اليمنيون..صراع من أجل البقاء وأمل ضئيل في محادثات جنيف
١٣ يونيو ٢٠١٥بعد شد وجذب بين أطراف الأزمة اليمنية، أعلنت الأمم المتحدة أن محادثات السلام بين الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيين ستنطلق يوم الأثنين 15 يونيو/ حزيران الجاري في جنيف.
وتأتي هذه المحادثات في الوقت الذي يحتدم فيه الصراع بين المقاومة الشعبية المؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة، وبين الحوثيين الذين يحاولون السيطرة على اليمن بالتحاف مع قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. محادثات السلام في جنيف تعد خطوة أولى من أجل تهدئة الصراع، لكن بحسب تقارير بثتها وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) فقد أعرب مواطنون يمنيون وخبراء في الشأن اليمني عن عدم ثقتهم في نجاح هذه المحادثات.
صراع من أجل البقاء
منذ بدء عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية، واندلاع مواجهات مسلحة بين أطراف الأزمة اليمنية، ارتفعت الحصيلة البشرية إلى أكثر من 2000 قتيل، بالإضافة إلى أكثر من نصف مليون مشرد، كما سُجل نقص كبير في المرافق الصحية والأدوية و خدمات الكهرباء والوقود. وتقول منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إن 80 في المئة من سكان اليمن أي أكثر من 20 مليون شخص بحاجة إلى شكل ما من أشكال المساعدات.
وفي دوامة صراعهم من أجل البقاء على قيد الحياة، لا يجد الكثير من اليمنيين الوقت لوضع توقعات حول محادثات السلام المقبلة، كما تقول ربة البيت نادية اللهبي لوكالة الأنباء الألمانية: " نحن نركزفي الوقت الراهن على تأمين قوت يومنا وكيف نحمي عائلاتنا من الموت".
مواطنون يمنيون آخرون مثل شاعف العمري، سائق سيارة أجرة، يؤكدون بان لا أمل لديهم في هذه المحادثات "نحن أكثر من متأكدين ان هذا المؤتمر سيفشل والحرب سوف تستمر". ويضيف مؤكدا أن المتمردين الحوثيين المدعومين من قبل إيران، لن يستسلموا في صراعهم من أجل الاستمرار في السيطرة على الحكم بالقوة.
خبراء يحذرون من رفع سقف التوقعات
من جانب آخر لم تختلف توقعات الخبراء في الشأن اليمني حول محادثات جنيف. آدم بارون، الخبير في الشؤون اليمنية، يحذر من رفع سقف التوقعات من محادثات السلام. ويقول بارون:" هناك الكثير من الطرق، التي قد تؤدي إلى إفشال محاداثات السلام في جنيف". و يضيف قائلا : "تسعى القبائل المختلفة في اليمن من أجل تحقيق أهدافها الخاصة، حتى لو كانوا يحاربون شكليا في نفس الجبهة".
وبالرغم من ذالك فان هذا اللقاء، الذي سيجمع بين طرفي النزاع حول طاولة الحوار بعد شهور طويلة من الحرب والصراع، يعد "الخطوة الأهم في اتجاه التقدم حتى الآن". ويرى الخبير في الشؤون اليمنية والباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ان هذه الخطوة جاءت نتيجة الضغط الهائل من قبل الشعب اليمني المتضرر الأكبر من هذه الحرب.
وحول تقديره، في لقاء تلفزيوني قبل بضعة أيام، لتوقعات محادثات جنيف بأنها ستكون "متواضعة "، قال إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مبعوث الأمم :"نحن نعلم بأن هذه المحادثات تعد مرحلة أولية في مثل هذه القضية الشائكة". ويردف ولد الشيخ أحمد قائلا بأن تحقيق السلام مرتبط باعلان وقف اطلاق النار، الذي يجب ان يعقد بين الحوثيين والرئيس عبد ربه منصور.
ومن جهته أشار مشيل هورتون محلل من مؤسسة جيمس تاون، ان الفوضى في اليمن تخدم بالأخص مصالح المتطرفين في البلاد سواء العناصر السنية، سواء التابعة لتنظيم القاعدة، والتي تتخذ اليمن كمعقل لها، أو كخليا متزايدة لميليشيات تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ"داعش".
إ.م/م.س(د ب أ)