المخابرات الأمريكية تحذر من صراع طائفي في العراق
٢٣ ديسمبر ٢٠١١حذرت وكالة المخابرات الأمريكية الجمعة 23 (ديسمبر/كانون الأول 2011) من أن المكاسب الأمنية التي تحققت في العراق يمكن أن تتحول إلى عنف طائفي، بعد أن انسحبت القوات الأمريكية من البلاد، في حين يقول مسؤولون أمريكيون إن الانسحاب قلص النفوذ الأمريكي في العراق، بعد احتلال دام نحو تسع سنوات.
ومن جانب آخر، ذكرت مصادر الشرطة العراقية الجمعة أن قوات عراقية خاصة قادمة من بغداد اعتقلت الأمين العام للمؤتمر التأسيسي لإقليم صلاح الدين الدكتور ناجح المديام في منزله بمدينة سامراء، 120 كيلومترا شمالي بغداد، وأخذته إلى جهة غير معروفة. في حين تم إلغاء الاجتماع الطارئ الذي كان من المقرر أن يُعقد الجمعة في البرلمان العراقي، ويجمع قادة الكتل السياسية بهدف "تدارك الوضع الأمني والسياسي في البلاد"، بحسب ما أفاد مصدر برلماني، بعد يوم دامٍ قتل فيه العشرات.
تدهور الوضع الأمني في العراق
وكانت التفجيرات التي وقعت الخميس في العاصمة العراقية بغداد، وأدت الى مقتل 72 شخصا على الأقل وجرح العشرات، دليلا جديدا على تدهور الموقف الأمني بعد أيام معدودة من انسحاب آخر جندي أمريكي من العراق. وقال مايك روجرز رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب: "ما يحدث يجب ألا يكون مفاجأة لأحد".
وأضاف: "التقييمات التي تخرج من هناك ترى أن هذا الانسحاب السريع المفاجئ وعدم وجود قوات على الأرض يخلق هذا الفراغ الذي يملؤه هذا النوع من المشاكل التي نراها"، وشدد على أن سحب القوات الأمريكية قلص النفوذ الأمريكي، وأن "انتشار الفوضى في العراق هو في مصلحة إيران التي تريد أن تزيد نفوذها في المنطقة".
الصراع في العراق تحدٍّ لإدارة أوباما
وهاجم المرشحُ الرئاسي الجمهوري المحتمل ميت رومني الرئيسَ الديمقراطي أوباما بسبب ما وصفه "بفشل واضح" في الاحتفاظ ببعض القوات في العراق، "لمنع الانزلاق إلى صراع طائفي". وكانت فشلت المحادثات، التي أجرتها حكومة أوباما للاحتفاظ بوجود عسكري محدود في العراق حين طلبت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) حصانة من المحاكمة للجنود الأمريكيين عن أية جرائم يرتكبونها هناك، ورفضت الحكومة العراقية المطلب.
ويمثل الصراع الطائفي المحتمل في العراق تحديا سياسيا لإدارة الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك أوباما، التي أنهت الوجود الأمريكي، الذي بدأ عام 2003 بقرار لغزو العراق أمر به الرئيس الأمريكي الجمهوري السابق جورج بوش. وكان بوش رغم ذلك هو الذي وافق، في الأشهر الأخيرة لرئاسته، على انسحاب القوات الأمريكية من العراق بحلول نهاية عام 2011.
وفي تعليقه على تقارير مخابراتية، قال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية: "كانت هناك انقسامات طائفية في العراق قبل أن نغزوه، وستكون هناك على الأرجح صراعات طائفية بعد انسحاب القوات الأمريكية. هذه نقطة واضحة". وأضاف: " لكن هذه الخلافات يجري الآن حلها من خلال السياسة والحوار. وسفارتنا تساعد في العمل على حل هذه الخلافات. وأعتقد أن استمرار وجود القوات الامريكية لم يكن له دور".
أزمة سياسية في العراق بُعَيد الانسحاب الأمريكي
وقبل يومين من الجمعة وبعد يوم واحد من الانسحاب الأمريكي، أصدر رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي أمر اعتقال ضد طارق الهاشمي الذي يشغل منصب نائب رئيس العراق، وهو أكبر مسؤول سني في العراق، بتهمة التورط في أعمال إرهابية. من جانبه، هدد النائب السني لرئيس الجمهورية العراقية: طارق الهاشمي بنقل قضيته إلى المجتمع الدولي "إذا لم تغلق خلال أيام".
وقال الهاشمي إن "رئيس الوزراء (العراقي) نوري المالكي وحزبه لفقا التهمة بالتعاون مع إيران". وجدد الهاشمي المطالبة بتحويل التحقيق معه إلى إقليم كردستان، حيث يقيم حاليا، واعتبر أن ما يتعرض له "تنفيذ أجندة طائفية بعد توجه بعض المحافظات إلى التحول إلى أقاليم".
وترى التقييمات الأمريكية الأولية أن تفجيرات الخميس في بغداد هي من تدبير ميليشيات سنية أغضبتها الاتهامات الموجهة إلى طارق الهاشمي، النائب السُّني للرئيس العراقي. لكن مسؤولاً أمريكياً قال إن العراق مر بالكثير من الأزمات السياسية ويمكنه أن يتخطى هذه الأزمة أيضا.
(ع.م/ د ب أ ، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي