باسيل لـ DW: المعالجة الدولية لملف اللاجئين السوريين تؤذي لبنان
٦ مايو ٢٠١٤انتقد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، الذي يقوم بزيارة إلى برلين، طريقة تعاطي المجتمع الدولي مع ملف النازحين السوريين إلى لبنان. وأشار في لقاء مع DW عربية يبث يوم الأحد المقبل، إلى أن "المعالجة الحالية من قبل المجتمع الدولي تؤذي لبنان أكثر من أن تنفعه"، موضحا "بأن المساعدات التي تمنح للاجئين السوريين مباشرة تشجعهم على البقاء في لبنان واستقدام المزيد من أصدقائهم وأقاربهم ما يجعل النزوح نزوحا اقتصاديا"، حسب قوله.
وسجلت الأمم المتحدة وجود مليون لاجئ سوري في لبنان منذ تفجر الصراع بسوريا قبل ثلاث سنوات وهي أكبر نسبة للاجئين في مكان واحد بالعالم. ويقيم هؤلاء في منازل ومجمعات محلية بالإضافة إلى مخيمات اللجوء.
تحييد لبنان عن الصراع في سوريا
وحول مشاركة أطراف لبنانية في النزاع الدائر في سوريا اعتبر باسيل" أن موقف الحكومة اللبنانية هو تحييد لبنان وإبعاده عن المشاكل وليس إقحامه فيها. وهذا الأمر لا يتعلق بفريق لبناني واحد". وأكد الوزير اللبناني أن "كل أنواع التدخل، سواء بالسياسة أو بالإعلام أو بالمال أو بالانخراط في القتال، كلها تدخلات مرفوضة، لأنها تجلب الأذى للبنان وتجعله معبرا للدخول إلى سوريا، وهو أمر مرفوض في اتفاق الطائف نظرا للعلاقات المميزة بين لبنان وسوريا."
وردا على سؤال، نفى الوزير باسيل أن يكون تدخل بعض الأطراف في النزاع السوري استجلب الإرهاب إلى لبنان، مؤكدا أن "الإرهاب لا يحتاج إلى إذن آو مبرر"، موضحا بالقول "لأن من لا يعترف بك كآخر مختلف عنه بالشكل أو بالمعتقد أو بالدين أو بالتفكير ويقتلك، لا يحتاج إلى إذن ولكن قد يكون هذا التدخل قد سرّع من وتيرة حركة كانت حاصلة قبلا."
مخاض انتخاب رئيس للجمهورية
وبشأن الاستحقاق الرئاسي في لبنان وتعطيل نصاب جلسات الانتخاب، اعتبر باسيل أن حضور الجلسات أو التغيب عنها هو حق دستوري لكل نائب، مشيرا إلى أن النقاش يجب أن يكون حول مواصفات الرئيس وفقا لطبيعة التركيبة الميثاقية للبنان" فهذا الرئيس يجب أن يمثل الطائفة التي ينتمي إليها ويجمع بين كل الطوائف اللبنانية، مجمع ميثاقي توفيقي من وحي وروح الديمقراطية التوافقية في لبنان، ومن لا يحترم هذين المبدأين أو لا يأتي منبثقا من جماعته أو بيئته فكيف سيفرض نفسه على بقية اللبنانيين."
ويشار إلى أن الرئيس اللبناني يجب أن ينتمي إلى الطائفة المارونية (المسيحية)، كما يواجه لبنان خطر الفراغ في سدة الرئاسة، وسط غياب التوافق بين المعسكرين الخصمين14 و8 آذار، والذي حال دون اكتمال نصاب جلسة البرلمان يوم الأربعاء الماضي، فيما يتوقع أن تشهد جلسة جديدة حددت يوم غد الأربعاء (السابع من أيار/ مايو) المصير نفسه.
ويفترض حضور ثلثي أعضاء المجلس البالغ عددهم 128 نائبا، لإجراء عملية انتخاب رئيس جديد للبلاد. وهي المرة الثانية التي يفشل فيها المجلس في انتخاب خلف للرئيس ميشال سليمان الذي تنتهي ولايته في 25 أيار/ مايو. وبعد الجلسة الأولى، بات على المرشح أن ينال النصف زائدا واحدا من عدد النواب لينتخب، في حين كان العدد المطلوب في الجلسة الأولى ثلثي الأعضاء.
عزم بطريرك الموارنة زيارة القدس
أما بالنسبة لزيارة بطريرك الموارنة في لبنان مار بشارة بطرس الراعي المرتقبة إلى القدس فاعتبر باسيل "أن الأمر يحتاج للكثير من العناية والإحاطة بكل جوانبه، من جهة طبعا الروحية الكنسية ومن جهة ثانية الاعتبارات مع دولة عدوة كإسرائيل، لكي لا يحمل أحد تبعات أي سابقة قد تكون مقدمة لتبريرات أخرى."
وكان البطريرك الراعي أكد الأسبوع الماضي أنه سيرافق رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرانسيس خلال زيارته المقررة بين 24 و26 أيار/ مايو إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، معتبرا أن الزيارة ذات طابع ديني ولا علاقة لها بالسياسة. وستكون زيارة الراعي الأولى لبطريرك ماروني إلى الأراضي المقدسة منذ إنشاء دولة إسرائيل عام 1948.
ويشار إلى أن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل يقوم بزيارة رسمية إلى برلين، حيث التقى نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، وركزت المباحثات بين الطرفين حول النزاع في سوريا وما ترتب عليه من أعباء على لبنان بالإضافة إلى الجهود الإنسانية التي تبذلها بيروت لمساعدة اللاجئين السوريين.
م.إ/ ي.ب/ أ.ح