الوضع في ليبيا وصل إلى "طريق مسدود" ولا حاجة لدور أوروبي حالياً
١٢ أبريل ٢٠١١يسعى وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم اليوم الثلاثاء ( 12 إبريل/ نيسان) في لوكسمبرج إلى البحث عن حل سياسي للأزمة الليبية. وقبيل الاجتماع حذر وزير خارجية فنلندا الكسندر ستوب من أن الوضع في ليبيا وصل إلى "طريق مسدود" وبأنه يزداد شبها يوما بعد الآخر بما كان عليه الوضع في كوسوفو، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "كوسوفو استمرت 78 يوما، حيث تدخل الناتو بشن غارات استمرت ثلاثة أشهر. وأشار الوزير الفنلندي إلى أن الكثير من المسؤولين كانوا يعتقدون أن الإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي سيكون سريعا كما كان الحال في تونس ومصر حيث استسلم الزعيمان بعد أيام من الاحتجاجات. وعندما سأله الصحفيون عن المخرج لأزمة ليبيا ، أشار ستوب إلى رحيل القذافي ووقف إطلاق النار "وفي أسوأ الأحوال : الخيار العسكري" ، مشيرا إلى وجود قرار من مجلس الأمن يقضي بعدم السماح بوجود دائم للقوات في ليبيا. من جانبه ، قال وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت إنه "لم يكن من الواقعي توقع أن العملية الجوية وحدها ستحل مشاكل ليبيا .. لابد من حل سياسي ولابد من وقف لإطلاق النار".
وبعد أسبوعين على بدء عملية الحلف الأطلسي في ليبيا، سوف يلتقي وزراء خارجية دول الحلف الخميس والجمعة في برلين لبحث الجهود الجارية من اجل تسوية الأزمة الليبية التي ما زالت مستعصية.
مهمة أوروبية عسكرية إنسانية في ليبيا
ويخطط الاتحاد الأوروبي لمهمة عسكرية إنسانية يطلق عليها اسم "يوفور ليبيا"، ولابد في البداية أن يسمح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية بنشرها. وقالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون اليوم الثلاثاء إن الأمم المتحدة تعتقد أنه "ليس هناك أي حاجة لتلك المهمة حتى ألان". وقالت أشتون في لوكسمبرج قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "إذا طلبت الأمم المتحدة منا مساعدتهم بدعمنا العسكري لتوصيل المساعدات إلى البلاد فإننا على استعداد للقيام بذلك". وأضافت "لقد ذكروا حتى الآن أنه ليس هناك حاجة لذلك".
وأرسلت أشتون للامين العام للأمم المتحدة بان كي- مون خطابا يوم الجمعة الماضي تبلغه فيه بأن الاتحاد الأوروبي على استعداد للتحرك ومن المقرر أن تلتقي معه بعد غد الخميس في القاهرة.
وانتقد وزير خارجية مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، قائلا "كثيرا ما يرى المكتب المساعدات الإنسانية في منظور إما أسود أو أبيض (فهو لا يريد ) أي مشاركة بينما أحيانا كما نعلم هناك حاجة لمساعدة عسكرية لإدخال المعونات" إلى ليبيا.
لكن وزير خارجية بريطانيا ويليام هيج بدا أنه يتفق مع تقييم الأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه حتى الآن "تدخل مساعدات إنسانية إلى ليبيا وحتى إلى مدينة مصراتة "بدون أي حراسة عسكرية". وكان الوزير البريطاني يشير في ذلك إلى البلدة الساحلية التي تحاصرها القوات الموالية للعقيد القذافي منذ سبعة أسابيع. وشكا السكان هناك من نقص الطعام والماء والدواء .
ألمانيا مستعدة للمشاركة
من ناحيته جدد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله اليوم استعداد بلاده المشاركة في التأمين العسكري للمساعدات الإنسانية لليبيا. وقال في لوكسمبورج في مستهل محادثات خاصة بعملية عسكرية إنسانية محتملة للاتحاد الأوروبي في ليبيا، مشددا على التمسك بـ"الخط الأول الذي أعلنا عنه منذ البداية وهو؛ نحن لا نشارك في حرب في ليبيا ولكننا نساعد في تخفيف المعاناة التي تنجم عن هذه الحرب". وشدد الوزير على أن المساعدات الإنسانية هي مسألة "محايدة على الدوام". وأوضح :"المساعدة الإنسانية والرعاية الطبية تبحث عن الضحايا ولا تسأل عن أطراف الحرب".
(ع.ج.م/ د ب أ، أ ف ب)
مراجعة: يوسف بوفيجلين