انتخابات "الثلاثاء الكبير" لم تحسم ماراثون السباق نحو البيت الأبيض
٦ فبراير ٢٠٠٨كشفت النتائج الأولية للانتخابات التمهيدية التي جرت بداخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري في نحو 24 ولاية أمريكية أمس الثلاثاء (بالتوقيت المحلي) عن أن السيدة الأولى سابقا في الولايات المتحدة هيلاري كلينتون فازت بولايات رئيسية في انتخابات حزبها ولكنها فشلت في توجيه ضربة قاضية لغريمها الأبرز باراك أوباما في تلك الجولة التي يطلق عليها اسم "الثلاثاء الكبير"، في حين قطع سناتور أريزونا جون ماكين، الذي كان قد اتخذ موقفا داعما لتعزيز القوات في العراق، خطوة حاسمة باتجاه الفوز بترشيح الجمهوريين لخوض السباق الرئاسي.
وفازت هيلاري باثنتين من أكبر الولايات التي جرت فيها هذه الجولة من الانتخابات، وهما كاليفورنيا ونيويورك التي تمثلها حاليا في مجلس الشيوخ، بما يمكنها على الأرجح من تعزيز موقفها فيما يتعلق بعدد المندوبين الذين ستضمن تأييدهم في المؤتمر العام للحزب في مواجهة أوباما، لكن السناتور أسود البشرة استطاع الفوز بعدد أكبر من الولايات مقارنة بغريمته.
سعادة كلينتون بما حققته حتى الآن
وحققت كلينتون انتصارات لا يستهان بها في عدد من الولايات الرئيسية التي جرت بها الانتخابات التمهيدية بداخل حزبها الديمقراطي، ولكنها أقرت بأن سباقها المحموم مع غريمها الأبرز السيناتور باراك أوباما أبعد ما يكون عن الانتهاء. وقالت هيلاري كلينتون في كلمة أمام حشد من أنصارها المبتهجين في ولاية نيويورك، بينما يتوالى ظهور نتائج الانتخابات التمهيدية :" الليلة هي ليلتكم.الليلة هي ليلة أمريكا". وأضافت سناتور نيويورك بالقول: "معا سوف نستعيد أمريكا".
وعلى الرغم من أن هيلاري فازت بعدد ولايات أقل من ذاك الذي فاز به أوباما ، إلا أنها حصدت عددا أكبر من المندوبين الذين سيشاركون في المؤتمر العام للحزب المزمع عقده الصيف المقبل لاختيار المرشح الديمقراطي لخوض السباق الرئاسي. ولا يزال أوباما -بالرغم من نتائج هذه الجولة من الانتخابات- في موقف قوي يمكنه من مواصلة السباق. وقالت هيلاري كلينتون: " أود أيضا تهنئة السناتور أوباما على الانتصارات التي حققها الليلة، وأتطلع لأن نواصل حملتنا ومناظراتنا، التي تدور حول كيف نسلم أمريكا للجيل المقبل وهي في وضع أفضل".
ثقة أوباما في قدرته على تحقيق النصر
ومن جانبه، أكد السناتور الديمقراطي عن ولاية إلينوي باراك أوباما أن أداءه القوي في الانتخابات التمهيدية التي جرت أمس الثلاثاء عبر الولايات المتحدة يظهر أنه المرشح الديمقراطي الأكثر قدرة على تحقيق الفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر إجراؤها في تشرين ثان/نوفمبر. وقال أوباما، في تجمع انتخابي جرى في مسقط رأسه بمدينة شيكاغو: "اليوم..في ولايات في الشمال والجنوب ، في الشرق وفي الغرب ، تحول ما بدأ كهمسات في سبرينجفيلد (بولاية إلينوي) إلى أنشودة للملايين الذين يطالبون بالتغيير..وقتنا حان، توجهنا حقيقي، والتغيير وصل إلى أمريكا". وحتى الآن، فاز أوباما بـ 13 ولاية على الأقل من أصل 22.
وقدم السناتور الشاب التهنئة لغريمته هيلاري كلينتون لحملتها "الرائعة" ولكنه أصر على أنه الوحيد القادر على استمالة الناخبين ذوي التوجهات المعتدلة والمستقلة لتأييد الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية القادمة. كما أشار إلى أن اختيار هيلاري كلينتون مرشحا للحزب الديمقراطي لخوض السباق الرئاسي يبدو كما لو كان خوضا "لسباق مع المستقلين والجمهوريين المتحدين بالفعل ضدنا". ومضى أوباما قائلا : " لكل الأمريكيين الذين لم ينضموا بعد إلى هذه الحركة ولكنهم يتوقون للتغير..إننا بحاجة إليكم لتقفوا معنا".