اليمين الشعبوي الألماني يتبنى نهجا مناهضا للإسلام
١ مايو ٢٠١٦أقرّ المندوبون الـ 2400 المشاركون في أعمال مؤتمر حزب "البديل من أجل ألمانيا AfD" اليميني الشعبوي في شتوغارت (جنوب غرب) أن "الإسلام ليس جزءا من المشهد في ألمانيا" وأنه "يجب حظر" المآذن والآذان والحجاب. وتعالت صيحات الاستهجان لدى إلقاء كلمات أكثر اعتدالا دعت إلى "فتح حوار مع ممثلي الإسلام". ورد أحدهم من التيار المتشدد في الحزب قائلا إن "الإسلام بحد ذاته سياسي!".
وكما كان مرتقبا فقد هيمنت القضايا المتعلقة بالهوية والدين على النقاشات خصوصا وأن الجناح الأكثر ليبرالية في الحزب لم يتردد بالكلام عن حماية "الثقافة الغربية المسيحية" من خلال التعامل مع الإسلام على أنه جسم غريب، وفقا لخطاب زعيم الجناح الليبرالي للحزب يورغ مويتن، الذي هيمن على أروقة المؤتمر.
الاستفادة من نجاح اليمين المتطرف في أوروبا
ويستعد حزب "البديل من أجل ألمانيا" لخوض الانتخابات التشريعية في 2017 ببرنامج يعتمد خطابا واضحا ضد الإسلام بعد أن فاز بنصف البرلمانات المحلية في الولايات بشعارات معادية للاجئين. وحصل الحزب على زخم جراء النجاح الذي حققه مؤخرا الحزب الشعبوي النمسوي (يمين متطرف) في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وبعد أشهر على التقدم الذي أحرزه حزب الجبهة الوطنية في الانتخابات الأخيرة في فرنسا.
وقالت زعيمة الحزب فراوكة بيتري لدى افتتاح المؤتمر في شتوتغارت (جنوب غرب): "الصيف الماضي قالوا إنه لم يعد لدينا وجود" مشيرة إلى أن نسبة التأييد للحزب ارتفعت من 3 إلى 13% في عموم ألمانيا وفقا لدراسة نشرتها صحيفة "بيلد" الشعبية الواسعة الانتشار. وقالت الصحيفة إن هذا الحزب بات ثالث أحزاب البلاد بعد حزبي الائتلاف الحاكم في برلين. وأضافت أن الحزب "لاستقطاب أكثرية" يريد أن يحدد "مشروعه المضاد" الذي لم يكن واضحا حتى الآن.
من معارضة اليورو إلى معاداة اللاجئين والإسلام
وتحول نهج الحزب منذ تأسيسه في ربيع 2013 الذي كان معارضا لليورو، إلى معاداة اللاجئين في خريف 2015 في أوج تدفق طالبي اللجوء إلى ألمانيا ثم إلى معاداة الإسلام منذ إغلاق الحدود. ووصف مويتن حزبه بأنه مزيج من "التيار المحافظ المعاصر" و"الليبرالية" و"الوطنية السليمة التي هي القاسم المشترك لكافة المواطنين الصالحين".
ودعا مويتن إلى رفض "ألمانيا عام 1968 التي تأثرت باليسار" وإعلاء "الأوجه الإيجابية في تاريخ ألمانيا ومؤسسي الهوية الألمانية" معربا عن الأسف لكون الذاكرة الرسمية للبلاد "تقتصر" على ماضيها النازي.
انقسام حول التعامل مع اليمين المتطرف
وإذا كان حزب "البديل من أجل ألمانيا" موحدا حول الترويج لديمقراطية مباشرة والتشكيك في ظاهرة الاحتباس والرؤية المحافظة للمجتمع فإنه منقسم حول مواضيع رئيسية، خصوصا حول السؤال: إلى أي درجة يجب التعامل مع اليمين المتطرف؟
هذا السؤال أكثر خطورة في ألمانيا من أي بلد آخر. كما يسبب انقسامات منذ تأسيس الحزب بين جناحه القومي المحافظ المتمركز خاصة في شرقي البلاد، وتياره الليبرالي المحافظ الأكثر نفوذا في الغرب الحريص على عدم تصنيفه بالمتطرف.
واستبعد الحزب السبت بغالبية ضئيلة فرعه في سار (غرب) القريب جدا من الأوساط المتطرفة، وتجنب تصويتا حساسا حول تقارب مع الجبهة الوطنية الفرنسية. وقرر أحد نوابه الأوروبيين ماركوس بريتزيل الانضمام إلى الكتلة البرلمانية التي تقودها الجبهة الوطنية في شتراسبورغ.
وبعد إعلانه أن الإسلام ليس جزءا من ألمانيا أثار الحزب قضية حساسة لدى اليهود أيضا. فقد أعلن تأييده لحظر ذبح الحيوانات على الشريعة الإسلامية واليهودية ( بدون تخدير سابق). وعلى العكس من مسودة المشروع الأساسي، فقد أيدت غالبية كبيرة من أعضاء مؤتمر الحزب هذه الخطوة. يذكر أن الذبح على الشريعة الإسلامية (حلال) وعلى الشريعة اليهودية (كوشير) يتطلب إحداث قطع في عنق الحيوانات بغرض خروج الدم بالكامل من جسد الحيوان.
وأثار التوجه اليميني المعلن لحزب "البديل من أجل ألمانيا" أجواء عدائية مع شرائح أخرى من المجتمع الألماني كانت واضحة في نهاية الأسبوع. فبعد الصدامات التي وقعت السبت مع ناشطين مناهضين للفاشية تم توقيف 500 منهم قبل إطلاق سراحهم، نشر موقع يساري ليلا البيانات الشخصية للمشاركين في المؤتمر.
أ.ح/م.أ.م (أ ف ب، د ب أ)