بالصور: طريق ميركل الصعب إلى ولاية حكم رابعة
الطريق أمام الولاية الرابعة للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في منصبها كان طويلاً وصعباً، فقد مر بمراحل عديدة محفوفة بالمتاعب.
ميركل تترشح لولاية رابعة
في مؤتمر صحفي في الـ 20 نوفمبر/ تشرين الأول 2016 أكدت المستشارة أنغيلا ميركل ترشحها لولاية رابعة. ولو أنهت ميركل ولايتها الرابعة ستكون قد حطمت الرقم القياسي في مدة الحكم لـ14 عاما في المانيا الذي سجله المستشار كونراد أديناور بعد الحرب العالمية الثانية. لكنها ستعادل سلفها وراعيها السياسي هلموت كول الذي بقي مستشارا لـ16 عاما.
صفعة الانتخابات
في الـ 24 من سبتمبر/ أيلول 2017 اسفرت الانتخابات عن نتائج سيئة لحزبي الائتلاف الحكومي المسيحي والاشتراكي بشكل غير مسبوق. وعلى إثر هذه النتائج بأقل من 20 في المائة من الأصوات، أعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي أنه سيكون في صفوف المعارضة، فيما أعلن الحزب الليبرالي والخضر أنهم مستعدون لتشكيل ائتلاف مع حزبي الاتحاد المسيحي.
انطلاق مشاورات جامايكا
في أكتوبر/ تشرين الأول 2017 بدأت مشاورات ما يُسمى بتحالف جامايكا، بين الحزب المسيحي والليبرالي والخضر. واتضح أن هذه المشاورات كانت صعبة للغاية. ورغم التوصل في البداية إلى نتائج مرضية، فإنها لم تكن كافية لتشكيل تحالف جامايكا.
الحزب الليبرالي يُفشل مشروع جامايكا
بعد أسابيع من المشاورات، خرج رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي كريستيان ليندنر في الـ 19 من نوفمبر/ تشرين الثاني للإعلان أمام الصحافة أن حزبه ينسحب من مشاورات جامايكا، وبات الوضع السياسي في ألمانيا مبهماً، لاسيما وأن الحزب الاشتراكي الديمقراطي يرفض المشاركة في حكومة مع ميركل.
العدول عن دور المعارض
بعد تدخل الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير بإجراء مفاوضات مع رؤساء الأحزاب وبعد أخذ ورد داخلي أعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي أخيراً أنه مستعد للدخول في مفاوضات مع حزبي الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل لتشكيل حكومة ألمانية، نظراً للمسؤولية أمام البلاد. وبدأت هذه المفاوضات في الـ 7 من يناير/ كانون الثاني 2018.
مفاوضات ائتلاف حكومي موسع
في مطلع يناير/ كانون الثاني التقى زعماء حزبي الاتحاد المسيحي أنغيلا ميركل وهورست زيهوفر والحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولتس ليعلنوا الشروع في مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي موسع، بالرغم من وجهات النظر المختلفة في كثير من القضايا.
الاشتراكيون يتجاوزون عتبة مؤتمر بون
وبما أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي واجه معارضة قوية، لاسيما من شبيبة الحزب التي رفضت الدخول في ائتلاف حكومي جديد بزعامة ميركل، اضطُر الحزب لعقد مؤتمر حزبي خاص في بون للحصول على موافقة من الأعضاء على الدخول في مفاوضات لتشكيل ائتلاف موسع. وقد صوت المشاركون في المؤتمر بفارق ضئيل للشروع في تلك المفاوضات مع أحزاب اليمين المحافظ بزعامة ميركل.
ميركل تهنئ الاشتراكيين
وتنفست قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الصعداء بقبول غالبية أعضائها الدخول في مفاوضات لتشكيل ائتلاف حكومي بدأت في الـ 26 من يناير/ كانون الثاني 2018، وهو ما رحبت به ميركل، ومهد عملياً لولاياتها الرابعة.
شولتس يترك رئاسة الاشتراكي
وبالفعل لقد نجح الاشتراكيون في التفاوض بنجاح مع حزبي الاتحاد المسيحي، وتلقوا عدة وزارات هامة، بينها العدل والخارجية. وفي المساء ظهر رئيس الحزب الاشتراكي مارتن شولتس ليعلن انسحابه من قيادة الحزب، لأنه ينوي شغل منصب وزاري في الحكومة الجديدة بقيادة ميركل.
نالس المرأة القوية في الاشتراكي
وبعد تراجعه إلى أدنى مستوى تاريخي له في الانتخابات الأخيرة (20. بالمائة) وهبوطه الحاد في استطلاعات الرأي بسبب خلافاته الداخلية، كان الحزب الاشتراكي الديمقراطي يفضل الانتقال إلى المعارضة لالتقاط أنفاسه وإعادة ترتيب صفوفه، إلا أنه أدرك المسؤولية الوطنية الملقاة عليه بعد فشل مفاوضات جامايكا، ليتخذ موقفاً مختلفاً، واختار أندريا ناليس رئيسة جديدة للحزب.
الاشتراكيون يصوتون لصالح البرنامج الحكومي
قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي شرعت في إرسال بطاقات انتخاب لمئات الآلاف من الأعضاء ليصوتوا على قبول اتفاقية الائتلاف الحكومي الجديد أم لا. وجاءت نتيجة التصويت مؤيدة باعتبار أن قيادة الحزب الاشتراكي ورئيسه السابق مارتن شولتس أحسنا التفاوض على برنامج الحكومة، فحصلا على عدة تنازلات في مجالات شتى مثل الصحة والوظائف، وفازا بست وزارات للحزب.
ميركل تنجح في تجاوز الانتقادات الداخلية
مؤتمر الحزب المسيحي الديمقراطي في فبراير/ شباط ببرلين أعطى الضوء الأخضر للدخول في ائتلاف حكومي جديد مع الاشتراكيين رغم مواجهة المستشارة ميركل (63 عاماً) انتقادات لم تشهدها من قبل داخل حزبها الذي تقوده منذ حوالي عقدين. كما ندد عدد من مسؤولي الحزب المسيحي بالخط الوسطي الذي تعتمده ميركل وسياستها السخية في مجال الهجرة التي فتحت أبواب البلاد أمام أكثر من مليون طالب لجوء منذ 2015.
إزالة العقبة الأخيرة في وجه ولاية رابعة لميركل
وافق أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي بغالبية 66.02 في المائة على الدخول في تحالف جديد مع حزب أنغيلا ميركل التي بإمكانها الآن تشكيل حكومة بعد أكثر من خمسة شهور على انتخابات تشريعية أضعفت موقعها. ونوهت المستشارة بقرار قاعدة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وعلقت في تغريدة على صفحة حزبها بالقول: "يسرني أن نواصل تعاوننا لما هو في صالح بلادنا".