Ramadanfest
٢٠ سبتمبر ٢٠٠٩يتميز يوم الأحد في ألمانيا عادة بخلو شوارع المدينة عند الصباح الباكر من الناس، إلا أن اليوم كان مختلفاً في مدينة بون الألمانية، فقد امتلأت شوارع وسط المدينة منذ الصباح الباكر بالناس الذاهبين إلى الجامع لأداء صلاة العيد والاحتفال مع أهلهم وأصحابهم بأول أيام الفطر.
في وسط المدينة القديمة في بون يقع جامع المهاجرين، للوهلة الأولى يصعب تمييز البناء عن الأبنية المجاورة له، فهو يتميز بالتواضع وعدم اختلافه عن الأبنية الأخرى في الشارع نفسه، إلا أن تجمع بعض المسلمين والمسلمات أمام باب المسجد، يوحي بأن للمكان معنى خاص كما أن ذلك يدل المارة الآخرين إلى عنوانه ليلتحقوا بالصلاة إن شاؤوا.
الإمام أبو يوسف محمود الخراط، وهو الذي ألقى خطبة الجمعة في الساعة التاسعة قال "مسجدنا هذا هو مسجد المهاجرين، يأتي إليه المسلمون من كل الجنسيات للصلاة وللاحتفال بالأعياد مع بعضهم البعض".
الأجواء داخل المسجد
الطابق الأول مخصص للرجال والطابق الثاني للنساء، ولأن المكان هنا يضيق بالعدد الكبير من المصلين فإن صلاة العيد تقام مرتين، في الثامنة و في التاسعة صباحاً. في الطابق العلوي جلست نساء وأطفال من مختلف الجنسيات بعد الصلاة يستمعن إلى خطبة العيد التي ألقاها الإمام أبو يوسف. بين الحين والآخر تأتي بعض النساء المتأخرات عن الصلاة فيقمنها في غرفة جانبية، ومن ثم ينضممن إلى الأخريات في الاستماع إلى الخطبة.
انتهت الخطبة وبدأ تبادل التهاني بالعيد. لم يكن الكل يجيد العربية إلا أن الجميع تبادلوا عبارات بالعربية مثل "عيد مبارك" و "كل عام و أنتم بخير إن شاء الله"، ومع هذه الجمل البسيطة وزعت حلوى العيد والمعمول والتمر وغيرها من الحلويات التي أحضرها البعض معه.
يوم العيد مناسبة للتواصل بين الجميع
بعد انتهاء الخطبة تجمع المصلون لفترة قصيرة أمام المسجد، بينهم كان رجل كهل بوجه أبيض سموح تحدث عن أهمية مثل هذه المناسبات بالنسبة للمسلمين في بلاد المهجر، حيث قال: "نحن هنا في المغترب نحتاج إلى هذه المناسبات و الأعياد ليجتمع المسلمون مع بعضهم البعض"، ويتبادلون التهاني ويخلقون لأنفسهم أجواء احتفالية شبيهة بتلك التي تقام في البلد الأم. وحسب قوله فمن حسن الحظ أن يوم العيد صادف هذا العام يوم العطلة الأسبوعية مما سمح للمسلمين بالاحتفال بعيداً عن ضغط العمل.
إحدى السيدات المحتفلات بالعيد عبرت عن فرحتها بهذه المناسبة التي تجمع الناس مع بعضهم في هذا اليوم، وتمنت أن تستمر أعمال الخير التي قام بها الصائمون إلى ما بعد رمضان أيضاً، خاصة وأنه –حسب قولها- من خلال المسجد يتم تقديم المساعدة لبعض المحتاجين كالطلبة البعيدين عن أسرهم.
وبعد انتهاء الصلاة تذهب الأسر مع بعضها في رحلات قصيرة، أو تقوم بزيارة بعضها البعض. كما تقوم بعض الجاليات بعمل حفلات غداء، احتفاء بالعيد وحتى تكسر رتابة الحياة في الغربة ويستغلوا المناسبة ليلتقوا ببعضهم ويخففوا عن بعضهم البعض عناء البعد عن الأهل والوطن.
الكاتبة: ميسون ملحم ـ مدينة بون
مراجعة: عبده المخلافي