المنظمات الإسلامية في ألمانيا تسعى إلى الاتحاد في منظمة مركزية

نسبت مصادر إعلامية ألمانية إلى متحدثين باسم منظمات إسلامية في ألمانيا قولهم إن منظمات إسلامية وعلى رأسها مجلس المسلمين الأعلى واتحاد المسلمين الأتراك (Ditib) واتحاد المراكز الثقافية الإسلامية (VIKZ) تخطط لتأسيس منظمة مركزية تعني بتمثيل مسلمي ألمانيا أمام السلطات الألمانية والتحدث باسمهم بصوت واحد. إلى ذلك، قال بكر ألبوغا، رئيس اتحاد المسلمين الأتراك في حديث لصحيفة "فرانكفورتر ألغماينة تسايتونغ" الواسعة الانتشار إن ممثلي مسلمي ألمانيا "مصرون على تأسيس المنظمة" المشار إليها، مؤكدا أن المنظمات الإسلامية "قيد بحث مسألة هيكلية المنظمة المنشودة وبرنامج عملها." وعن موعد التأسيس، قال المسؤول إن المختصين "يتوقعون تأسيسها لغاية صيف العام الجاري."

وفي محاولة من موقعنا للتعرف على رأي ممثلي بعض المنظمات الإسلامية في ألمانيا، أكد محمد صديق، مدير المنظمة الإسلامية "بيت الإسلام" في حديث هاتفي مع موقعنا أهمية المنظمة المقصودة في "التحدث أمام السلطات الألمانية المختصة بصوت واحد" وفي "الدفاع عن حقوق المسلمين." وقال مدير المنظمة التي تتخذ من مدينة لوتسيلباخ" مقرا لها إن هذه المحاولات "ليست وليدة اللحظة،" بل أنها "جارية منذ سنة ونصف" وإن المنظمات الإسلامية "تبذل جميع الجهود من أجل بناء شبكة واسعة تضم جميع المنظمات الإسلامية وتتحدث باسمها." أما مجلس المسلمين الأعلى في ألمانيا فقد أكد هو أيضا على ضرورة تأسيس المنظمة في القريب العاجل. وأكد المجلس في موقعه الإلكتروني أن تأسيس المنظمة "مهم جدا،" ولكن المسؤولين "يحتاجون إلى قليل من الوقت لترجمة هذه الخطط إلى واقع."

خطط قديمة جديدة

ومن الجدير بالذكر أن المنظمات الإسلامية تسعى منذ عدة سنوات إلى تأسيس المنظمة المشار إليها. وتعود الخطط الرامية إلى ذلك إلى محاولات الرئيس السابق لمجلس المسلمين الأعلى، نديم الياس إلى تهيئة الأجواء والظروف اللازمة لقبول هذا القرار. وكان المجلس سبق له وأن قام قبل عدة سنوات بإجراء مشاورات مع العديد من المؤسسات والروابط الإسلامية ونجح على أثرها في تنظيم لقاء في هامبورغ تمخض عنه التوصل إلى إجماع لوضع هيكل موحد لجميع المنظمات الإسلامية في ألمانيا. وعن أهداف المنظمة، ترى الغالبية العظمى من المنظمات والاتحادات الإسلامية أن إيجاد عنوان موحد لها يتحدث باسمها أمام السلطات الألمانية، سواء على مستوى المدن أو الولايات الألمانية، كان الباعث الأول لسعي المنظمات الإسلامية إلى توحيد صفوفها تحت سقف منظمة مركزية.

الحكومة الألمانية ترحب

من جانبها، رحبت الحكومة الألمانية بالفكرة، معتبرة إياها خطوة إيجابية على طريق المساواة بين ممثلي الأديان الثلاثة في ألمانيا وهي المسيحية والإسلام واليهودية. وفي هذا الصدد، قال فولكر بيك، أحد مسؤولي حزب الخضر في البرلمان الألماني "بونديستاغ" إن الجهات الألمانية الرسمية "تسعى إلى المساواة بين الأديان المختلفة في ألمانيا" وإن جمع المنظمات الإسلامية تحت سقف واحد هو "أول خطوة على الطريق الصحيح." وكان وزير الداخلية الألماني فولفغانغ شويبله (الحزب المسيحي الديمقراطي) أعرب في خريف عام 2006 على هامش أعمال المؤتمر الإسلامي في برلين عن تأييده لتأسيس منظمة موحدة تتحدث أمام السلطات الألمانية باسم جميع المسلمين. وقال شويبله إن الحكومة الألمانية "تحتاج إلى منظمة مركزية تستطيع التحدث معها عن أمور مهمة تتعلق بحياة المسلمين في الأراضي الألمانية وخاصة مسألة دروس التربية الإسلامية في المدارس."