القذافي: أنا في ليبيا وسنهزم الناتو والجرذان

نفى الزعيم الليبي السابق العقيد معمر القذافي في رسالة صوتية جديدة بثتها قناة تلفزيونية من دمشق أن يكون فرَّ إلى خارج ليبيا، ردا على الأنباء التي ترددت بشأن فراره ضمن قافلة عسكرية عبر المناطق الصحراوية إلى النيجر. وقالت قناة"الرأي" الفضائية، التي بثت رسالة القذافي فجر الخميس(08 سبتمبر/أيلول)، أنه أرسلها من داخل ليبيا. وتعهد القذافي بـ"هزيمة الناتو وستنتفض الجماهير من جديدة". وأضاف القذافي "الشباب مستعدون في طرابلس الآن لتصعيد المقاومة على الجرذان (المعارضين) والقضاء على المرتزقة."

وندد القذافي في رسالته ما تردد عن فراره إلى النيجر قائلا "ليس أمامهم الا الحرب النفسية والأكاذيب (...) آخر شيء قالوه إننا رأينا رتل القذافي"دخل إلى النيجر. وأضاف ساخرا "ارتال من المهربين والبضائع والناس تدخل إلى النيجر والسودان ومالي وتشاد والجزائر يوميا".

وكانت حكومة النيجر قد جددت الأربعاء التأكيد على لسان المتحدث باسمها ووزير العدل مارو امادو أن القذافي لم يصل إلى النيجر.وقال امادو في بيان أن "الحكومة تجدد التأكيد على أن القذافي ليس على الأراضي النيجرية، مضيفا انه "تابع عن كثب الوضع في ليبيا بالتشاور مع المجلس الوطني الانتقالي". الا أن نيامي أقرت مع ذلك ب"دخول ثلاث آليات على متنها 14 شخصا بينهم أربعة نيجريين وبعدها آلية أخرى كانت تقل أربعة أشخاص بينهم نيجري" من دون كشف هوية باقي ركاب القافلة. وأشار أمادو إلى أن الأشخاص الذين استقبلوا "لدواع إنسانية مدعوون إلى الامتناع عن القيام بأي عمل أو بأي خطوة أو تصرف أو موقف لا يتناسب مع وضعهم".

وقد أوفد المجلس الوطني الانتقالي الليبي مبعوثين إلى دولة النيجر المجاورة يوم الأربعاء في محاولة لمنع معمر القذافي وحاشيته من الهرب من العدالة والفرار عبر الحدود الصحراوية إلى دول افريقية صديقة. وقال فتحي بعجة رئيس لجنة الشؤون السياسية بالمجلس الانتقالي لرويترز في بنغازي إن المجلس أرسل وفدا إلى النيجر لبحث الوصول المحتمل للقذافي مضيفا أن الزعيم المخلوع ربما كان قريبا من حدود النيجر أو الجزائر في انتظار فرصة للتسلل عبرها.

استمرار هروب القذافي يخيم على أجواء ليبيا

ومن جهتها قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن مقربين من القذافي اعتقلوا على الحدود بين ليبيا والنيجر، وذكرت قناة " الجزية" الفضائية القطرية، أن السلطات التونسية أوقفت الخويلدي الحميدي عضو "مجلس قيادة الثورة" في نظام القذافي، والذي كان يلعب دورا رئيسيا في الإشراف على "اللجان الثورية" أحد أهم أجهزة نظام القذافي. ومن جهته أعلن المجلس الوطني الانتقالي أن محمد بلقاسم الزوي أمين مؤتمر الشعب العام (بمثابة برلمان نظام القذافي) قد سلّم نفسه طواعية للثوار.

وفي سياق آخر، قال السفير الأمريكي في ليبيا جين كراتز خلال لقاء نظمته دوائر فكرية في واشنطن "إن يكون (معمر القذافي وأبناؤه) لا يزالون طليقين حيثما كانوا في ليبيا أو خارجها هو خطر يهدد جهود المجلس الوطني الانتقالي لإقامة حكومة جديدة". وأضاف كريتز إن المشاركين في المؤتمر الذي استضافته باريس الأسبوع الماضي حول ليبيا اتفقوا على أن "مهمة الحلف الأطلسي ستستمر". وبحسب كريتوز في باريس "ساد شعور باأن الأمور لم تحسم بعد وان المجلس الوطني الانتقالي لا يزال أمامه مشاكل يجب حلها خصوصا مع القذافي وأبنائه الذين هم طليقون في مكان في ليبيا".

وفي غضون ذلك وصل رئيس المجلس التنفيذي في المجلس الانتقالي محمود جبريل إلى طرابلس الأربعاء للمرة الأولى منذ سقوط العاصمة الليبية بأيدي الثوار. وكان رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل أعلن الجمعة الماضي أن المجلس سينقل مقره من بنغازي إلى طرابلس هذا الأسبوع، بينما أكد نائبه عبد الحفيظ غوقة الاثنين أن المجلس لن ينتقل إلى طرابلس الا بعد تحرير كل الأراضي الليبية.

وميدانيا، ينتظر الثوار الليبيون نهاية المهلة التي حددت السبت لأنصار القذافي في سبها (جنوب) وسرت (360 كلم شرقي العاصمة) وبني وليد (170 كلم جنوب شرقي العاصمة)، للاستسلام بدون قتال. وتتواصل المفاوضات منذ عدة أيام بين مفاوضين من الثوار وأعيان ووجهاء من بني وليد من اجل استسلام المدينة سلميا.

ومن المقرر أن يبحث مجلس الأمن الدولي الجمعة مهمة تستمر ثلاثة أشهر في ليبيا للمساعدة على إعادة تأهيل قطاعي الشرطة والقضاء وتحضير انتخابات.

(م.س / رويترز، أ ف ب)

مراجعة: عبده جميل المخلافي