بالصور: محطات رومانسية على "طريق العشاق" في ألمانيا

"فورتسبورغ ريزيندس" أو قصر فورتسبورغ هو تحفة معمارية تعود لعصر الباروك حيث كان في الماضي سكنا للدوقات والحكام وتم إدراجه على قائمة التراث العالمي لليونسكو. من هنا يبدأ الطريق الرومانسي، لكن قبل المضي قدما في السير يتعين الوقوف لمشاهدة المناظر الخلابة في فورتسبورغ مثل وسط مدينتها القديمة وضفاف نهر الماين ومزارع الكروم التي تحيط بها.

مدينة قديمة وشامخة ومحصنة، وبسبب جمالها تعد مدينة روتنبورغ أب دير تاوبر واحدة من أكثر المدن زيارة في ألمانيا. ومع الاستمرار في الطريق الرومانسي، تأتي الوجهة الأخرى المتمثلة في Käthe Wohlfahrt Christmas Village أو قرية الميلاد كاث وولفهرت التي تمنح الزائرين أجواء عيد الميلاد طوال العام وليس في أعياد الميلاد كما يظن البعض بسبب اسمها.

هذا المتجر يبدأ بعرض هذا الصندوق الموسيقي الذي قدمه الزوج فيلهلم وزوجته كاتيه وولفارت كهدية عيد ميلاد متأخرة بعض الشيء لضابط أمريكي كان يخدم في ألمانيا. وكان الأخير يرغب في شراء المزيد من هدايا عيد الميلاد، لكن كان هذا في شهر فبراير / شباط ما يعني أن المحال التجارية لم تعد تبيع هدايا العيد. لذا قرر الزوجان افتتاح متجر لبيع هدايا عيد الميلاد لتكون متاحة طوال العام.

يبلغ طول سور مدينة نوردلينغن 2.7 كيلومتر ويعد الطريق الوحيد في ألمانيا الذي يمكن من خلال السير عليه مشاهدة وسط مدينة ألمانية قديمة بالكامل. ويشمل السور خمس بوابات للمدينة المليئة بمباني مؤطرة بالخشب. وتعود المدينة إلى 898م وقد بُنيت في حفرة نيزك وصُممت على شكل دائرة. بالإضافة إلى هذه المناظر الخلابة التي تعود للعصور الوسطى، تعد مدينة نوردلينغن مقصدا لعشاق ركوب القطارات.

كانت مدينة نوردلينغن في الماضي نقطة تلاقي وتقاطع رئيسية لخمسة خطوط للسكك الحديدية. ويمكن الآن مشاهدة حوالي 100 عربة قطار قديمة بينها 25 محركا بخاريا خلال زيارة متحف السكك الحديدية البافارية. ولا يتوقف الأمر عند مشاهدة هذه العربات القديمة بل في بعض الأحيان يمكن استقلال هذه العربات في رحلات تُعيد المسافرين إلى الماضي البعيد لكن يتعين شراء تذاكر مسبقا.

في اوغسبورغ يمكن رؤية مسقط رأس الكاتب الألماني برتولد بريشت ومشاهدة عروض أوغسبورغ المسرحية الخاصة بالدمي Augsburger Puppenkiste أو حتى التنزه في وسط المدينة. وتستحق اوغسبورغ الزيارة لما تضمه من معالم جميلة مثل بلدية المدينة بأبراجها التي تعود لعصر الباروك والقاعة الذهبية.

كانت عائلة فوجيري العائلة الأكثر ثراء ونفوذا في العصور الماضية. وقد قامت بتمويل أباطرة وحروب. ورغم مرور السنين، لا يزال المجمع السكني لعائلة فوجيري الذي يعد أقدم مجمع سكن اجتماعي في العالم يخدم النزلاء. ومنذ 1521 يتم إيواء المحتاجين من أوغسبورغ في هذا المجمع فيما لم تتغير قيمة الإيجار فيه حتى اليوم، فهي لا تزيد عن واحد رينيش جيلدر سنويا أي ما يعادل 0.88 يورو أو أقل من دولار.

هناك العديد من وسائل النقل التي يمكن بها اكتشاف الطريق الرومانسي سواء بالسيارة أو الحافلة أو الدراجة. لكن طرق المشي المتخفية على جانبي الطريق تعد فرصة رائعة لمشاهدة المعالم الرئيسية والخلابة بعيدا عن طرق السيارات والحافلات. وكلما اتجهت جنوبا كلما استطعت رؤية قمم الجبال وتمكنت من رؤية المعالم بطريقة أفضل.

تذخر منطقة فافينوينكل في بافاريا بالعديد من الكنائس الجميلة ومن بينها كنيسة الحج في فيس التي تعود إلى أسطورة دينية خاصة إذ يقال إنه في عام 1738 تمت مشاهدة الدموع من تمثال خشبي ما دفع الناس إلى الحج لمشاهدة هذا التمثال. ومن أجل استيعاب العدد الكبير من الحجاج تم بناء كنيسة كبيرة باتت تحفة معمارية من فن الروكوكو القديم في ألمانيا. وتم إدراج الكنيسة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

بالنسبة للكثيرين، فإن هذا الموقع هو المكان الرومانسي الأمثل والأفضل بكل ما تعنيه الكلمة. أمر ملك بافاريا لودفيغ الثاني بتشييد قصر نويشفانشتاين قبل أكثر من 150 سنة. وكان لتصميمه الذي يعود للعصور الوسطى طابعا رومانسيا إذ كان الملك لودفيغ الثاني مرهف الحس. وحاليا يزور قصر نويشفانشتاين قرابة 1.5 مليون زائر سنويا ما يجعله محطة نهائية لا تنسى للطريق الرومانسي.