باروزو يوجه انتقادات حادة للحكومة الألمانية لرفضها تمويل غاليليو

كشفت مصادر إعلامية بلجيكية عن انتقادات شديدة اللهجة وجهها رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو للحكومة الألمانية. ونسبت الصحيفة البلجيكية واسعة الاطلاع "دي ستاندارت" إلى رئيس المفوضية الأوروبية قوله إن حكومة برلين "ترفض تقديم أموال لازمة لتمويل مشروع القمر الصناعي الأوروبي غاليليو" و"تعارض خطط الاتحاد الأوروبي الرامية إلى فتح أسواق الطاقة."

هل تحتكر ألمانيا قطاع الطاقة؟

ومن خلال متابعة النقاش الدائر بين المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، من جهة والحكومة الألمانية من جهة أخرى، يبدو أن نقاط الخلاف الرئيسية تتمثل في اتهامات بعض الدول الأوروبية ألمانيا وفرنسا بالسعي إلى السيطرة على قطاع الطاقة، أكثر القطاعات الاقتصادية أهميةً وأشدها حساسية في المستقبل.

وفي هذا الشأن، أيد خبير الشؤون الخارجية، وزير البيئة الألماني السابق يورغن تريتين انتقادات رئيس المفوضية الأوروبية، قائلا إن هذه الانتقادات "محقة" وإن ألمانيا وفرنسا "تحاولان احتكار قطاع الطاقة". وطالبت الشخصية البارزة في حزب الخضر في مقابلة مع اليومية الألمانية "فرانكفورتر ألغماينة" بوضع حد لذلك، عازيا رأيه إلى حماية البيئة والدفاع عن حقوق المستهلكين.

وفي حين أيد تريتين رئيس المفوضية الأوروبية في انتقاداته لسياسية حكومة برلين في مجال الطاقة، ناقض خبير الشؤون الخارجية قول باروزو، إن ألمانيا ترفض تمويل مشروع القمر الصناعي غاليليو. وعزا تريتين رفضه لانتقادات باروزو بالقول:" ..... بعد أن انسحبت الشركات الخاصة من المشروع بسبب قلة الجدوى الاقتصادية، تريد بروكسل الآن تمويله مائة بالمائة من الإيرادات الضرائبية."

موافقة مشروطة؟

إلى ذلك، تبادل رئيس المفوضية الأوروبية باروزو ومندوب الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني في الاتحاد الأوروبي، إلمار بروك، تبادلا الاتهامات بخصوص الأموال الأوروبية المخصصة للمشروع الطموح. ففي حين اتهم باروزو حكومة برلين برفض تقديم الأموال اللازمة للمشروع، رد المندوب الألماني المذكور بالقول إن الحكومة الألمانية "مستعدة" لدفع قسطها.

وبرر بروك في حديث للصحيفة الألمانية المشار إليها موقفه بالقول إن الحكومة الألمانية "مستعدة لدفع الأموال المطلوبة، ولكنها تبذل قصارى جهدها من أجل حصول قطاعات الاقتصاد الألمانية المختصة في تطوير التقنيات اللازمة للمشروع على حصتها المناسبة."