الموصل: "داعش" يلفظ أنفاسه الأخيرة ومعاناة المدنيين تتفاقم
٥ يوليو ٢٠١٧بعد أكثر من ثمانية أشهر على انطلاق أكبر عملية عسكرية يشهدها العراق لاستعادة الموصل، بات تنظيم "داعش" محاصرا داخل مساحة صغيرة في المدينة القديمة، بعدما كان يسيطر على أراض واسعة منذ العام 2014. وأعلنت القوات العراقية في 18 حزيران/يونيو الماضي بدء اقتحام المدينة القديمة، وباتت الآن في المراحل الأخيرة من الهجوم. ورغم أن المنطقة التي يسيطر عليها التنظيم صغيرة جدا، غير أن أزقتها وشوارعها الضيقة بالإضافة إلى تواجد مدنيين بداخلها، تجعل العملية العسكرية محفوفة بالمخاطر. ولفت قادة عسكريون إلى أن التنظيم المحاصر في مساحة صغيرة بالموصل القديمة، صعد من عملياته الانتحارية خلال الأيام الأخيرة، مستخدما خصوصا النساء لتنفيذ هذه الهجمات.
وخلال مؤتمر الصحافي الأسبوعي مساء أمس الثلاثاء (الرابع من تموز/يوليو 2017)، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي "أبارك لجميع أبناء شعبنا ... على تحقيق هذا الانتصار الكبير في مدينة الموصل وإسقاط خرافة داعش". لكن دوي الرصاص والقصف والضربات الجوية المتواصلة في المدينة القديمة في غرب الموصل، تشير إلى أن المرحلة النهائية من المعركة في المدينة لم تنته بعد.
ويواجه الآلاف من الأشخاص في آخر بقعة من الموصل ما تزال في قبضة المتشددين أوضاعا سيئة على مدار أسابيع في ظل شح الطعام وانقطاع الكهرباء. ويخشون التعرض للقصف إذا ظلوا في أماكنهم أو مواجهة نيران القناصة إذا حاولوا الفرار. وبرزت عظام الأطفال الذين يعانون من جفاف شديد بينما ينهار كبار السن على الطريق. وفي الكثير من الحالات لا يجدون أي شيء للأكل سوى القمح المغلي.
وفي نقطة تجمع تبعد أقل من كيلومتر عن خط القتال تحدث السكان عن أحدث أسعار السلع الأساسية التي قالوا إنها أصبحت باهظة بشكل أعجزهم عن شراءها على مدار الشهور الثلاثة الماضية حيث وصل سعر كيلو العدس إلى 60 ألف دينار عراقي (51 دولارا أمريكيا) والأرز 25 ألف دينار والدقيق 22 ألف دينار. وقال محمد طاهر وهو شاب من منطقة مكاوي في المدينة القديمة إن مقاتلين من "داعش" يتحدثون اللغة الروسية انتشروا في الأحياء لعرقلة حركة المدنيين. وأضاف "كان سجنا. قبل خمسة أيام أغلقوا الباب علينا وقالوا لا تخرجوا موتوا بالداخل لكن الجيش جاء وحررنا". وقال مسعف أوروبي في مستشفى ميداني إنه شاهد حالات صدمة شديدة بين المدنيين الفارين من القتال في الأسبوع المنصرم أكثر مما شاهد على مدار 20 عاما قضاها في العمل في وطنه.
من جانب آخر، دعت منظمة "أنقذوا الأطفال" إلى دعم أكبر لأطفال الموصل. وقالت المنظمة التي مقرها برلين في بيان اليوم الأربعاء، إنه يحتاج إلى موظفين مختصين في العلاج الطبي للأطفال ومعالجين نفسيين. وذكرت المنظمة أن القتال عنيف والحياة تحت حكم التنظيم الإرهابي "داعش" سبب للأطفال في الموصل أضرارا نفسية واسعة النطاق. ولا تتوفر رغم ذلك سوى 2 بالمائة الأموال اللازمة للأزمة. وقالت مسؤولة المنظمة في العراق أنا لوكسين إن الأطفال الهاربين من الموصل عايشوا "تجربة مرعبة". وأضافت لوكسين أنه "لضمان دعم العلاج النفسي للأطفال حتى يشفوا، ينبغي أن تكون هنالك أولويات في العمل. وعلى العالم أن يفعل المزيد وفي أسرع وقت ممكن للمساعدة".
ز.أ.ب/ (أ ف ب، رويترز، ك ن أ)