الفيضانات في موريتانيا تضر بالزراعة والبنية التحتية ومعالم تاريخية
١٧ أغسطس ٢٠١٠أعلنت مصادر بوزارة الثقافة الموريتانية أمس الاثنين(16 اغسطس/اب) أن مسجد مدينة "تيشيت"، القديمة المصنفة من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ضمن التراث العالمي، قد لحقت به أضرار جسيمة جراء الأمطار الغزيرة التي تشهدها المدينة منذ يوم الجمعة الماضية. وتبعد مدينة "تيشيت" بنحو 600 كيلومتر شمال شرق العاصمة نواكشوط وتعتبر واحدة من أربع مدن موريتانية تاريخية صنفتها اليونسكو تراثا عالميا في 1984.
وأوضح المصدر أن الأمطار ألحقت أضرارا بمسجد تيشيت العتيق وبعض المباني الأخرى في المدينة. وأضاف أن سقف المسجد وأجزاء من حائطه الخلفي تضررت بشكل كبير وأن وزارة الثقافة أرسلت بعثة فنية لمعاينة المسجد وتحديد حجم الأضرار ودراسة الطرق المناسبة لإصلاحها. وأشار المصدر إلى أن وزارة الثقافة باشرت الاتصال بمنظمة اليونسكو للتشاور حول السبل الفعالة للتعامل مع هذا الوضع.
وأسست مدينة تيشيت عام 536 هجريا وهي من المدن الأثرية في موريتانيا وصنفتها منظمة اليونسكو على لائحتها للتراث العالمي، غير أن هناك انتقادات بأن المدينة التاريخية مثلها مثل مدن تاريخية أخرى واقعة في الصحراء على بعد مئات الكيلومترات من نواكشوط قد تعرضت للإهمال. وشهدت موريتانيا أضرارا مادية وبشرية جراء السيول والفيضانات.
أضرار بمناطق زراعية وانهيار جسور مهمة
كما ألحقت الأمطار الغزيرة، التي تشهدها مناطق واسعة وسط موريتانيا منذ الجمعة الماضية، أضرارا كبيرة بمناطق زراعية ورعوية في ثلاث ولايات هي "لبراكنه ولعصابة وتكانت"، التي تعد أهم المناطق الفلاحية في البلاد. وسجلت السلطات المحلية انهيار خمسة جسور رئيسية، أبرزها جسر " كامور" الحيوي، الذي تمر عليه الشاحنات وسيارات النقل إلى ولايات الشرق والجنوب الموريتاني كما يربط موريتانيا بمالي وبوركينا فاسو.
وفي غياب إحصائيات رسمية نتيجة استمرار هطول الأمطار الغزيرة ليلا ونهارا وانشغال قوى الدرك بالتركيز على إنقاذ الأرواح البشرية، تأكد وفقا لما أوردته السلطات المحلية انهيار عشرات السدود ومقتل طفلة جرفت السيول سيارة كانت فيها بمدينة العيون عاصمة ولاية الحوض الغربي.
وأدت الفيضانات إلى إغراق أسواق محلية ونتج عن ذلك تلف كميات كبيرة من البضائع والسلع وتوقف تام لحركة التجارة في منطقة " كامور" و " القايرة" و"السياسة" ومناطق أخرى متاخمة لها. وأدت السيول والفيضانات إلى انهيار أكثر من 300 منزل وبقاء الأسر بدون مأوى، ما أدى إلى إيوائها في مدارس وتلف بعض الممتلكات والبضائع ونفوق أعداد من المواشي. كما تعطلت شبكات توزيع المياه نتيجة جرف السيول لآليات ضخ وسحب المياه من الآبار.
(ش.ع / د.ب.أ)
مراجعة: هيثم عبد العظيم