" المثقف أمام خيارين: إما النضال من أجل المبادئ أو الاسترزاق بها"
١٥ أكتوبر ٢٠١٢
DW عربية: كيف حال الكتاب والثقافة في السودان في ظل التحولات السياسية التي عرفها بعد انفصال الجنوب عن الشمال؟
المجدي الجزولي. عندنا أدباء كثر لكن سوق النشر محدود لأسباب كثيرة منها الوضع السياسي المتوتر والرقابة على النشر وأيضا بسبب الاقتصاد المتدني.
إلى مدى يتمتع الكتاب السودانيين بحرية الكتابة؟
هناك رقابة مباشرة، وأخرى غير مباشرة. فالأجهزة الأمنية تمنع رِؤساء التحرير من تناول مواضيع معينة كما تنطبق نفس القاعدة على نشر الكتب، إذ تمنع الكتب عندما تتجاوز الخطوط الحمراء. فمؤخرا تم منع رواية "الجنقو وسمير الأرض" للكاتب عبد العزيز بركة ساكن، لأنها عالجت حياة العمال الموسميين في الزراعة بالسودان. فالرواية طالها المنع بالرغم من أن صاحبها فاز بجائزة محلية والأكثر من ذلك منعت أيضا من معرض الخرطوم للكتاب. المنع والرقابة يدفعان العديد من دور النشر إلى الانتقال إلى القاهرة تم تُهرب النسخ بعدها إلى السودان خفية.
العديد من الكتاب السودانيون البارزين هاجروا إلى الخارج واستقروا هناك، فهل تلك ظاهرة صحية أم غير صحية؟
ظاهرة هجرة الأدباء السودانيين إلى الخارج صحية وغير صحية في نفس الوقت. صحية لأنهم (أي الكُتاب) ينفتحون على ثقافات وتجارب جديدة. لكنها غير صحية لأنهم يبتعدون عن الوطن وهو ما يغير نظرتهم إليه. عندما تكون بعيدا عن الوطن ولسنوات يصعب أن تفهم حقيقة ما يجري.
تقدم العديد من المنظمات الأجنبية دعما للأنشطة الثقافية في السودان وغيره من البلدان العربية. كيف تنظر إلى ذلك؟
أغلب الجهات لا تدفع مجانا ومنذ نهاية الحرب الباردة فالتحدي الأبرز أمام المثقف العربي هو: هل يجب النضال من أجل المبادئ والأفكار أم الاسترزاق بها. إنتاج الثقافة بدعم أجنبي يضع المثقف العربي أمام تحد كبير.
الصراع بين السودان ودولة جنوب السودان يحتدم منذ انفصال الجنوب عن الشمال. فهل للكاتب أن يساهم في تجاوز حدة هذا الصراع؟
نعم، لكن شريطة أن يكون الكاتب محايدا وناقدا وهمه قول الحقيقة وليس التحول إلى طبال للسلطة السياسية هنا أو هناك.
المعروف هو أن السودانين مهووسون بالقراءة والثقافة، فهل لا يزالون كذلك؟
السودانيون يحبون القراءة، لكن الكتاب سعره غال جدا والدليل على ذلك نشاط سوق الكتب المستعملة. فغلاء أسعار الكتب يحول دون دخول (أعمال) كتاب ومبدعين جدد إلى السوق.
لو طلب منك اقتراح أبرز كاتب سوداني في العقود الأخيرة؟
الطيب صالح، وبدون جدال. لكن هناك أسماء أخرى كعبد العزيز بركة ساكن، وطارق الطيب، وأيضا الكاتبة ستيلا غيتانو، من جنوب السودان، وهي ابرز كاتبة في مجال القصة القصيرة.
حاوره عبد الرحمان عمارـ فرانكفورت