بان كي مون يؤكد عدم تحقيق تقدم في سوريا ويطالب بنشر 300 مراقب
١٩ أبريل ٢٠١٢أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس (19 نيسان/ أبريل 2012) أنه "لم يتم تحقيق تقدم" على الأرض في تطبيق وقف إطلاق النار في سوريا. وقال إنه من المتوقع أن يتبنى مجلس الأمن الدولي علي نحو السرعة خطة نشر 300 مراقب عسكري ومدني، مشيراً إلى أنه سيتم مراجعة مسألة ما إذا كان عدد المراقبين سوف يفي بالغرض على الأرض. وأضاف بان كي مون أن دمشق وافقت على توفير الدعم الجوي وإمكانية الحركة للمراقبين وعدم عرقلة حرية تنقلاتهم.
ولكي تتمكن هذه البعثة من القيام بعملها، طالب بان كي مون بـ"التعاون التام من جانب الحكومة السورية" وخصوصاً بأن تضمن للبعثة "حرية حركة كاملة وسهولة في التنقل وسلامة أفرادها إضافة إلى استخدام وسائل حاسمة مثل المروحيات".
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن الوضع الإنساني "غير مقبول" مع وجود نحو مليون شخص في حاجة إلى المساعدة. وطالب دمشق "بالسماح لوكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية بتنظيم عملية إنسانية واسعة النطاق لمساعدة المحتاجين". وأوضح أن هذه العملية ستناقش خلال اجتماع الجمعة في جنيف للمنتدى الإنساني لسوريا.
وفي ما يتعلق ببعثة المراقبين الكاملة التي طالب بنشرها، أعرب بان كي مون عن "الأمل في تحرك سريع للمجلس" لجهة اعتماد القرار الذي يجيز نشر هذه البعثة في الأيام المقبلة. وأكد أن الأمم المتحدة والحكومة السورية أبرمتا "بروتوكولاً تمهيدياً" يحدد معايير عمل المراقبين الذين وصلت مجموعة صغيرة منهم بالفعل إلى سوريا.
باريس وواشنطن تشككان في نوايا الأسد
من جهته أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الخميس أن بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا يجب أن تضم "مئات العناصر الذين ينبغي أن يزودوا الإمكانات البرية والجوية" لانجاز مهمتهم. وقال جوبيه، في افتتاح اجتماع وزراء خارجية 15 بلداً غربياً وعربياً حول سوريا في باريس، إنه يجب أن يكون للمراقبين كل الوسائل التي تتيح لهم "إجراء تقييم واضح للتطبيق الفعلي لخطة (كوفي) عنان". واعتبر جوبيه أن المعارضة السورية "وفت بالتزاماتها" بشأن احترام وقف إطلاق النار خلافا للنظام، محذراً من أن فشل خطة عنان ستفتح الباب أمام "حرب أهلية". وقال جوبيه إن "المعارضة وفت بالتزاماتها بموجب خطة عنان ولا نستطيع أن نقول الشيء نفسه بالنسبة إلى النظام السوري".
موقف يشاطره فيه وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الذي أعرب عن "تشككه العميق" في نية النظام السوري تطبيق وقف إطلاق النار الهش. وقال في جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب: "هناك شكوك كبيرة في دوافع الأسد وهذا التشكك ناتج عن سلسلة طويلة من الأفعال الخادعة التي قام بها حتى الآن، بما في ذلك نكسه وعوده لشعبه وللمجتمع الدولي". وأضاف بانيتا قائلاً: "من جميع الزوايا فإن الوضع في سوريا معقد للغاية"، مشيراً إلى معارضة إدارة الرئيس باراك أوباما "للتدخل العسكري الأحادي".
من جهة أخرى دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى "تشديد الإجراءات" بحق النظام السوري بهدف ضمان احترام خطة كوفي عنان، على أن يشمل ذلك قراراً لمجلس الأمن يتضمن عقوبات وحظراً على الأسلحة. وقالت كلينتون في اجتماع لوزراء خارجية غربيين وعرب في باريس "يجب أن نبدأ بالتحرك بقوة في مجلس الأمن بهدف (إصدار) قرار تحت الفصل السابع يفرض عقوبات تشمل حظر السفر وعقوبات مالية وحظراً على الأسلحة".
وفي وقت سابق اليوم الخميس وصف وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله الأوضاع في سوريا بأنها تمر "بانتكاسات خطيرة". وأعرب عن خيبة أمل وقلق تجاه استمرار العنف. وقال في بروكسل، على هامش اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو): "تم رصد انتكاسات خطيرة ، مات الكثير من الناس الليلة الماضية أيضا". وحث الوزير الألماني كافة الأطراف في سوريا خاصة الرئيس بشار الأسد على الالتزام بوقف إطلاق النار الذي ترعاه الأمم المتحدة.
من جانبه دعا رئيس المجلس العسكري الأعلى في الجيش السوري الحر، العميد الركن مصطفى احمد الشيخ، المجتمع الدولي في شريط مصور وزع على وسائل الإعلام إلى "تشكيل حلف عسكري" خارج إطار مجلس الأمن وتوجيه ضربات إلى النظام السوري.
(ش.ع / د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: عماد غانم