"العنف ضد المسيحيين في إسرائيل يتخذ بعدا جديدا"
١٠ مايو ٢٠١٤DW: شهدت الأسابيع الماضية هجمات جديدة وأعمال تخريب لمنشآت مسيحية وإسلامية في إسرائيل، وتضررت شخصيا من الأمر فما الذي حدث؟
الأب نيقوديموس: اعتدنا على المعاناة، أتعرض للبصق بشكل يومي تقريبا منذ عامين. صار الأمر جزءا من الحياة اليومية. وقعت أيضا العديد مما يعرف بـ"هجمات فاتورة الأسعار" التي تقف خلفها عناصر متطرفة يهودية قريبة من حركات استيطانية تعمل وفقا لمبدأ: إخلاء مستوطنة أو عدم صدور تصريح بناء لمستوطنة مسألة لها سعر يجب أن يدفعه أحدهم،ومن هنا جاء اسم "هجمات فاتورة الأسعار" والتي تستهدف عادة مساجد لكنها صارت تستهدف الكنائس أيضا في الفترة الأخيرة. تتنوع الهجمات بين هجمات بالزجاجات الحارقة أو تفريغ إطارات سيارات من الهواء أو تكسير واجهات زجاجية أو تدمير صلبان، لكن الشكل التقليدي للهجوم يتمثل في كتابة عبارات مثل "الموت للمسيحيين" أو عبارات أخرى مسيئة للمسيح. وكتبرير لهذه الهجمات يكتب في النهاية عادة اسم مستوطنة معينة تعرضت للإخلاء على سبيل المثال.
هل زادت هذه الهجمات على خلفية زيارة بابا الفاتيكان المرتقبة لإسرائيل؟
البعد الجديد الذي أضيف للصورة الآن هو استهداف منطقة الجليل التي اتسمت حتى الآن بالهدوء، للمرة الأولى تجمع نحو 70 إلى 80 من الشباب وفقا لتقديرات شهود عيان، حول الدير الخاص بنا والواقع على بحيرة طبريا يوم الأحد السابق لعيد الفصح واقتربوا من أحد أماكن التعبد المفتوحة ورموا أحد المصلين هناك بالحجارة وبصقوا عليه مستهدفين الصليب بالحجارة. دنسوا مكان تعبد آخر بالطين وكسروا الصليب كما أخذوا كافة المقاعد من المكان ورسموا نجمة داوود. وعندما دخل أحد المصلين للمكان قاموا بسبه والبصق عليه وقذفه بالحجارة.
هل ترى ثمة علاقة بين هذه الأفعال وزيارة البابا المرتقبة؟
تقوم هذه الدوائر بالترويج لفكرة أن البابا غير مرحب به، كما تنتشر في الوقت نفسه شائعات عديدة، منها على سبيل المثال قول أحد الحاخامات اليوم إن البابا يرغب في تحويل العديد من اليهود للكاثوليكية بالرغم من عدم وجود أي بيان صحفي ولا حتى تصريح واحد يحمل إشارة لهذا الأمر، بل على العكس فالبابا هو آخر شخص يمكن أن يخطط لمثل هذا الأمر، لكن تأجيج المشاعر يستثير ردود فعل معينة من قبل الشباب الصغار وهذا هو الشيء المحزن. الجناة غالبا من الشباب الصغار تحت السن القانوني للمساءلة والذين يقف خلفهم أشخاص ينشرون الكراهية ويصفون أنفسهم بالمتدينين. كل هذه الأحداث تبرز في وسائل الإعلام قبيل زيارة البابا وهو أمر يزيد التوتر على مستوى الأجهزة الأمنية بالطبع، إذ يصعب التكهن بما يمكن لهؤلاء الأشخاص القيام به. آخر شيء ترغب إسرائيل في حدوثه هو بالطبع وقوع هجوم على البابا.
أعلنت الحكومة الإسرائيلية مطلع الأسبوع عن عزمها التعامل بكل حزم ضد مثل هذه الأفعال فهل يدل هذا على نفاد صبرهم؟
حتى الآن هناك تصريحات شفهية قوية من الساسة، لكن دون أفعال محددة. حتى اليوم لم يرى أي من المسؤولين عن "هجمات فاتورة الأسعار" السجن من الداخل ولا حتى صالة المحكمة. تلقي الشرطة القبض على بعضهم لكنها تطلق سراحهم بعد ذلك سريعا. يبدو أن عدم رغبة الساسة في التدخل بقوة تغير خلال الأيام الماضية، إذ سلط الإعلام الضوء على واقعة القبض على ثلاث شابات هاجمن مجموعة من الحجيج المسيحيين، لكن السؤال هو: هل سنرى بالفعل تصرفات قوية؟ أم أن الأمر كله مجرد عرض إعلامي؟ أنا شخصيا أشعر ببعض التشكك، لاسيما وأننا سمعنا دوما مثل هذه التصريحات الشفهية .
كيف ينظر الشعب الإسرائيلي إلى هذه الهجمات؟
بالرغم من رد الفعل البطيء من الساسة إلا أن رد فعل المجتمع المدني يتسم بالروعة الشديدة. لم يكن لنا مثل هذا الكم من الأصدقاء اليهود الذي تحقق منذ بداية هذه الهجمات في السنوات الأخيرة. هناك مبادرات عديدة تقدم لنا الدعم وتنأى بنفسها وبدينها عن هذه الأفعال.
مع وجود هذا الدعم الكبير كيف يمكن إذن تفسير بطء رد الفعل السياسي؟
أعتقد أن مشكلة الساسة هو خوفهم من هذه المجموعات. نحن هنا بصدد الحديث عن حركة مستوطنين، قوة اجتماعية لا يمكن التقليل منها لاسيما وأنها تخفي قدرا من العنف الكامن. لا تقتصر الهجمات على مساجد وكنائس فحسب، بل تمتد أيضا لوحدات عسكرية وشرطة مما يعني أن هذه المجموعات تهاجم حتى منشآت الدولة. بالطبع يوجد في الحكومة بعض الساسة المقربين من حركة المستوطنين وهنا يظهر الخوف من فقدان أصوات انتخابية.
الأب نيقوديموس هو المتحدث الصحفي باسم دير الرهبانية البندكتية والذي يتبعه دير الطابغة على بحيرة طبريا.
جرى الحوار: كلاوس دامان/ابتسام فوزي