة في العام 2014، أنهيت مستوى B1 في اللغة الألمانية وحاليا أعمل في رعاية المسنين". وترى سيراتا أن هذه الفرصة ساعدتها على التعرف أكثر على المجتمع الألماني وعلى تنمية نفسها وقدراتها وكذلك على إشغال وقتها بشيء مفيد. وتضيف "هذه خطوة كبيرة بالنسبة لي، وأنا سعيدة جدا بهذا الأمر".
علاء جمعة- مهاجر نيوز