الهاشتاغ يحتفل بعيد ميلاده العاشر على تويتر
٢٣ أغسطس ٢٠١٧من الطبيعي أن يكون هنالك وسم (هاشتاغ) خاص على "تويتر" في الذكرى العاشرة لإطلاق فكرته، وهو #Hashtag. هذا الهاشتاغ لا يذيل مباركات عيد الميلاد فقط، بل إن العديد من المغردين يحتفلون بهذه المناسبة بتذييل العديد من تغريداتهم، حتى الفوضوية منها، بهذا الهاشتاغ.
من أجل إدراج موضوع معين كهاشتاغ، ينبغي أن يسبق كلمة الموضوع الرمز#، والغرض الأساسي من ذلك هو مراعاة الترتيب في خدمة الأخبار القصيرة على "تويتر"، أو ربط التغريدات التي تتعلق بنفس الموضوع. أول من طرح فكرة الهاشتاغ كان الأمريكي كريس ميسينا، الذي كتب رمز "الصليب الثنائي" على تويتر للمرة الأولى في 23 آب/ أغسطس عام 2007، مغرداً: "ما رأيكم في استخدام رمز# من أجل المجموعات، مثل #barcamp ؟"
فكرة تويتر للهاشتاغ
أراد ميسينا أن يضيف مصطلحات معينة مع رمز # من أجل تشكيل مجموعات للنقاش حول موضوع ذلك المصطلح. هاشتاغه الأول #barcamp يرمز لاجتماع ينظم فيه المشاركون بعض المحاضرات بأنفسهم ويتبادلون الأفكار حول مسألة محددة.
إلا أن فكرة المحامي والمصمم السابق في "غوغل" قوبلت بالرفض من قبل "تويتر" في البداية. وفي عدة مقابلات، بما فيها مقابلته مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، قال ميسينا: "قيل لي بصراحة إن هذه الأمور هي للمهووسين ولن تصبح توجهاً أو صرعة أبداً". ولكن بعد سنتين أدرك المسؤولون في "تويتر" خطأهم، فالمستخدمون كانوا قد استخدموا الرمز # للمجموعات المتعلقة بموضوع معين. ومنذ الأول من تموز/ يوليو بدأت "تويتر" بجعل جميع الهاشتاغات تظهر كروابط تشعبية بشكل مباشر.
الهاشتاغات التي هزت العالم
وقد أثارت العديد من الهاشتاغات الاهتمام في السنوات الأخيرة، سواءاً كانت من أجل التضامن أو لسرد قصص وتجارب أو للتعبير عن الحزن والغضب، مثلما تضامن الناس في جميع أنحاء العالم على "تويتر" مع ضحايا الهجوم على مكتب تحرير المجلة الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو" عبر الهاشتاغ #JeSuisCharlie. وفي ألمانيا، ظهر هاشتاغ #RefugeesWelcome في صيف عام 2015 للترحيب باللاجئين. وقد استخدم أكثر من 500 ألف مرة على "تويتر" في جميع أنحاء العالم. لكن لسوء الحظ، فإن المعادين للهجرة أساؤوا استخدام هذا الهاشتاغ بتعليقات الكراهية.
كما انتشر قبل ذلك هاشتاغ #Aufschrei (صرخة) في عام 2013، وذلك بعد أن اتهمت الصحفية الألمانية لاورا هيملرايش أحد السياسيين بالتحرش جنسياً فيها، ليثير مقالها نقاشاً حاداً في ألمانيا حول موضوع التفرقة الجنسية.
لا تقتصر الهاشتاغات المنتشرة على التضامن وقصص التجارب فقط، بل إن هناك هاشتاغات ترفيهية أيضاً، ولعل أكثرها انتشاراً هي تلك التي تتعلق بتغيير أسماء بعض الأفلام لإضفاء صبغة مضحكة عليها. فمن فلم "Die Waffen der Frauen" (والذي يعني أسلحة النساء) انتشر هاشتاغ "Die Waffeln der Frauen" (فطائر النساء). ومن مسلسل "Breaking Dead" (الموت العاجل) ظهر هاشتاغ "Baking Bread" (عجن الخبز).
كيف يستخدم فيسبوك وشركاؤه الهاشتاغ
غزا الهاشتاغ شبكات التواصل الاجتماعي، وفيما كان يستخدم في الأصل بمثابة علامة رقمية أو كبديل لأحرف في المراسلات، ها هو الآن يستخدم مرة أخرى كبديل للأحرف، فهو يوفر المساحة للمغردين الذين لا يجب أن تتعدى كل تغريدة لهم 140 رمزاً على "تويتر". فكتابة "أشعر أنني مريض اليوم #برد" أقصر من كتابة "أشعر أنني مريض اليوم لأنني تعرضت للبرد". ويقول كريس ميسينا لوكالة الأنباء الألمانية أنه ومن أجل التحديث الحقيقي، قام تطبيق "إنستغرام" المختص بتبادل الصور بإضافة الهاشتاغ لأنه "سرعان ما أصبح واضحاً أن المرء لا يستطيع العثور بسرعة على صور بدون وصف"، مضيفاً أنه "بدلاً من الوصف الطويل، فالناس ببساطة تستخدم الهاشتاغ".
الإفراط في استخدام الهاشتاغ له تأثيرات جانبية
تقول الباحثة في علم اللغويات في جامعة مونستر، نتايا لوتسا، إن انتشار الهاشتاغ لا يعني أن ليس له تأثيرات جانبية. فقد تجعل المستخدمين يرون فقط ما هو مميز بوسم الهاشتاغ، وتضيف: "نستطيع أن نقول إنهم يبقون منكفئين على أنفسهم".
كما أن السياسيين والحملات الدعائية أيضاً تستخدم الهاشتاغات الجذابة من أجل لفت النظر إلى أهدافهم السياسية أو منتجاتهم. حول ذلك تقول لوتسا لوكالة الأنباء الألمانية: "أحد الأمثلة على ذلك هو الحملات التسويقية العديدة التي تقوم بها شركات مستحضرات التجميل، مع نشر هاشتاغات حول التأثير على الجمال".
مخترع الهاشتاغ كريس ميسينا شخصياً يشاهد بارتياح انتصار فكرته. إنه سعيد لأنه لم يتخل عن فكرته - على الرغم من الرفض الأولي لها من قبل تويتر. سُئل ميسينا في موقع "كورا" عن سبب عدم تسجيله لبراءة اختراع الهاشتاغ، فأجاب: "لم أرد أن أكسب المال من خلال الهاشتاغ" وأضاف: "ولد الهاشتاغ على شبكة الإنترنت ولا ينبغي أن يكون لأي شخص. أنا راضٍ بما فيه الكفاية وأرى انتشار الاختراق الصغير المسلي الذي قمت به".
يوريسن رويخر/ م.ع.ح