انتخابات المجر- مناوئ لأوروبا والمهاجرين قريب من الفوز
٨ أبريل ٢٠١٨تترقب أوروبا بحذر نتائج الانتخابات التشريعية التي تشهدها المجر اليوم الأحد (8 أبريل/ نيسان 2018) في انتخابات تشريعية، ويبدو رئيس الوزراء اليميني فيكتور أوربان الأوفر حظا للفوز فيها لولاية ثالثة على التوالي، ما سيمكنه من تعزيز سلطته.
ودعي نحو 8 ملايين ناخب إلى التصويت في الاقتراع، الذي بدأ عند الساعة السادسة صباحاً ويستمر حتى الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي.
"القتال" في مواجهة الهجرة
وفي غياب استطلاعات الرأي عند خروج الناخبين من مراكز الاقتراع، لن تعرف النتائج الأولية قبل وقت متأخر من مساء الأحد. وقال مكتب الانتخابات الوطني إن نسبة المشاركة حتى الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي بلغت 13 في المئة. وسيختار الناخبون 199 مشرّعاً - 106 مباشرة من الدوائر الانتخابية و 93 من قوائم الأحزاب.
وكان حزب فيدس، الذي ينتمي إليه أوربان، وحلفاؤه من حزب الشعب الديمقراطي المسيحي يسيطرون على 133 مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته. بينما كانت المعارضة الرئيسية الممثلة في الحزب الاشتراكي تسيطر على 29 مقعدا.
وتعهد فيكتور أوربان، صاحب الموقف المتشدد تجاه الهجرة إلى أوروبا، "بالقتال" من أجل بلاده بعدما أدلى بصوته اليوم الأحد في الانتخابات. وبعد حملة ساخنة قدم فيها أوربان نفسه على أنه منقذ الثقافة المسيحية في المجر في مواجهة هجرة المسلمين إلى أوروبا تصدر حزبه تحالف الديمقراطيين الشبان (فيدس) كل استطلاعات الرأي.
وردا على سؤال عما إذا كان "يقاتل" الاتحاد الأوروبي قال "الاتحاد الأوروبي ليس في بروكسل. الاتحاد الأوروبي في برلين وفي بودابست وفي براغ وفي بوخارست". وأكد أنه سيدافع عن مصالح بلاده وقال إن المجر عضو يتسم بالولاء في كل المنظمات الدولية. وقال أوربان "نحب بلدنا ونقاتل من أجل بلدنا".
أجهزة الدولة معه ومعارضة مفككة
ويتولى فيكتور أوربان السلطة منذ عام 2010، كما حكم في الفترة من 1998إلى 2002، وفي الفترة بين عامي 2011 و2013، أصلح القانون الانتخابي، وصممه ليتناسب مع حزب فيدس المهيمن. ويحظى أوربان بدعم وسائل الإعلام المملوكة للدولة علاوة على الوسائل الإعلامية المملوكة لحلفائه. وعزز تفكك أحزاب المعارضة من فرص أوربان في الحصول على أغلبية كبيرة في الانتخابات. وتوقعت مؤسسة ريبابليكون أن يفوز فيدس بنسبة 41 في المئة من الأصوات ، متقدما بفارق كبير على حزبي يوبيك اليميني المتطرف، المتوقع أن يحصل على نسبة 21 في المئة، والحزب الاشتراكي، المتوقع أن يحصل على نسبة 19 في المئة.
والنقطة المجهولة الرئيسية هي نسبة المشاركة وحجم الفوز الموعود. وكان أوربان الذي ركز في حملته على "الخطر" الذي يمثله المهاجرون، فاز في 2010 ثم في 2014 بأغلبية الثلثين في البرلمان. لكنه قد لا يحصل هذه المرة على أكثر من غالبية نسبية.
وركزت المعارضة المنقسمة أصلا خلال حملتها على المحسوبية وتراجع أداء الخدمات العامة والقدرة الشرائية غير الكافية على الرغم من أن معدل البطالة في أدنى مستوى ويبلغ 3.8 بالمئة. ويدفع الوضع الاقتصادي العديد من المجريين إلى العمل في الخارج بينما انضمت المجر إلى الاتحاد الأوروبي في 2004.
ومن المتوقع إذا فاز أوربان أن يواصل سياساته الاقتصادية الحالية التي تتضمن تخفيضات في الضرائب على الدخل وحوافز لدعم النمو. ومن المتوقع كذلك أن يوسع حلفاؤه من رجال الأعمال نطاق أعمالهم الاقتصادية. ويملك رجال أعمال مقربون من حزب أوربان أسهما في مؤسسات كبرى في قطاعات مثل البنوك والطاقة والبناء والسياحة.
علاقة غريبة بالاتحاد الأوروبي
وأوربان الذي يثير اعجاب اليمين الشعبوي الأوروبي وانتقادات الذين يتهمونه بالميل إلى الاستبداد، يعد رأس حربة حملة مكافحة الهجرة في أوروبا. وهو ينوي تثبيت التغييرات التي أحدثها منذ عودته إلى السلطة في 2010.
اتبع أوربان الذي يعبر عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويدعو إلى ديموقراطية "لا ليبرالية"، منذ ثمانية أعوام أسلوب حكم يحد من الحريات باسم "المصلحة القومية" ويسمح بالسيطرة على الاقتصاد ووسائل الإعلام والقضاء. وترى المعارضة وعدد من المؤسسات الدولية أن هذه الاصلاحات أضرت بدولة القانون وأدت إلى تراجع القيم الديموقراطية.
وخاض أوربان أيضا مواجهات مع الاتحاد الأوروبي خصوصا في قضية الهجرة. وقد أطلقت المفوضية إجراءات ضد بودابست خصوصا بسبب قانون يعزز مراقبة منظمات المجتمع المدني. لكن الحزب الشعبي الأوروبي، الذي ينتمي إليه حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الاتحاد الديموقراطي المسيحي، لم يتراجع يوما عن دعمه له. وقد عبر زعيم هذه الكتلة الفرنسي جوزف دول عن أمله في فوز أوربان، معتبرا أنه "سيواصل تأمين الاستقرار والرخاء للمواطنين المجريين".
وعلى الرغم من معارضته لتكامل معزز للاتحاد الأوروبي، لم يهدد أوربان يوما بالانسحاب من الاتحاد والمجر من الدول الرئيسية التي تستفيد من الأموال الأوروبية، التي ساهمت في انعاش الاقتصاد بعد الأزمة، التي شهدتها البلاد في نهاية سنوات العقد الأول من القرن الحالي. وقد رأى زعيم اليمين الحاكم في بولندا باروسلاف كاتشينسكي الجمعة أن "حرية الأمم وسيادتها وكرامتها (...) مرتبطة بفكتور أوربان".
ص.ش/م.س (رويترز، د ب أ، أ ف ب)