اهتمام الرياضيين بالصحة العقلية والنفسية.. تحدٍ عالمي!
١٣ أكتوبر ٢٠٢٤يحتفل العالم باليوم العالمي للصحة العقلية في العاشر من أكتوبر، وهي مناسبة تستغلها العديد من المنظمات والفرق الرياضية في جميع أنحاء العالم لرفع مستوى الوعي والترويج للعمل الذي تقوم به لمساعدة الناس على تحسين صحتهم العقلية والنفسية.
إن رفع مستوى الوعي في هذا الموضوع أمر مفيد للغاية، ويشير إلى أهمية انخراط الرياضيين المشهورين، الذين تنافس العديد منهم في أولمبياد باريس. كما أطلقت اللجنة الأولمبية الدولية لأول مرة في تلك الألعاب، "منطقة العقل الرياضي 365"، والتي وفرت مساحة مخصصة للرياضيين للوصول إلى دعم خاص بالصحة العقلية أثناء المنافسة.
بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية، فإن "دمج العناية بالصحة العقلية ودعمها في الرياضة على جميع المستويات أمر مهم للغاية، إضافة إلى تشجيع الناس على ممارسة النشاط البدني من أجل دعم صحتهم العقلية ورفاهيتهم".
جوليا إير، عالمة النفس الرياضية التي تعمل مع فرق ركوب الدراجات الوطنية الألمانية، أوضحت أهمية تحديد يوم للصحة العقلية، معتبرة أن "يوم التوعية بالصحة العقلية له نفس أهمية الأيام التوعوية المرتبطة بمواضيع أخرى مهمة أيضا، فهي أيام لا تخلد ذكرى ماضية، بل مناسبات لتقدير وبذل مزيد من الجهد من أجل الفئة التي تعاني. أعتقد تمامًا أن هذا يحدث فرقا وهو مهم لأن أعمق احتياجاتنا هي أن نُرى ونُسمع".
إن الأساليب الجديدة وأيام الحملات هي خطوة نحو تحقيق تقدم، كما أنها تذكير بأهمية ما لدينا من قواسم مشتركة عندما يتعلق الأمر بالحاجة إلى الرعاية.
وحسب موتاهي كيبوغو، أفضل لاعب غولف في كينيا "أن نكون شاكرين للغاية لوجود الأشياء الصغيرة، أمر مهم. لأن الأمور قد تسوء في أي لحظة. إن كنا اليوم بصحة جيدة، فهذا يوم للقيام بشيء عظيم". وأضاف اللاعب في حوار مع DW أن "هذه هي الفكرة التي تُبقيني عادة في حالة جيدة. فكلما شعرت بالقلق أو التوتر، أذهب إلى صالة الألعاب الرياضية".
لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لكيبوغو، سواء داخل ملعب الجولف أو خارجه. فبعد مرور أكثر من عام منذ آخر مرة تحدث فيها إلى DW، انخفض تصنيفه لكنه متفائل بشأن المستقبل. بالنسبة له "اللياقة البدنية مرتبطة حقًا بالعقل وصالة الألعاب الرياضية هي ملاذي، لأجل الحصول على مظهر الجيد، والشعور بالرضا".
وأضاف المتحدث قائلا "الصحة العقلية مهمة جدًا، لأن هناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون في صمت ولا يقولون شيئًا ويعيشون مع هذا لفترة طويلة جدًا. إنهم لا يعرفون الضرر الذي يحدثه الأمر. من المهم جدًا أن يتمكن الناس من التحدث وعدم التكتم على ما يشعرون به".
تحدي المساواة الإضافي للنساء!
بالنسبة للدكتورة أنورادها دودابالابور، القائدة السابقة لفريق الكريكيت النسائي الألماني، فإن التحدي أصبح أكثر صعوبة بسبب اختيارها للرياضة. قالت دودابالابور في حديثها لـ DW: "أعتقد أننا بدأنا مؤخرًا في النظر إلى هذا البعد. نلعب ونتدرب وأحيانًا لا يكون تحقيق النجاح أمرًا سهلاً. العديد من الذين يلعبون الكريكيت في ألمانيا، يمارسون مهنتين".
دودابالابور هي باحثة أيضا في مجال الطب الحيوي وتمارس مهنة بدوام كامل بالإضافة إلى لعب الكريكيت كمحترفة دوليا. بالنسبة لها، فإن النضال من أجل المساواة له ثمنه.
تقول "يدافع بعضنا حقا عن المساواة بين الجنسين ولأجل دفع الرياضة النسائية إلى الأمام. بالنسبة لي، كان اضطراري للقتال أسبوعيًا من أجل ما أعتقد أني أستحقه أمرا منهكا".
ترى دودابالابور أن العودة خطوة إلى الوراء سيساعد، وأوضحت قائلة "أحيانًا أحتاج إلى أخذ قسط من الراحة والعثور على شخص أتحدث معه. بالنسبة لي، الأمر يتعلق بمشاركة ذلك مع أحبائي أو أصدقائي. تقضي أسابيع وأشهرًا وسنوات دون الحصول على نتائج رائعة وتحاول معرفة كيفية تجاوز ذلك. هناك أوقات تشعر فيها بالقلق أو حتى بالاكتئاب، وعليك إيجاد طريقة للاعتراف بذلك والعمل على التحسن من خلالها".
شهد فرحاني، مدرب أكاديمي في فريق كولومبوس كرو في الدوري الأمريكي لكرة القدم (MLS) في أمريكا. يجد أنه من الصعب ألا يفكر في الصحة العقلية يوميا. ويعتقد كل من فرحاني وكولومبوس أن التركيز على الإنسان قبل اللاعب أمر أساسي.
قال فرحاني "معظم اللاعبين لن يصبحوا لاعبين محترفين، ومسؤولية مهمة المدربين ليست فقط تطوير اللاعبين للفريق الأول، ولكن أيضًا أشخاص إيجابيين يمكنهم المساهمة في المجتمع. نحاول القيام بذلك داخل وخارج الملعب ونأمل أن ينجح".
بالنسبة للمتحدث فإن وجوده قرب عائلته أمر مهم وإيجابي لصحته العقلية والنفسية، إذ يقول "أستغل وقت فراغي لقضاء بعض الوقت مع العائلة، فهذا يضع الأمور في نصابها الصحيح. أعتقد أننا منشغلون جدًا بالحياة اليومية، لذا فإن قضاء الوقت مع والديّ وأجدادي هو تذكير بما هو مهم في الحياة. ومن الجيد أيضًا سماع أشخاص لديهم تجارب حياة مختلفة".
لا يختلف تفكير لليلي آغ، لاعبة كرة قدم محترفة في أيرلندا وبرمنغهام سيتي، التي قالت في حديثها لـ DW أن "الأمر يتعلق بإيجاد ما يناسبك بشكل فردي. أنا قاسية جدًا على نفسي، لذلك فإن إحاطة نفسي بأشخاص طيبين ويقدمون المساعدة ربما تكون أفضل طريقة أعتني بها بنفسي".
كل من هذه الأصوات تمثل منظورا فريدا من كينيا وألمانيا وأمريكا، وهو تذكير بأن العناية المنتظمة والاستباقية للصحة العقلية أمر بالغ الأهمية للنجاح في الرياضة وغيرها من مجالات الحياة.
أعدته للعربية: م.ب