بايدن يؤكد رفض "العنف السياسي" في ذكرى اقتحام الكابيتول
٦ يناير ٢٠٢٢أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه يرفض أن "يصبح العنف السياسي هو القاعدة" في الولايات المتحدة، حسب فقرات تم بثها مسبقاً من خطاب سيلقيه الخميس (السادس من كانون الثاني/يناير) في ذكرى مرور سنة على هجوم أنصار دونالد ترامب على الكابيتول.
ويحذر بايدن في خطابه من أنه "علينا أن نقرر اليوم أي أمة سنكون. هل سنكون أمة تقبل أن يصبح العنف السياسي هو القاعدة؟ هل سنكون أمة تسمح لمسؤولين رسميين محازبين أن يطيحوا بالرغبة التي عبر عنها الشعب بشكل قانوني؟ هل سنكون أمة لا تعيش في ضوء الحقيقة إنما في ظل الكذب؟". ويضيف الرئيس الأمريكي في الخطاب، بحسب المقتطفات التي نشرها البيت الأبيض: "لا يمكننا تحمل أن نصبح أمة من هذا النوع"، وذلك بعد سنة على قيام آلاف من أنصار دونالد ترامب باقتحام الكابيتول في محاولة لمنع الكونغرس من المصادقة على انتخاب بايدن.
الرئيس الديمقراطي (79 عاماً) سيتحدث عند الساعة 14,00 ت غ من الكابيتول، مقر الكونغرس الأمريكي، وإلى جانبه نائبته كامالا هاريس. وأثار اقتحام هذا الصرح قبل سنة من قبل مناصري دونالد ترامب صدمة في الولايات المتحدة والعالم، حين حضروا بالآلاف الى المبنى فيما كان مثيرو شغب في الخارج يهاجمون قوات الأمن.
ذكر ترامب بالاسم!
وعمد بايدن لفترة طويلة إلى تجنب ذكر ترامب بالاسم علناً، لكن هذه المرة قرر الرئيس التطرق بشكل علني إلى "المسؤولية الخاصة" الخاصة للرئيس ترامب في الفوضى"، كما أعلنت الناطقة باسمه جين ساكي الأربعاء، وقالت: "ينظر (بايدن) إلى ما حدث في السادس من كانون الثاني/يناير على أنه تتويج لما ألحقته سنوات حكم ترامب الأربع ببلادنا"، موضحة أن "الرئيس بايدن يدرك تماماً التهديد الذي يطرحه الرئيس السابق على نظامنا الديمقراطي".
فهل يريد الرئيس أن يضفي طابعاً سياسياً وأكثر جدية على ولاية تعطي الانطباع بانها تسجل تراجعا في رصيدها الشعبي؟ فبعد أشهر من التركيز على السياسة الاقتصادية والاجتماعية، يرى البيت الأبيض أن الكثير من آماله في الإصلاح تتلاشى بسبب العرقلة في الكونغرس. وذلك لتراكم عدة عوامل: سأم كبير في مواجهة موجة جديدة من وباء كوفيد-19 وارتفاع التضخم وذكرى الانسحاب الفوضوي من أفغانستان.
لكن ما يثير قلقاً شديداً هو استطلاع للرأي نشر مؤخراً وأظهر أن 55 % فقط من الأمريكيين يعتبرون أن جو بايدن هو الفائز الشرعي في الانتخابات الأخيرة. فقد لاقت نظرية ترامب بان الانتخابات "سرقت" منه أصداء كما يبدو لدى الأمريكيين، حيث يواصل الرئيس السابق التأكيد لكن بدون إعطاء أدلة بأنه الفائز الفعلي في الانتخابات.
وقد ألغى دونالد ترامب مؤتمره الصحفي الذي كان مقرراً الخميس من مقره الفاخر في منتجع مارالاغو في ولاية فلوريدا، لكنه واصل تصريحاته الهجومية. وأكد مجدداً الثلاثاء من دون أن يقدم أي دليل، أنّ الانتخابات الرئاسية شابتها عمليات "تزوير"، معتبراً أنها "جريمة القرن"، رغم أن المرشح الديمقراطي تقدم عليه بأكثر من سبعة ملايين صوت.
"الترنح على حافة هاوية"
من جانب الجمهوريين، فإن الاستراتيجية ستكون البقاء بعيداً عن الأضواء، فيما قلة هم الذين يجرؤون على انتقاد ترامب بشكل علني. وكان زعيم المحافظين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل اعتبر في شباط/فبراير 2021 أن الرئيس السابق "مسؤول معنوياً" عن هجوم 6 كانون الثاني/يناير، لكنه الخميس لن يحضر المراسم المقررة في واشنطن بل سيحضر جنازة سناتور أمريكي سابق في أتلانتا في جنوب الولايات المتحدة.
من جهته، كتب الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الذي بات يشكل للكثير من الأمريكيين سلطة معنوية، في مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، أن "أمتنا العظيمة باتت تترنح الآن على حافة هاوية تزداد عمقاً. بدون تحرك فوري، نواجه خطراً جدياً بأن نشهد مواجهة مدنية وأن نخسر ديمقراطيتنا الثمينة". أمام هذه "الأمة المنقسمة"، يريد بايدن أن يقترح خطوات لتعزيز الديمقراطية الأمريكية. يحاول الرئيس بشكل خاص أن يعيد إطلاق نصوص قوانين حول حق الأقليات بالتصويت.
من جانب آخر، يتوجه بايدن الثلاثاء الى ولاية جورجيا (جنوب)، رمز المعارك الماضية والحالية من أجل الحقوق المدنية، للتنديد بـ"المحاولات المنحرفة لتجريد مواطنين شرفاء من حرياتهم الأساسية". لكن في مواجهة ولايات محافظة في الجنوب التي تكثف من القوانين التي تعقّد وصول الأمريكيين المنحدرين من أصول إفريقية إلى صناديق الاقتراع، فإن هامش مناورة بايدن يبدو محدوداً. فالديمقراطيون لا يسيطرون على الكونغرس إلا بغالبية ضئيلة وقد يخسرونها بالكامل في الانتخابات التشريعية في الخريف المقبل. ويبدو هامش مناورة الرئيس لإنقاذ "روح أمريكا"، كما وعد في حملته الانتخابية، محدوداً جداً.
م.ع.ح/خ.س (أ ف ب)