"ويلكم فويسيز" يكشف مواهب اللاجئين الشباب في برلين
٢٠ أغسطس ٢٠١٧منظمة" "Malteser" التي ترعى مشروع "ويلكم فويسيز" أو "أهلاً بالأصوات"، أمنت المكان والامكنيات لتجعل من هذا اللقاء مثمراً، وليتوج جهود العمل التطوعي الذي تقوم به المنظمة في كل المدن الألمانية خاصة في برلين وهامبورغ، بعملٍ فني سيكون اللاجئون والمتطوعون الألمان أبطاله ليعرض في شهر أوكتوبر/ تشرين الأول 2017.
ليس مجرد مشروع رقص وغناء
مدير المشروع لوكاس سيل يشرح لـ"مهاجر نيوز" "الفكرة بدأت في عام 2015 عندما زار مديرنا العام بعض المخيمات، ورأى الوضع ورأى أن الاطفال بشكلٍ خاص يملكون إمكانيات غير مستثمرة في أي مكان، نظراً لظروف أهالهم القانونية أو النفسية، كذلك هناك العديد من الكبار الذين لا يمكنهم تعلم اللغة لمشاكل قانونية أو الحصول على عمل، يعيشون في تلك المخيمات دون أي استثمار لطاقاتهم، فكانت البداية هي احتواء إمكانيات اللاجئين".
ويتابع سيل " "ويكلم فويسيز" أتت لاحقا في 2016 عندما كنت أتكلم مع أحد أصدقائي في "مالتيسير" "Malteser" ، وأيضاً بتشجيع من أحد أعضاء البرلمان بدأنا نفكر بإعطاء اللاجئين منصة ليس للحديث عن قصصهم فقط بل لتفجير طاقاتهم، ومن هنا كان العمل على التدريب على الرقص والغناء للاجئين ومتطوعين ألمان للوصول إلى عملٍ فني بالنهاية يقدم باسمهم كلهم، دون تمييز بينهم".
الرقص والغناء ليسا وحدهما من دفعا "أسيل" الشابة السورية ذات الـ16 عاماً للمواظبة على الحضور أسبوعياً للتدرب مع البقية، إذ تقول أسيل لـ"مهاجر نيوز" "أحرص على القدوم إلى هنا مع شقيقتي أسبوعياً، فهنا وجدت أصدقاء جدد، بدأت أتعلم كيفية التعامل مع فتيات وشبانٍ بعمري في ألمانيا، فالسنة القادمة سأعود إلى المدرسة وأشعر بقلق وبعدم ثقةٍ حتى من لغتي الألمانية وأجد في هذا المكان فرصةً لأمارسها دون خجل، كما أنني أحب الموسيقى والرقص، لذا هنا أجد كل ما يلزمني".
ومن بين الشبان صغار، كان محمد اللاجئ السوري الأكبر قليلا يبدو مختلفاً من حيث العمل، لكنه كان يبدي جديةً بالالتزام بالحركات، وتوجيهات المدربة، محمد شاركنا أحلامه، وأخبرنا لماذا يأتي إلى هذا المكان، فيقول: "أعلم أني أكبر، لكني أريد أن أستثمر وقتي بطريقة أفضل، أن أتعلم اللغة، وأحتك بالناس لأحصل على عمل، أو أعيد فتح محلٍ لتجديد الأثاث كما كنت أعمل في سوريا، لا يمكنني بسبب معوقاتٍ قانونية أن أذهب إلى المدرسة، لذلك أجد هنا الفرصة المناسبة لأشعر أني أمارس حياتي بشكلٍ طبيعي".
"التأثير بشكلٍ متسلسل"
يتحدث جميع المدربين على الغناء والرقص باللغة الألمانية فقط، فهذا هو الجانب الآخر للمشروع بحسب ما يشرح لوكاس سيل "من الجيد التركيز على تكلم اللغة الألمانية، ونشجعهم على الحديث أكثر، من خلال توجيهات المدربين والأغاني، التي تتيح لهم تعلم مفردات جديدة، كما أن اللغة تكسر الحاجز بين اللاجئين أنفسهم خاصة الذين لا يتكلمون اللغة نفسها، كما أن التعلم هنا يعطي اللاجئين ثقة كبيرة بالنفس ويصبحون بالنهاية فخورون بلغتهم، وكل ذلك ممزوج مع المرح.
ماري فتاة ألمانيا عمرها 15 سنة، لم تجد أي رفضٍ من قبل ذويها في العمل مع اللاجئين، وتقول إن والديها كانا مرحبان بالفكرة، وتضيف ماري لـ"مهاجر نيوز" "أهلي يحبون ما أقوم به مثلي تماماً، وأعلم ان الكثيرين يتخوفون من فكرة أن يتعامل أولادهم مع لاجئين لكن هذا الأمر لا يعد مشكلة بالنسبة لي، مشكلتي في البداية هي عدم فهم ما يقولون، لكن كل شيء أصبح أمتع الآن".
مدير المشروع لوكاس سيل يقول "الأطفال عنصر مهم في تغيير عقلية الناس في التعامل مع اللاجئين، فيمكنهم إقناع من حولهم تجربة ما يقومون به، وبالتالي كسر الصورة النمطية، فنحن لا يمكننا العمل مع كل اللاجئين أو كل الألمان لكن يمكننا التأثير عبر هذه الطريقة".
نتخطى العقبات بتوحيد الهدف
فادزي قدم من أفغانستان منذ عامين، بدأ مع المشروع منذ البداية حيث يريد تعلم الغناء ليتابع دراسة الموسيقى فيما بعد، يقول فادزي لـ"مهاجر نيوز" "هنا يمكننا أن نغني ونرقص ونتعلم مع بعضنا، أكثر ما أحبه هو الغناء، وأحب كيف لا يعاملنا الكل بطريقة سيئة، لا نسمع هنا ما يسمعنا إياه البعض حول أننا خربنا بلداننا وأتينا إلى هنا، فالناس يحترموننا، وهذا يشجعني على القدوم إلى هنا، أحب المشروع وأريد أن ينجح العرض في النهاية".
سيل يرى أن أحد أهم الأمور التي تساهم في تخطي العقبات هو الهدف المشترك "إذ يجعل المشاركين قادرين على تخطي كل شيء، والعمل من أجل انجاح العرض ينسيهم الاختلافات فيما بينهم، ويجعلهم يتخطونها لتحقيق الهدف الأكبر".
يذكر أن التدريبات مستمرة حتى يوم العرض حيث سيقدم عمل مسرحي غنائي راقص على إحدى مسارح العاصمة برلين.
راما الجرمقاني-مهاجر نيوز