انطلاق مؤتمر "أصدقاء ليبيا" في باريس والقذافي يتعهد بمواصلة القتال
١ سبتمبر ٢٠١١بدأت أعمال المؤتمر الدولي الذي دعت إليه فرنسا وبريطانيا لاطلاق العملية الانتقالية الديموقراطية واعادة الاعمار في ليبيا بعد ظهر الخميس (01 سبتمبر/أيلول 2011) في قصر الاليزيه في باريس بحضور ستين وفدا. ويشارك في المؤتمر 12 رئيس دولة و17 رئيس حكومة ونحو عشرين وزيرا اضافة إلى مسؤولين في ثماني منظمات دولية إلى جانب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون واثنين من كبار قادة المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، الهيئة السياسية التي تمثل الثوار.
وبتزامن مع انطلاق مؤتمر "أصدقاء ليبيا" في باريس، دعا العقيد معمر القذافي انصاره إلى إشعال ليبيا وتعهد بان انصاره لن يستسملوا وقال ان من يعادونه منقسمون على انفسهم. وقال القذافي في رسالة صوتية بثتها قنوات تلفزيونية عربية اليوم الخميس قوله:"فلتكن معركة طويلة ولتشتعل ليبيا." وقال القذافي إنه لن يستسلم وأن القبائل في بني وليد وسرت مسلحة ولا يمكن اخضاعها. وقال "فلتكن معركة طويلة سنقاتل من مكان الى مكان ومن مدينة إلى مدينة ومن واد الى واد ومن جبل الى جبل".
ومن جهته أعرب قائد عسكري من ثوار ليبيا، عن اعتقاده بأن القذافي يوجد في بلدة بني وليد خارج طرابلس حيث يقوم بتوجيه المقاومة. بينما يواصل المجلس الوطني الإنتقالي إقناع أعيان مدينة سرت مسقط القذافي بالسعي للتأثير على المقاتلين الموالين للقذافي لتسليم المدينة تفاديا لإراقة الدماء. ويضع الثوار الليبيون في العاصمة طرابلس انفسهم في حالة تاهب عسكري دائم تحسبا لاعتداءات محتملة يشنها موالون للقذافي ويرون انها قد تقع "في اي وقت". وقال مسؤول الشؤون العسكرية للثوار الليبيين اللواء عمر الحريري لوكالة فرانس برس ان "كل شيء ممكن ان يحدث هنا(طرابلس). كلنا في حالة تاهب والاعتداء محتمل في اي وقت، لكننا لسنا خائفين". وأضاف ان "الوضع هادئ جدا على كل حال، في طرابلس وخارجها، والثوار باتوا يسيطرون على 75 الى 90 بالمئة من اراضي ليبيا ما عدا سرت وامكان محدودة اخرى".
روسيا تعترف بالمجلس الوطني الإنتقالي
ويركز جدول الأعمال المزدحم للاجتماع الذي يستغرق ثلاث ساعات على إعادة البناء السياسي والاقتصادي في مرحلة ما بعد القذافي، وترغب القوى الغربية في تجنب الأخطاء التي ارتكبت في العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لكن المحادثات التي تجرى على الهامش ربما تكشف الصراع المبكر على فرص النفط والبنية الأساسية. وترك القذافي ليبيا التي تضم احتياطيات كبيرة من النفط الخام تعاني من نقص شديد في التنمية.
وقبيل انطلاق المؤتمر أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن روسيا تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للثورة الليبية، "سلطة حاكمة" في ليبيا. وقال البيان إن "الاتحاد الروسي يعترف بالمجلس الوطني الانتقالي سلطة حاكمة ويرحب ببرنامجه الإصلاحي الذي يشمل الخروج بدستور جديد وإجراء انتخابات عامة وتشكيل حكومة". وسيشارك المبعوث الخاص للكرملين لشؤون إفريقيا ميخائيل مرغيلوف في مؤتمر باريس وكانت روسيا، الحليف التقليدي لطرابلس، قد رفضت في تموز/يوليو الاعتراف بالمجلس الانتقالي باعتباره "السلطة الوحيدة الممثلة" للشعب الليبي. بيد أن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف أشار في الرابع والعشرين من آب/أغسطس إلى أن روسيا على استعداد لإقامة علاقات مع الثوار الليبيين إذا تمكنوا من توحيد البلاد. وكانت روسيا والصين امتنعتا عن التصويت على قرار مجلس الأمن رقم 1973 الذي صرح في آذار/مارس بالتدخل الدولي في ليبيا بهدف حماية المدنيين الليبيين حيث لم تستخدما الفيتو لنقضه.
فرنسا تفرج عن 1.5 يور من الأموال الليبية المجمدة
من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الخميس أن فرنسا حصلت على موافقة الأمم المتحدة على الإفراج عن مليار ونصف المليار يورو (2.16 مليار دولار) من الأصول الليبية المجمدة لمساعدة المجلس الوطني الانتقالي على إعادة بناء البلاد. وأدلى جوبيه بهذه التصريحات لراديو ار.تي.ال قبيل بدء مؤتمر باريس . وقال جوبيه "علينا أن نساعد المجلس الوطني الانتقالي لأن البلاد مدمرة والموقف الإنساني صعب وهناك نقص في المياه والكهرباء والوقود."
من ناحيتها، حذرت كبرى الصحف الصينية الرسمية الدول الغربية وطالبتها بالسماح للأمم المتحدة بقيادة جهود إعادة إعمار ليبيا بعد الحرب. وقالت اليوم إن الصين ستعمل على الدفاع عن مصالحها الاقتصادية بعد الإطاحة بالقذافي.
مخاوف صينية من عدم الحصول على قطعة من الكعكة الليبية
وتحدثت صحيفة الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم في الصين صراحة عن مخاوف بكين من النفوذ الذي ربما تسعى وراءه الولايات المتحدة والقوى الأوروبية وحلف شمال الأطلسي في ليبيا بعد الحرب. وأرسلت الصين ممثلاث صغيرا نسبيا هو تشاي جون نائب وزير الخارجية لحضور اجتماع كمراقب باريس. وجاء في مقال بصحيفة الشعب التي تصدر بالصينية بخصوص ليبيا "باعتبار الصين عضوا دائما في مجلس الأمن فإن لديها أسبابها الوجيهة للتأكيد على قيام الأمم المتحدة بدور رائد."
وتتزامن المخاوف الصينية من أن يلحق مصالحها الاقتصادية في ليبيا ضرر مع صدور تقرير لصحيفة "ليبيرته الجزائرية" الناطقة بالفرنسية مفاده أن المجلس الانتقالي الليبي وقع على اتفاقية تقضي بمنح 35 بالمائة من عقود استغلال النفط الليبي للفرنسيين مقابل ضمان دعمهم الكامل والدائم. ولم يعلق المجلس الوطني الانتقالي بعد على هذه المزاعم. يذكر أن الجزائر لم تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي، لكنها لا تستبعده على حسب ما أعلن وزير خارجيتها مراد مدلسي الذي أعلن الخميس أن الجزائر مستعدة للاعتراف بالمجلس عندما تشكل حكومة تمثيلية تراعي كل حساسيات المناطق في البلاد.
(ش.ع، م.س / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي / ح.ز