المهدي من سجنه: الأزمة قد تؤدي إلى انقلاب
١٨ مايو ٢٠١٤حذر زعيم حزب الأمة السوداني المعارض الصادق المهدي، من أن الأزمة في البلاد قد تفتح الباب أمام أعمال مضادة بالعنف أو بالانقلاب أو بالانتفاضة، معتبراً أنها بدائل محفوفة بمخاطر فادحة للمصير الوطني. وقال المهدي في رسالة لأنصاره من داخل سجن كوبر في الخرطوم بحري، وجرى تداولها على نطاق واسع يوم الأحد (18 أيار/ مايو 2014)، إن الانتفاضة بأساليب مدنية مع استعداد النظام لمواجهتها، ربما تؤدي للسيناريو السوري، حسبما ذكرت صحيفة "الراكوبة" السودانية الالكترونية.
وأضاف المهدي في رسالته بأنه بناء على ذلك يرى أن "آمن وسيلة لتحقيق مطالب الشعب هي المائدة المستديرة، كوسيلة استباقية لتحقيق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل بصورة قومية لا تعزل أحداً ولا يهمين عليها أحد".
وقف الحوار مع حزب البشير
في غضون ذلك أعلن حزب الأمة السوداني وقف الحوار مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يقوده الرئيس عمر البشير، وذلك بعد توقيف زعيمه الصادق المهدي بتهمة الخيانة على اثر اتهامات وجهها إلى وحدة شبه عسكرية بارتكاب عمليات اغتصاب وعنف بحق مدنيين في دارفور. وقالت الأمين العام للحزب ساره نقد الله للصحافيين في مؤتمر صحافي إن "النظام بهذا الإجراء قد تراجع عن كل بنود الحوار ورجع إلى المربع الأول"، قبل أن تعلن "وقف الحوار" مع حزب المؤتمر الوطني.
وطالبت نقد الله بالإفراج عن المهدي فورا، موضحة أن "الحزب يعلن تعبئة قواعده في كل الولايات ويوجه أجهزته الولائية لتعبر عن رفضها لهذه الإجراءات المتعسفة تعبيرا شعبيا سلميا قويا". وأوضحت مريم المهدي ابنة رئيس الوزراء السابق المسؤولة في الحزب انه يخضع للتحقيق بتهمة الخيانة.
ويثير توقيف المهدي شكوكا في جهود الحكومة لإجراء إصلاحات سياسية في هذا البلد الفقير والمنقسم سياسيا. وفي هذا الإطار يجري الحزب الحاكم حوارا مع أحزاب المعارضة بما فيها حزب الأمة. وقال سياسي كبير في المعارضة لوكالة فرانس برس إن حزب الأمة مكون رئيسي في عملية الحوار التي يمكن أن تؤدي إلى تشكيل حكومة تحالف. وأضاف السياسي الذي طلب عدم كشف هويته أن البشير يدفع باتجاه "تغيير حقيقي" لأنه يدرك أن البلد "ينهار"، لكن أجهزة الأمن تقاوم أي حوار.
ح.ع.ح/أ.ح (أ.ف.ب، د.أ.ب)