العنف ضد الأجانب في ألمانيا يسجل أعلى مستوياته
٨ فبراير ٢٠٠٧ذكر تقرير نشرته صحيفة "دي تسايت" الألمانية الأسبوعية أن هيئات مكافحة الجريمة رصدت خلال عام 2006 الماضي 12238 جريمة ذات دوافع يمينية متطرفة من بينها 726 جريمة عنف ونحو 8738 جريمة تتعلق بالدعاية للنشاطات اليمنية المتطرفة. وكان عام 2005 شهد ارتكاب 10271 جريمة ذات خلفية يمينية متطرفة من بينها 588 جريمة عنف.
ونتيجة للإعلان عن هذه الأرقام عاد موضوع العنف ضد الأجانب ليتصدر اهتمامات وسائل الإعلام. وكانت الأروقة الإعلامية والسياسية انشغلت بنقاش بنفس الموضوع خلال الفترة التي سبقت تنظيم فعاليات كأس العالم لكرة القدم 2006 في المدن الألمانية. وطالب سياسيون ألمان حينها بإطلاق صفة "مناطق خطرة على الأجانب" على أنحاء معينة من ألمانيا بسبب احتمال تعرض الأجانب الزائرين لها لجرائم بسبب ارتفاع مستوى معاداة الأجانب هناك. مما أثار نقاشا حادا حول مسؤولية الدولة في محاربة ظاهرة اليمين المتطرف، ومدى تأثير هذه الظاهرة على صورة ألمانيا في الخارج. إلا أن مرور فعاليات كأس العالم بسلام دون تسجيل حوادث ضد الأجانب جعل النقاش حول هذه الظاهرة يخفت.
محاكمة في قضية ضرب ألماني من أصل أفريقي
يتزامن نشر التقرير المذكور مع بدء محاكمة متهمين قاموا قبل فترة وجيزة من بدء فعاليات كأس العالم لكرة القدم السنة الماضية بضرب ألماني من أصل إثيوبي ضربا مبرحا نقل على أثره إلى المستشفى بإصابات خطيرة في رأسه تسببت في بقائه في غيبوبة لأسابيع. وتعقد المحكمة اليوم (7 فبراير/شباط) في مدينة بوتسدام (قرب برلين).
ورغم الصدى الكبير الذي لقيه هذا الحادث آنذاك إلا أن هناك شكوكا تحوم حول دوافعه، حيث تقول بعض التقارير الصحفية أن الأمر لا يعدو كونه شجارا عاديا. وكان وزير الداخلية الألماني، فولفغانغ شويبله (الحزب المسيحي الديمقراطي)، قد قلل بعد وقوع الحادث من أهميته وأشار إلى وجود عنف يمارس من قبل الأجانب في ألمانيا ضد ألمان "شقر وذوي عيون زرق" حسب تعبيره. إلا أن الوزير اضطر لاحقا للاعتذار عن تعبيره هذا ووعد بالقيام بكافة الجهود لمحاربة التطرف اليميني.
خبير: الحل يكمن في شجاعة المجتمع
ويقول خبير شؤون العنف والتطرف، فيلهيلم هايتماير، في مقابلة مع موقعنا إن قطاعات من المجتمع خصوصا في الجزء الشرقي من ألمانيا أصبحت أكثر عدائية ضد الأجانب. ويعلل الخبير هذا الأمر بهجرة الكثير من الشباب المتعلم من مدن شرق ألمانيا إلى غربها بحثا عن فرص العمل. ويشير الخبير أن الشباب الذي يبقى في بعض مدن شرق ألمانيا يتسم بمعدلات أقل من التعليم والثقافة وهو الأمر الذي يهيئ تربة خصبة لانتشار أفكار متطرفة معادية للأجانب. كذلك يشير الخبير أن هذه القطاعات من الشباب غير مقتنعة تماما بالنظام الديمقراطي الذي تم تطبيقه في ألمانيا الشرقية بعد اتحادها مع ألمانيا الغربية عام 1990.
وبين الخبير أن الطريقة الأمثل لمحاربة الجرائم ضد الأجانب هي بأن تقوم قطاعات المجتمع المختلفة من رجال أعمال وجمعيات وأحزاب بحملات ضد انتشار التطرف بين الشباب وأن تظهر هذه القطاعات شجاعة أكبر في مواجهة هذه الظاهرة في الحياة اليومية، إضافة إلى قيام الشرطة بواجباتها في التحقيق وملاحقة الأشخاص الذين يقومون بأعمال عدائية ضد الأجانب.