انطلاق المفاوضات النهائية حول "النووي" الإيراني
١٨ نوفمبر ٢٠١٤تبدأ إيران والقوى العظمى الثلاثاء (18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) في فيينا جولة المفاوضات النهائية بغية التوصل إلى اتفاق تاريخي حول البرنامج النووي الإيراني، في ماراثون دبلوماسي تبقى نتيجته غير واضحة. وبعد سنة من المحادثات المكثفة، لم يعد أمام الدبلوماسيين سوى أقل من سبعة أيام، بعد أن حدد يوم الاثنين الذي يوافق الرابع والعشرين من الشهر الجاري كموعد أقصى للتوصل إلى اتفاق نهائي.
وستطلق هذه المفاوضات الأخيرة مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي سابقاً، كاثرين آشتون، التي ستتناول الغداء مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. وبعد الظهر، سيجري ممثلو الدول الكبرى في مجموعة "خمسة زائد واحد"، التي تضم الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا، أول اجتماع لتقريب المواقف، في ما ينتظر وصول وزراء الخارجية الآخرين وبينهم الأمريكي جون كيري خلال هاذ الأسبوع إلى فيينا.
وحسب بيان وزارة الخارجية الأمريكية، فإن كيري بدأ مساء أمس الاثنين في لندن جولة أوروبية جديدة يجري خلالها مشاورات أخيرة حول مفاوضات النووي الإيراني، على أن يتوجه في وقت لاحق إلى فيينا. وفي العاصمة البريطانية سيلتقي كيري الثلاثاء نظراء له من دول أوروبية وعربية لإطلاعهم على التقدم في المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى. واستهل الوزير الأمريكي لقاءاته في لندن باجتماع مع نظيره البريطاني فيليب هاموند، تلتها اجتماعات مع نظرائه المصري سامح شكري والعماني يوسف بن علوي والإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، بحسب ما أفاد مسؤول في الخارجية الأمريكية.
وتشتبه الدول الكبرى منذ 2002 بأن الجمهورية الإسلامية تسعى إلى تصنيع قنبلة ذرية تحت غطاء برنامج نووي مدني، الأمر الذي تنفيه طهران بشكل قاطع، مؤكدة في الوقت نفسه حقها في الطاقة النووية لغايات مدنية. والخلاف الذي يثيره البرنامج النووي الإيراني أدى إلى توتر ذهب إلى حد توجيه تهديدات بالحرب يغذيها خصوصاً خوف تثيره إيران نووية لإسرائيل والدول الخليجية.
وترغب إيران برفع العقوبات الدولية المشددة المفروضة عليها والتي تخنق اقتصادها، في ما تطالب الدول الكبرى بأن تحد طهران من قدراتها النووية بشكل يجعل الخيار العسكري أمراً مستحيلاً. وسيتعين على المفاوضين في البداية البت في مسألة قدرات تخصيب اليورانيوم التي قد تحتفظ بها إيران بعد التوصل إلى اتفاق.
وتشغل طهران آلاف أجهزة الطرد المركزي القادرة على إنتاج المادة الأولية لصنع قنابل ذرية. كذلك، فإن مفاعل المياه الثقيلة في آراك، وهي منشأة يمكن أن تنتج البلوتونيوم، وهي مادة أخرى يمكن استخدامها لصنع السلاح النووي، يعتبر من المسائل المطروحة للمناقشة، إضافة إلى وتيرة رفع العقوبات.
ومن شأن أي اتفاق محتمل أن يفتح الطريق أمام تطبيع العلاقات بين إيران والغرب وأمام إمكانية التعاون، خاصة مع واشنطن، لمواجهة الأزمات في العراق وسوريا. كما من شأنه أن يخفف من خطر الانتشار النووي في منطقة الشرق الأوسط. وسيسمح أيضاً لإيران بإعادة إطلاق اقتصادها واستعادة مكانتها الكاملة في مصاف أبرز المنتجين للنفط في العالم.
و.ب/ ي.أ (أ ف ب)