المسح بالأقمار الصناعية يكشف خبايا الأرض
عملية مسح الأرض عن طريق الأقمار الصناعية لا تشمل الكشف عن الأحوال الجوية والطقس فحسب، بل تعدته إلى الكشف عن أسرار كوكبنا الغامضة. في صور تعرف على أسرار الأرض المكتشفة حديثا عبر الأقمار الصناعية.
عملية المسح عبر الأقمار الصناعية تتم في الغالب عبر شبكة من الأقمار الصناعية. وقامت وكالة الفضاء الأوروبية وضمن برنامج "كوبرنيكوس" بتصميم وتطوير عدة أقمار صناعية، مثل "سينتينيل 1" و"سينتينيل 2" لمسح الأرض من عدة جهات، وتصوير كل مكان في الأرض مرة واحدة كل خمسة أيام وتكرارها عدة مرات، لمعرفة التغييرات المناخية والطبيعية فيه.
القمر الصناعي "سينتينيل 2" هو من محطة الفضاء الأوروبية ومزود بكاميرا مقطعية يمكنها تصوير الأرض بعدة قياسات. وبذلك يمكن التعرف على الكثير من الأسرار الطبيعية الغامضة.
التقط القمر "سينتينيل 2" هذه الصورة لمنطقة البحر الأدرياتيكي وتظهر فيه سلسلة جبال الألب. ويمكن عبر هذه الصور التعرف على التغيرات الطبيعية في المنطقة والتنبؤ بالتغيرات المناخية أيضا.
هذه صورة للرادار التقليدي للسواحل الهولندية، وفيها تظهر المنطقة مسطحة ولا توجد فيها أية مرتفعات أو منخفضات. أما التصوير المقطعي عبر الأقمار الصناعية، مثل "سينتينيل 1" فيمكنه إظهار المنطقة على حقيقتها الطبيعية.
هل يرتفع مستوى المياه على سطح الأرض ، أم أن اليابسة تنخفض؟ لا يجد العلم لغاية اليوم تفسيرا أو إجابة واضحة لذلك. وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أطلقت قمرا صناعيا للإجابة على هذا اللغز وأسمته "جاسون"، وهو مزود بآلات قياس راديوية لمسح المياه. هذه الصور التقطت من قبل "جاسون 3".
كان من المفترض أن يبدأ القمر الصناعي "جاسون 3" عمله في الشهر الحالي ليكون جزءا من منظومة من الأقمار الصناعية للكشف عن ارتفاع مستوى المياه على سطح الأرض وللتعرف على الأعاصير التي تنشأ في المحيط وفي طبقات الجو العليا. لكن عمل "جاسون 3" تأجل إلى إشعار أخر.
في هذه الصورة يمكن التعرف على التغييرات الطبيعية في مدينة بافيا الإيطالية، والتي يمر بها نهرا بو و تيسينو. ويمكن من خلل مسح الأقمار الصناعية التعرف على وضع الأراضي الزراعية وإمكانية زرع بعض الخضروات فيها، مثل الذرة والقرع، من عدمه.
القمر الصناعي "سينتينيل 1" لا يمكنه التقاط صورا ملونة للأرض، لكن بإمكانه تصوير جميع الجبال والتلال على الأرض بدقة متناهية. أما القمر الصناعي "جاسون 3" فمتخصص في تصوير اليابسة بدقة متناهية. وعبر معطيات هذين القمرين يمكن للعلماء مراجعة المعلومات وإعطاء معلومات دقيقة عن طبيعية الأرض.
أقمار المسح لا يقتصر عملها على مسح الأرض فقط، بل يتعداه إلى مسح الفضاء والمجال المغناطيسي، ففي سنة 2013 بعثت وكالة الفضاء الأوروبية ثلاثة أقمار صناعية تدور حول الأرض لقياس التغييرات في المجال المغناطيسي للأرض.
و لا يمكن قياس المجال المغناطيسي بالطرق التقليدية بصورة دقيقة، ويشكل أحد الأسرار المهمة التي يبحث العلماء عن حلول لها، وخاصة أن المجال المغناطيسي للأرض في تغير مستمر. وهذا يؤثر على المجال الجوي والملاحة على سطح الأرض.