اليونسكو: أهداف الألفية في مجال التعليم مهددة بالفشل
١٦ أكتوبر ٢٠١٢في تقريرها السنوي دقت منظمة التربية والتعليم والثقافة التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو) ناقوس الخطر بإعلانها أن أهداف الألفية بشأن "التعليم للجميع" لايمكن تحقيقها كما كان مخططا في السابق. واعتبرت المنظمة أن هذا الوضع يشمل أيضا الدول الأوروبية. وانتقدت المنظمة بالخصوص الخطوات غير الكافية في مجالات مكافحة الأمية وفي التأهيل المهني للشباب، إذ يقلل ذلك من فرص حصولهم على العمل. وقال تقرير المنظمة عن وضع التعليم في العالم: إن 250 مليون طفل في سن التعليم لايعرفون القراءة والكتابة، كما أن 775 مليون شخص من بين الكبار أميون وثلثهم من النساء. ويعني ذلك أن هدف الألفية بشأن مكافحة الأمية لدى النساء بمستوى خمسين بالمائة على الأقل لن يتم تحقيقه.
"التعليم للجميع" من أهم أهداف الألفية
برنامج " التعليم للجميع" الذي تعهدت بتحقيقه 160 دولة في العاصمة السنغالية دكار عام 2000 يعتبر من أهم أهداف الألفية لمنظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، حيث يهدف الى توفير التعليم الابتدائي بدون مقابل لكل أطفال العالم ابتداء من عام 2015. وتم تقييم هذا الهدف التعليمي بنفس المستوى الذي تعاملت فيه الأمم المتحدة مع هدف خفض مستوى الفقر في العالم. غير أن الأرقام كما يوضح التقرير لا تشير إلى حدوث تطورات ايجابية ملحوظة خلال السنتين الأخيرتين بسبب نقص المدارس بالنسبة للتلاميذ والتطبيق البطيء لبرامج التعليم بالنسبة للكبار.
ليس الوضع في الدول الأوروبية أفضل من الدول النامية كما يؤكد خبراء اليونسكو في التقرير. فهم يعتقدون أن العدد الهائل للعاطلين الشباب في اليونان وإيطاليا وإسبانيا لا يرتبط بالأزمة الاقتصادية العالمية فقط بل بسبب وجود نقص كبير في التعليم. فقبل حدوث الأزمة لم يحصل حوالي 40 بالمائة من الشباب في اليونان وإيطاليا على عمل إلا بعد خمس سنوات. ويقول التقرير إن نصف عدد الراشدين في ايطاليا لا يتقنون القراءة والكتابة وفي بريطانيا خمسهم كما يشكلون في ألمانيا السدس. ويضيف التقرير أن حوالي 160 مليون مواطن في أوروبا غير متمكن من قراءة الجرائد أو كتابة طلب على العمل بشكل مرض.
تخوفات من الحديث عن " جيل فاشل"
ودعا تقرير اليونسكو أوروبا إلى توجيه اهتمامها إلى قطاع التعليم بشكل أفضل " حتى لا نتحدث في السنوات القليلة المقبلة عن جيل فاشل" كما عبر عن ذلك الكاتب العام للجنة الألمانية لليونسكو ديتر أوفنهوسر. واعتبر التقرير أن الإستثمار في التعليم يعود بالنفع على المجتمعات على المدى الطويل. فعبر استثمار دولار أمريكي واحد في التعليم يتضاعف النمو الاقتصادي للبلد بمستوى 10 إلى 15 دولار.
ثناء على النموذج الألماني " التعليم الثنائي"
من جهة أخرى أثنى تقرير منظمة اليونسكو على النموذج الألماني في "التعليم الثنائي" والذي يتجلى في الجمع بين المدارس المهنية والتعليم التطبيقي في المصانع في آن واحد. واعتبر التقرير أن هذا النموذج في التأهيل المهني كان من الأسباب التي جعلت عدد العاطلين عن العمل من بين الشباب في ألمانيا أقل بكثير مقارنة بعدد من الدول الأوروبية.
يشار إلى أن نصف عدد الشباب دون الخامسة والعشرين من العمر في إسبانيا واليونان بدون عمل، في حين لا تتعدى نسبتهم في ألمانيا حاليا 8 بالمائة.