الوضع السوري في الصحافة الألمانية: "نظام دمشق يقترب من نهايته"
٦ أكتوبر ٢٠١١تصدر موضوع فشل مجلس الأمن الدولي في تشديد العقوبات على النظام السوري الذي يواصل قمع الاحتجاجات الشعبية المناهضة لسياساته تعليقات الصحف الألمانية. الى ذلك تناولت الصحف الألمانية تطورات الوضع في سوريا وسبل الحلول الممكنة من وجهات نظر مختلفة.
صحيفة تاغس تسايتونغ الألمانية (Tageszeitung) تنصح المجلس الوطني السوري الجديد، الذي تنضوي تحته مختلف أطياف المعارضة السورية، بالالتزام بمقاومة نظام الرئيس السوري سلميا، حيث كتبت تقول:
"الى أي مدى في مقدور المجلس الوطني الجديد ممارسة التأثير فعليا على تطور الأوضاع، هذا أمر غير مضمون. ما يشد عضد هذه الهيئة هي أنها تضم شريحة واسعة من التيارات السياسية. فيما تتمثل الحجة المضادة في أن المجلس يعمل من المنفى. والمشكلة الاضافية تظل كامنة في البنية المتشعبة للمعارضة: والانتقاد لتركيبة المجلس وتوجهاته بدأت منذ مدة، وفي الوقت الذي يدعو فيه أعضاؤه الى الاحتجاج السلمي، تتعالى أكثر فأكثر أصوات مطالبة بانتفاضة مسلحة... ولا أحد يعرف عدد الجنود الذين انضموا الى المعارضة، بعض التقديرات تتراوح بين 1000و10.000. لكن لا يمكن الحديث بعدُ عن انشقاق داخل الجيش. وعليه فان انتفاضة مسلحة تنطوي على مخاطرة عالية: الاحتجاجات الجماهيرية السلمية كشفت عن قوة اجتماعية مدنية يقف أمامها النظام في حيرة متزايدة. واذا ما رفع المنتفضون أسلحة عوض لافتات، فان الأسد سيجد ذريعة لاستخدام مزيد من العنف العسكري. لكن من جانب آخر يتحدث نشطاء يوميا عن إعدامات ومتظاهرين يعذبون حتى الموت وعن عمليات اغتصاب. فالناس لن يتظاهروا سلميا الى الأبد"
من جهتها، أعربت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانية (Süddeutsche Zeitung) في التعليق التالي عن مخاوفها من أن تندلع في سوريا حرب أهلية، وكتبت تقول:
" ثوار سوريا ينادون بفرض منطقة حظر جوي. وهم يتسلحون. تظافر الأمرين يقلل من آمال حصول حل ايجابي. المؤكد هو أن أوروبا وأمريكا، والحلف الأطلسي والأمم المتحدة تجزم بأنه لن يكون هناك تدخل على غرار ليبيا...اضافة الى ذلك أن التحفظات تجاه تدخل في سوريا لم تتراجع: فتقارير تتسرب من داخل البلد المعزول الى الخارج تتحدث عن كراهية بين المكونات الطائفية والعرقية تثير المخاوف من وقوع إراقة دماء على نحو ما حدث في العراق ولبنان...أما القوى الاقليمية مثل ايران وتركيا أو العربية السعودية فقد حل السباق بينها لتوه من أجل بسط الهيمنة. سوريا تتمتع بمكانة محورية في المنطقة حيث يملك الخصوم مخططات ذاتية معها. فمن يجرؤ هنا على أي تدخل؟ أضف الى ذلك: فيما يخص روسيا والصين، القوتين اللتين تملكان حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي تعد ليبيا أفضل حجة ضد تدخل في سوريا.. لكن في المقابل: فارون يشكلون وحدات أولى وينادون للكفاح. سوريا تهددها حرب أهلية، موت تدريجي. فهل هناك من وضع يمكن تخيله يجعل المجتمع الدولي مجبرا على التدخل، إذا لم يرد-طبعا- التخلي عن كل واجب أخلاقي؟"
فيما كتبت صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ (Frankfurter Allgemeine Zeitung ) التعليق التالي:
"يمكن أن نتفهم بأن تفسر المعارضة السورية فشل مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار ضد سوريا بأنه "ترخيص للقتل" يمنح لنظام الأسد. فمن الضفة الشرقية لا يهدد الزعيم السوري بشار الأسد ـ بفضل روسيا والصين ـ أي خطر. ويجب الآن ترقب ما اذا كانت على الأقل بعض البلدان راغبة في تكييف توجهاتها تجاه دمشق وتشديد العقوبات.
الأسد يدرك أنه لا يمكن مقارنة بلده مع ليبيا القذافي الهامشية. كما أن عسكريين كبار لم يتحولوا بعد الى معسكر المعارضة، والى دمشق العاصمة لم تصل الانتفاضة بعد. بعض الأقليات تعتبر الأسد بلوى صغيرة لأنها تخشى أن يؤدي قلب النظام الى انبعاث التيار الاسلامي. وحتى هذا النظام يقترب هو الآخر من نهايته، الا أن الأمر سيستغرق بعض الوقت."
إعداد: شمس العياري
مراجعة: محمد المزياني