القمة البديلة في روستوك ـ نحو عولمة أكثر إنسانية
٥ يونيو ٢٠٠٧تأتي حماية البيئة ومحاربة الفقر على رأس الموضوعات التي تشغل القمة البديلة لقمة الثمان في روستوك والتي انطلقت فعالياتها اليوم لتستمر حتى السابع من هذا الشهر. وشارك في تنظيم هذه القمة أكثر من أربعين منظمة، ومن المنتظر حضور أكثر من ألف شخص لأعمال هذه القمة، وفدوا من كل أنحاء العالم. وتهدف القمة إلى طرح ومناقشة بدائل لسياسة قمة الدول الثمان، خاصة فيما يتعلق بالبيئة وسياسة الطاقة والأسواق المالية والتنمية.
كما ستتم أيضا مناقشة قضايا أخرى تتعلق بالعولمة والحرب والهجرة وضرورة تحقيق علاقات اقتصادية بين دول الشمال والجنوب أكثر عدالة وديمقراطية. وبذا فإن أعمال هذه القمة الموازية تحاول أن تنتقل بالعولمة من نظام يقوم على الربح إلى نظام يؤسس لعالم يسوده التكافل، لاسيما وأن ما يوحد مناهضي العولمة هو رفضهم لسيطرة الرأسمال على كل جوانب الحياة.
ضحايا العولمة
وطبعا فقد خلقت صيرورة العولمة نماذج تواصل سريعة ومثيرة ومتعددة، وهو أمر ايجابي، كما أن التقدم التقني والعلمي دفع بالبشرية خطوات جبارة إلى الأمام، لكن لم يترتب عن ذلك تكافل اجتماعي ولم تخرج الإنسانية من الحرب الباردة إلا لتدخل في حرب أخرى، ضحيتها في الغالب الشعوب الفقيرة التي مازالت تكافح من أجل قوت يومها محرومة من حقها في الصحة والتعليم وذلك وفق رؤية مناهضي العولمة. كما يرى هؤلاء أيضا بأنها تعمل على تأبيد وفرض أنموذج ثقافي معين، أنموذج يقوم على أساسين: الإنتاج والاستهلاك، وأنها لا تقبل الثقافات الأخرى، إلا إذا كانت في خدمة أنموذجها الذي يتخفى خلف ستار الحرية والعقلانية العالمية.
مناهضو العولمة ـ نحو سياسة مسئولة تجاه الطبيعة والإنسان
وتحسب حركة مناهضي العولمة على أهم الحركات السياسية في أوروبا والعالم، فهذه الحركة الاجتماعية الجديدة التي تمزج بين العمل الحركي والسير على خطى المدينة الفاضلة (اليوتوبيا) تريد التأسيس ليسار جديد. وتحمل الحركة النظام الرأسمالي مسؤولية كل مشكلات العالم، من تخلف واستغلال للعمال وتدمير للبيئة وعنصرية وحروب وأخيرا وليس آخرا الإجهاز على الدولة والسياسة لصالح السوق.
وتعتبر حركة أتاك التي تأسست ضد العولمة، أحد أبرز المشاركين في أعمال القمة البديلة، وعن موقف الحركة يقول أحد مؤسسيها سفين غيغولد: "طبعا يتعلق الأمر بسياسة واقعية، إذ فيما يتعلق بالبيئة على سبيل المثال هناك مطلب مشترك وقوي. نريد من كل البلدان الصناعية أن تقلل بنسبة ثلاثين في المائة من انبعاثات الغازات السامة لديها في سقف أقصاه سنة 2020". كما أن أتاك تنتقد عالم أحادية القطبية الذي ظهر بعد انهيار المعسكر الاشتراكي والذي تعمل الولايات المتحدة على ترسيخ قواعده عبر تدخلاتها العسكرية في العالم. فهي إذن وفق منظورهم عولمة أدت إلى تعزيز ظواهر التهميش الاجتماعي واستبعاد الدول النامية من دورة الاقتصاد العالمية.