المسيحي الديمقراطي: أولوية إصلاح سوق العمل والعلاقة مع واشنطن
٣١ أغسطس ٢٠٠٥أعلن الحزب المسيحي الديمقراطي عن برنامجه الانتخابي المشترك مع شقيقه الأصغر الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري والذي ينوي تطبيقه في حال فوزه بالانتخابات البرلمانية المبكرة في النصف الثاني من سبتمبر/ أيلول القادم. وبذلك تنتهي موجة التكهنات التي أثيرت حول البرنامج في الأسابيع الأخيرة. وقد شدد الحزب من خلاله على ضرورة صياغة سياسة متكاملة من أجل تحقيق "نقطة تحول تجاه مستقبل أفضل". كما يهدف إلى كسب ثقة الناخب الألماني بقدرة الحزب على تشكيل حكومة قادرة على مواجهة تحديات الإصلاح والعولمة التي تواجه ألمانيا.
الأولوية لإيجاد فرص العمل
ومما جاء في البرنامج الذي قدمته انجيلا ميركل رئيسة الحزب والمرشحة لمنصب المستشار وادموند شتويبر رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري الشقيق التأكيد على ضرورة "تغيير الذهنية الألمانية" وتجاوز مفهوم الدولة الاجتماعية التي تضمن للمواطنين حياة مادية آمنة. وقد أكد كذلك على أهمية تغيير بنية سوق العمل الألمانية ورفع نسبة الضريبة المضافة من أجل إنعاش الاقتصاد الألماني. كما أكد على دعم أرباب العمل في إيجاد فرص عمل جديدة عن طريق خفض التكاليف وضريبة الدخل.
إحياء العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية لم يخف الحزب المحافظ نيته في التركيز على العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة وتنشيط آليات التعاون مع الحليف الأطلسي الأهم، بالإضافة إلى تحديد هوية وماهية الإتحاد الأوروبي التي تقوم على " الجذور والإرث المسيحي" لأوروبا وفقاً لتصوراته. ومن المعروف عن الحزب المسيحي المحافظ رفضه القاطع لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وتقديمه عرضاً بديلاً للحكومة التركية أطلق عليه "الشراكة المميزة". كما أن رئيسته انجيلا ميركل اتخذت موقفاً مؤيداً للحرب الأمريكيةـ البريطانية على عراق صدام عام 2003. وهذا ما أوقعها في مرمى سهام النقاد الذين حذروا من عواقب "عسكرة" السياسة الأمريكية وتهميش دور القانون الدولي والأمم المتحدة.
الديانة المسيحية كورقة استقطاب للناخبين
يُعرّف الحزب الديمقراطي المسيحي نفسه بأنه حزب "يملك مفهوماً سياسياً قائماً على القيم والإرث المسيحي وعلى مسؤولية الفرد أمام الله". ولكن هذا التعريف الذاتي لا يمنعه من تبني سياسات تتناقض كلياً مع "هويته المسيحية". فهو يؤيد على سبيل المثال استخدام تقنية استنساخ الأجنة التي ترفضها الكنائس. ولا يراعي برنامجه الاقتصادي واجب مد يد العون إلى الفقراء والعاطلين عن العمل وفقاً للتصورات الكاثوليكية والمسيحية الأخرى. وقد دفع هذا التعامل الانتقائي مع القيم المسيحية بالكثير من المتدينين إلى مطالبته بالتخلي عن صفة "المسيحية" بدعوى أنه يستخدمها كواجهة لاستقطاب الناخبين المحافظين.
بقلم لؤي المدهون
www.dw-world.de/arabic