اليمن ـ تصعيد في جبهة المعارضة وضغوط لمواجهة "القاعدة"
٢٦ ديسمبر ٢٠١٠اعتقلت السلطات اليمنية اليوم الأحد قياديا في الحزب الاشتراكي، الذي يعد أحد أبرز مكونات المعارضة البرلمانية، بتهمة دعم "الحراك الجنوبي" والسعي إلى تخريب بطولة كرة القدم لدول الخليج (خليجي 20)، وذلك وفق ما أفاد القيادي نفسه لوكالة فرانس برس. وقال محمد غالب أحمد، عضو المكتب السياسي في الحزب الاشتراكي، عبر الهاتف إنه اُعتقل ويتم التحقيق معه حاليا من قبل النيابة الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب. وبحسب القيادي، فإن التهمة الموجهة إليه تتعلق بتقديم دعم مالي للحراك الجنوبي المطالب بالانفصال بهدف تخريب بطولة الخليج لكرة القدم، التي استضافتها محافظتا عدن وأبين الجنوبيتان الشهر الماضي.
ورسميا، لا يدعم الحزب الاشتراكي وباقي احزاب اللقاء المشترك (تجمع المعارضة البرلمانية) مطلب الانفصال للحراك الجنوبي وانما يندد بـ"عسكرة" المحافظات الجنوبية وينتقد سياسات الحكومة في الجنوب.
تصعيد جديد بين السلطة والمعارضة
وبعد توقيف محمد غالب احمد، سيكون التوتر بين الحكومة و"اللقاء المشترك" مرشحا لمزيد من التصاعد، لاسيما بعد تعديل قانون الانتخابات رغم رفض المعارضة ذلك. وكانت أحزاب المعارضة قد واصلت أمس السبت احتجاجاتها ورفضها لاجراء الانتخابات التشريعية في نيسان/ابريل المقبل، حيث تجمع العشرات من نواب أحزاب الللقاء المشترك والمستقلين في محيط البرلمان اليمني في صنعاء واطلقوا ما أسموه المرحلة الثانية من برنامج تصعيدي يستهدف تحريك الشارع اليمني ضد اجراء الانتخابات البرلمانية". واتهمت كتل اللقاء المشترك والمستقلون في مجلس النواب اليمني في بيان اصدرته اليوم السلطة والحزب الحاكم "بالاستمرار في النهج التصعيدي والتدميري للحياة السياسية اليمنية".
وكان مجلس النواب اليمني أقر في 11 كانون الأول/ديسمبر بغالبيته الواسعة الموالية لحزب الرئيس علي عبد الله صالح، تعديل قانون الانتخابات تمهيدا لإجرائها في نيسان/أبريل المقبل، وذلك على الرغم من رفض المعارضة البرلمانية المنضوية تحت لواء "اللقاء المشترك" التي وصفت الخطوة بأنها تشكل "انقلابا على الاتفاقات معها". وترى المعارضة أنه يمكن التمديد للبرلمان مرة أخرى حتى نجاح الحوار الوطني بينها وبين السلطة والتوصل إلى اتفاق شامل استنادا إلى الاتفاقات السابقة مع الحزب الحاكم، وخصوصا اتفاقي 2007 و2009.
واشنطن تحث صنعاء على مواجهة خطر القاعدة
تأتي هذه التحركات فيما يشهد اليمن جبهة مشتعلة أخرى تتمثل في الحرب مع تنظيم القاعدة وسط ضغوط دولية لمواجهة خطر الإرهاب. في هذا الإطار أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أمس السبت أنها ستنشئ وحدات جديدة لمكافحة الإرهاب في أربع محافظات ينشط فيها المسلحون التابعون لتنظيم القاعدة. وقالت الوزارة في بيان إن الوحدات الجديدة ستنشر في محافظة مأرب، شمال البلاد، ومحافظات شبوه وأبين وحضرموت في جنوبها. وأضافت أن القوات الخاصة ستكون " مدربة تدريبا جيدا ومؤهلة بدرجة عالية".
وجاء الإعلان بعد يوم من تصريح واشنطن بأن جون برينان، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مكافحة الإرهاب، حث اليمن على تكثيف جهوده لمحاربة تنظيم القاعدة. وقال البيت الأبيض في بيان إن برينان اتصل يوم الخميس الماضي بالرئيس اليمني "لتأكيد أهمية القيام بتحرك قوي ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بغية إحباط خططه لشن هجمات إرهابية في اليمن وغيره من الدول بما في ذلك داخل الولايات المتحدة." وجاء في البيان تأكيد برينان "ضرورة تعزيز التعاون الوثيق بين أجهزة مكافحة الإرهاب والأمن اليمنية والأميركية وفي دول شريكة أخرى، بهدف الحصول خاصة على جميع المعلومات المهمة من الموقوفين لدى قوى الأمن اليمنية".
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب/ رويترز)
مراجعة: عبده المخلافي