اليمن: محادثات سلام في السويد على وقع تهديدات متبادلة
٦ ديسمبر ٢٠١٨بدء جولة محادثات سلام جديدة بين أطراف الصراع المسلح في اليمن اليوم الخميس (السادس من كانون الأول/أكتوبر 2018) تعد انتصارا دبلوماسيا للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بعد فشل الجولة السابقة في جنيف عام 2017 والتي لم يشارك فيها الطرف الحوثي أصلا. فيما تحاول الأمم المتحدة منذ أكثر من أربع سنوات تحريك أطراف النزاع نحو حل سياسي للأزمة عبر طاولة المفاوضات.
وقد تسبب الارتياب الشديد وعدم الثقة لدى كل الأطراف في صعوبة بدء عملية سياسية لتسوية النزاع الذي أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى ودفع بالملايين إلى حافة المجاعة والمرض. وجاءت معارك مدينة الحديدة ومينائها الحيوي لتزيد الطين بلة، حيث باتت كل المدن اليمنية تعاني نقصا شديدا في الغذاء والدواء والوقود، حسب معطيات الأمم المتحدة.
ويبدو المبعوث الدولي لليمن غريفيث متفائلا بحذر هذه المرة، حيث كتب في مقال نشر في صحيفة "نيويورك تايمز" أن محادثات السويد تقدم "بصيص أمل" مشيرا إلى أن الاجتماع سيعلن عن اتفاق رسمي على تبادل للأسرى لأول مرة منذ سنوات. وأضاف "لم يحدث من قبل مثل هذا الحث الدولي الواضح على أن تتوصل الأطراف المتحاربة في اليمن إلى حل". وتابع "لكن من سيجلسون حول الطاولة في بقعة هادئة نائية بالسويد هم فقط من يمكنهم تحقيق هذه الآمال. من أجل أطفال اليمن نأمل أن يتوصلوا لشيء".
لكن قبل بدء جولة المشاورات في السويد صعد الطرفان اليمنيان المتنازعان اليوم الخميس مواقفهما وتهديداتهما، حيث طالبت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بانسحاب كامل للمتمردين اليمنيين من ميناء الحديدة في غرب البلاد، بينما هدد المسؤول السياسي في حركة المتمردين محمد علي الحوثي بإغلاق مطار صنعاء أمام طائرات الأمم المتحدة في حال عدم فتحه أمام الطيران المدني.
في المقابل، نقلت وزارة الخارجية اليمنية عن وزير الخارجية خالد اليماني الذي يرأس وفد بلاده إلى المحادثات التي تبدأ اليوم في ريمبو في السويد، في تغريدة على موقع "تويتر"، مطالبته "بخروج الميليشيات الانقلابية من الساحل الغربي بالكامل، وتسليم المنطقة للحكومة الشرعية"، في إشارة إلى مدينة الحديدة ومينائها الذي يشكل شريان حياة رئيسيا لملايين اليمنيين.
ويقول محللون إن إقناع الطرفين بالمجيء إلى السويد هو إنجاز في حد ذاته لأن الجولة السابقة من المحادثات في جنيف خلال سبتمبر/ أيلول الماضي فشلت لأن الحوثيين الذين يسيطرون على أغلب المراكز السكانية في اليمن لم يحضروا.
لكن الصعوبات تبدأ من حيث أن الجانبين لن يجريا مشاورات مباشرة، بل عبر الوسيط الدولي الذي سيقوم بحركات مكوكية بين طرفي النزاع داخل قلعة عريقة في ضاحية من ضواحي العاصمة السويدية ستوكهولم تم تجديدها مؤخرا. ومن المنتظر أن ينجح غريفث في المرحلة الأولى في زرع الثقة بين طرفي المشاورات ودفعهم للعمل من أجل تشكيل هيئة للحكم الانتقالي.
ح.ع.ح/ع.ج (أ.ف.ب، رويترز)