النظام المصري بين "الترهيب" وغياب "المعارضة الحقيقية"
٧ أبريل ٢٠١٠أفرجت اليوم (الأربعاء 7 نيسان/ أبريل 2010) السلطات الأمنية المصرية عن أزيد من ثلاثين ناشطا من شباب حركة السادس من أبريل، غداة تدخل أمني عنيف خلال تظاهرة دعت إليها الحركة الشبابية يوم أمس للمطالبة بتعديلات دستورية وبرفع قانون الطوارئ المستمر في البلاد منذ 29 عاما.
ودانت منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش في بيانين منفصلين الاعتقالات والعنف الذي تعرض له المتظاهرون. وبينما طالب مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية مالكوم سفارت بالوقف الفوري لما أسماه "ترهيب نشطاء المعارضة ومنتقدي الحكومة". من جانبها أصدرت وزارة الداخلية المصرية بيانا بررت فيه لجوءها إلى العنف برفضها المسبق لتنظيم تلك المعارضة.
نشر الخوف
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المزمع إجراءها العام القادم، تزايدت حدة الأصوات المناوئة للنظام المصري والتي تطالب بإنهاء فترة حكم الرئيس المصري حسني مبارك التي دامت حوالي ثلاثة عقود. وفي حوار مع دويتشه فيله أوضح الكاتب والمحلل السياسي المصري وائل عبد الفتاح أن قوات الأمن المصرية أرادت بعث "رسالة رعب وتخويف" إلى قوى المعارضة، بعدما نجحت هذه الأخيرة وفي العديد من المناسبات في النزول إلى الشارع الذي طالما كان في قبضة السلطات.
وجاء ذلك بعد حالة "القلق المتنامية" التي بات يشعر بها النظام الحاكم، والتي اشتدت حدتها لتصل إلى حالة "فزع". وذلك بظهور المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي على الساحة للمشاركة في "معركة التغيير".
ورغم أن هذا الأخير لم يعلن ترشيحه رسميا للانتخابات القادمة، إلا أن وائل عبد الفتاح يرى أن ظهور البرادعي على الساحة لا يمثل ذروة سلسلة الاحتجاجات المستمرة في السنوات الثمانية الأخيرة ضد نظام الحكم فحسب، وإنما يعتبر ظهوره أيضا حلقة يتعذر على النظام الحاكم "التصدي" لها أو"تجنب أي تصعيد قد ينبثق عنها".
"طبخة" منتظرة
وبين ظهور البرادعي ومطالب قوى التغيير، بات النظام المصري حسب بعض المحللين، أمام واحدة من أصعب المعارك التي مر بها. وفي هذا السياق، لا يستبعد وائل عبد الفتاح أن يكون النظام بصدد إعداد "طبخة" قانونية للالتفاف حول مطالب التغيير الدستوري، "طهاتها فقط وحدهم الكفيلين بتحديد معالمها". وأردف الكاتب أن النظام يسعى إلى تفريغ المجال من حول البرادعي سواء "باستقطاب" أو "بوضع قيود أمام قوى معارضة قد تلتف من حوله". واستبعد وائل عبد الفتاح إمكانية أن يقوم النظام بتقديم مبادرة لإصلاح سياسي واقتصادي، تنبثق من داخله لأنه "لا يمتلك القدرات للقيام بذلك".
غياب المعارضة
في المقابل، شكك أندرياس ياكوبس، مدير مكتب القاهرة لمؤسسة كونراد أدنوار، في حديث مع دويتشه فيله، من حدة قوى التغيير التي اعتبرها، أنها تفتقر "لإطار تنظيمي وبرنامج سياسي واضح". ويضيف الخبير الألماني أن قوى المعارضة وإلى غاية اللحظة لم تنجح في توحيد صفوفها واعتماد برنامج قوي يعكس مطالبها، وبالتالي "فهي لا تشكل تحديا حقيقيا للنظام الحاكم".
يذكر أن الرئيس المصري حسني مبارك لم يعلن إلى غاية اللحظة نيته ترشيح نفسه لفترة رئاسية سادسة لكن مصريين كثيرين يقولون إن مبارك يعد ابنه جمال مبارك، الأمين العام المساعد للحزب الوطني، لخلافته في منصب رئاسة الجمهورية فيما يسميه معارضون أن ذلك "توريث للحكم".
الكاتبة: وفاق بنكيران
مراجعة: طارق أنكاي