الفورمولا واحد - هيمنة الفرق الكبرى تهدد متعة المنافسة
٢ نوفمبر ٢٠١٤ما تزال هناك ثلاث جولات على قائمة سباقات الفوروملا واحد، لكن فريقي كاترهام وماروسيا أعلنا أنسحابهما من المسابقة، بعد مشاركتهما في المنافسات منذ عام 2010. ولا يستطيع الفريقان المتعثران خوض غمار سباق جائزة أمريكا الكبرى والبرازيل وأبو ظبي، إذ أدى تعثرهما إلى ضرورة وضعهما تحت الحراسة القضائية، ما أثر على حجم المنافسة في سباقات الفورمولا واحد وعودتها إلى ما كانت عليه آخر مرة في موناكو عام 2005.
عن هذا يقول الألماني سيباستيان فيتل، بطل العالم في الأعوام الأربعة الأخيرة: "لم يكن الأمر مفاجأة. ففي السنوات المنصرمة لاحظنا الصعوبات التي تواجهها الفرق الصغيرة في الحصول على التمويل الكافي". ويضيف فيتل بالقول: "وبشكل خاص يتأتى هذا على ضوء النفقات المرتفعة هذا العام والقواعد الجديدة. كل ذلك زاد من المصاعب التي تواجهها الفرق الصغيرة".
إنفاق محدد أم آلية توزيع جديدة؟
تراجع عددالممولين وانخفاض الواردات، يقابله من جهة أخر ارتفاع في مستوى التكاليف الخاصة بالفرق المشاركة في مسابقات فورمولا واحد. إضافة إلى ذلك تلقي نفقات سباقات جديدة بظلالها على ميزانيات الفرق المشاركة. ومن خلفية ذلك انسحب فريقان من المسابقة، والمصير نفسه يواجه ثلاثة فرق أخرى، وهي ساوبر السويسري وفورس إنديا ولوتوس. وكانت مشاكل هذه الفرق ستكون أقل، لو قام مسؤول الحقوق التجارية لبطولة العالم لسباقات فورمولا واحد للسيارات بيرني ايكليستون بتوزيع الأموال بشكل أكثر عدالة، حتى لا يحصل فقط الجيدون دائماً على الحصة الكبرى.
من جانبه، أعلن الاتحاد الدولي للسيارات أن فريقي كاترهام وماروسيا لن يواجهان عقوبة بسبب غيابهما عن المسابقة، ودعا في الوقت ذاته إلى ضرورة وضع سقف مالي محدد. وجاء في البيان أن خطر الإفلاس "يطرح المزيد من التساؤلات حول التوازن التمويلي لبطولة العالم لسباقات فورمولا واحد للسيارات". وأكد الاتحاد على رغبته في العمل مع إدارة ايكليستون والفرق المشاركة من أجل "الحفاظ على جاذبية المسابقة وإتاحة فرصة مشاركة متوازنة للفرق خلال السنوات القادمة". وأشار الاتحاد إلى ضرورة وجود مبادرات مشابهة، تضمن " بقاء التشكيلة الحالية للفرق وجذب مجموعة من المشتركين الجدد".
مجموعة صناعة القرارات
حتى الآن لم يتمكن رئيس الاتحاد جان تود من تمرير هذا المقترح، إذ تعارض فرق الصدارة مثل فيراري وريد بول مثل هذه الفكرة. وقد خصصت قرابة 300 مليون يورو كميزانية لفرقها، أي بزيادة ستة أضعاف عن السقف المقترح والذي يحدد موزانتها بـ45 مليون يورو". وتشكل الفرق الستة الكبرى مجموعة إستراتيجية لصناعة القرارات في عالم فورمولا واحد.
لم يشكل غياب الفريقين -اللذين يتذيلان جدول ترتيب الصانعين- عن سباق أوستن، الذي يمثل الجولة الـ 17 ضمن 19 جولة هذا الموسم، مفاجأة لأحد. فالفريقان يواجهان خطر الانهيار بالكامل بسبب مشكلات مالية طويلة المدى. عن هذا يقول الألماني أدريان سوتيل من فريق ساوبر السويسري، الذي يواجه هو الآخر مشكلات مالية، إن " هذا الوضع كان معروفاً للجميع، وكان موضع حديث، انطلق من أن الكثير من الفرق تضعف مالياً". ويستخلص السائق الألماني بالقول "في بعض الأحيان قد يكمن الحل الأمثل في الكف عن المشاركة في المسابقات، بسبب الديون المتراكمة على الفرق".