التشديد على حقوق الإجهاض، واقتحام مبنى الكابيتول في عام 2021، واشتعال العنف العنصري: لم يكن اليمين المتطرف في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر قوة وظهورًا مما هو عليه اليوم. وهذا ليس بسبب دونالد ترامب وحده؛ فقد تمكن اليمين المتطرف من ترسيخ نفسه في قلب السياسة الأمريكية من خلال احتلاله تدريجيًا مناصب رئيسية في السياسة والقضاء والإعلام، وزيادة نفوذه باستمرار. ومن أجل الفوز في انتخابات عام 2024 كان مستعدًّا لخلق انقسامات اجتماعية مماثلة لأوقات الحرب الأهلية لإغراق البلاد في الفوضى وزعزعة الديمقراطية. انتصار اليمين المتطرف كان نتيجة لاستراتيجية مدروسة بدأ تنفيذها قبل أكثر من أربعين عامًا على يد أقلية محافظة تطمح إلى السلطة. وقد مرّر اليمين المتطرف أجندته بشكل غير ملحوظ. واليوم أصبح من الواضح مدى نجاح هذه الاستراتيجية؛ فقد تمكن هذا التيار من السيطرة على مراكز التحكم في السلطة في السياسة والقضاء والإعلام. وقد سرّع دونالد ترامب هذه العملية من جميع النواحي، وبمساعدته سيطر اليمين المتطرف على المحكمة العليا. ويعدّ فوز ترامب في الانتخابات ذروة مسيرتهم المظفرة في الوقت الحالي.