القطارات السريعة – ثورة في عالم التنقل والسفر!
يحاول المهندسون منذ مطلع 2016 تطوير قطار فائق السرعة تصل سرعته إلى 1200 كلم/ساعة يسير في أنبوب شبه خال من الهواء، بينما بدأ العمل بأول قطار سريع سنة 1964، وهناك حاليا الكثير من هذه القطارات، نتعرف على أهمها.
قدم الملياردير الأمريكي إلون موسك خطة جديدة في عالم التكنولوجيا المتطورة تضاهي حلمه في غزو الفضاء وتسيير رحلات تجارية سياحية عبر شركته "سبايس إكس". والحلم الجديد لموسك هو قطار يسير بسرعة 1200 كلم/ساعة. وبدأ العمل في المشروع الجديد مطلع عام 2016 في سانت فرانسيسكو بالتعاون مع شركة "تيسلا" المصنعة للسيارات.
القطار الجديد اسمه "هايبرلوب" ويسير على سكة حديد في أنبوب خاص يكون فيه الضغط منخفضا جدا حتى لا يؤثر على سرعة القطار. ولا يمكن إفراغ الأنبوب بالكامل من الهواء من الناحية التقنية، إذ تحتوي الأنانيب التي يمر عبرها هذا القطار على كمية قليلة من الهواء.
الجديد في المشروع العملاق لقطارات "هايبرلوب" هو أنه يمكنه السفر عبر أنبوب يمر عبر نفق تحت البحر مثلا. وهذا ما قد يسهل الحصول على الموافقات الرسمية لبنائه. المشروع ما زال قيد التجربة، وتجرى التجارب بالقرب من مدينة لاس فيغاس الأمريكية في ولاية نيفادا.
يطير "هايبرلوب" على وسادات هوائية تنشأ بسبب السرعة الفائقة للقطار. ويمكن للقطار أن يصل إلى سرعة 1200 كلم/ ساعة. وما زالت هناك بعض المخاوف على صحة الإنسان بسبب السرعة الكبيرة هذه والتي قد تؤثر على جسمه. بالإضافة إلى ذلك لا يعرف حتى الآن كيف يمكن إنقاذ حياة شخص ما في حالة الطوارئ أثناء سير مثل هذه القطار.
تجربة الأنابيب المفرغة من الهواء ليست بالجديدة في عالم قطارات السرعة، ففي سويسرا قام المهندسون ببناء نفق خاص لعبور قطار الأنفاق (الميترو) يربط المدن الرئيسية في البلد. ويمكن للقطار السويسري السير بسرعة 500 كلم/ ساعة لكنه يختلف في التقنية، إذ يعتمد على تقنية القطار المغناطيسي.
أما قطار "ماغليف" المغناطيسي الياباني الطائر فنجحت تجربته واستطاع القطار أن يصل إلى سرعة 603 كلم/ ساعة دون مشاكل. وسيبدأ العمل بالقطار الجديد في سنة 2027 ليربط بين طوكيو وناغويا.
يتميز قطار "ماغليف" بشكله الغريب ويعمل بالقوة المغناطيسية ومنها جاء اسمه "ماغنيتيك ليفيتيشن" وتعني القطار المغناطيسي المعلق. وتتحكم هذه الطاقة بحركة وسير وتوقف القطار.
أما "ترانسرابيد" شنغهاي فيعد حاليا أسرع قطار في العالم. ويسير القطار بتقنية "التحليق المغناطيسي" أيضا وتصل سرعته إلى 430 كلم/ساعة. ويمكن للقطار أن يوصل ركابه من أطراف مدينة شنغهاي إلى مطار المدينة ويقطع مسافة 30.5 كيلومترا في 8 دقائق فقط.
التقنية التي استعملت مع القطار الصيني هي ألمانية وكانت قد اختبرت بنجاح من قبل شركتا سيمنس وتيسن كروب. وسار القطار التجريبي لأول مرة بهذه التقنية سنة 1983. لكن التجارب الألمانية لهذه التقنية توقفت بسبب عدم توافق الساسة الألمان عليها وعلى تمويل مشاريعها الباهظة.
تعتمد شركة القطارات الألمانية "دويتشه بان" على قطارها السريع "إي أس يي"، والذي نجح في سنة 1988 في الوصول إلى سرعة 406 كلم/ ساعة. وتسير قطارات "إي أس يي" في العادة بسرعة تصل إلى 300 كلم/ساعة. ولقيت هذه القطارات إقبالا وطلبا كبيرا عليها، وأصبحت تسير في إسبانيا والصين وروسيا وبريطانيا وتركيا.
قطارات "إي أس يي" من نوع "فيلارو" لا تحتوي على محركات مركزية تقليدية، وإنما محركات تعمل تحت جميع محاور العربات وأسرع قطار من هذا النوع يسير في الصين واستطاع في سنة 2010 الوصول إلى سرعة 486 كلم/ساعة. أما القطارات الأخرى في الصين من "إي أس يي" فلا تتجاوز سرعتها 380 كلم/ساعة.
أما أسرع القطارات التقليدية حاليا فما زال قطار "تي غي في" الفرنسي الذي بدأ العمل به في سنة 1981. وتصل سرعة الموديلات الحديثة منه إلى 574 كلم/ساعة، فيما تسير القطارات الأخرى من "تي غي في" حاليا بسرعة 320 كلم/ساعة. وتسير هذه القطارات في فرنسا وألمانيا وبلجيكا وبريطانيا وسويسرا وإيطاليا.
كان القطار الياباني "شنكانسين" أول قطار سريع في العالم بعد أن وصل إلى سرعة 210 كلم/ساعة في سنة 1964 أثناء الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو. وتسير هذه القطارات حاليا بسرعة لا تتجاوز 320 كلم/ساعة.
لكن زيادة السرعة هي ليست التطور التكنولوجي الوحيد التي تسعى لتحقيقه شركات القطارات، ففي ألمانيا قررت شركة القطارات "دويتشه بان" استخدام قطار "إي أس يي4" الذي يحتوي على 12 عربة ويتسع إلى 830 مسافرا ويصل طوله إلى 350 مترا ليكون القطار السريع الأكبر في العالم. لكن القطار الجديد سوف لن ينافس في عالم السرعة إذ تصل سرعته القصوى إلى 250 كلم/ ساعة فقط.