بدء احتفالات العام الجديد.. العالم يودع 2022 المضطرب
٣١ ديسمبر ٢٠٢٢بدأ ثمانية مليار شخص حول العالم السبت (31 ديسمبر/ كانون الأول 2022) استقبال سنة 2023، ووداع عام مضطرب. ففي أستراليا، كانت سيدني من بين أولى المدن الكبرى التي أعلنت الانتقال إلى العام الجديد، مستعيدةً بذلك لقبها "العاصمة العالمية لعيد رأس السنة"، بعدما شهدت في العامين الماضيين إغلاقاً واحتفالات محدودة بسبب تفشي متحوّرة كورونا أوميكرون.
ومذاك أُعيد فتح الحدود الأسترالية ويُنتظر توافد أكثر من مليون شخص إلى مرفأ سيدني لحضور إضاءة سماء المدينة بأكثر من مئة ألف من الأسهم النارية. وتقدّر السلطات المحلية بأن قرابة نصف مليار شخص سيشاهدون العرض عبر الإنترنت أو على التلفزيون.
ومنذ الظهيرة، يشغل مئات الأشخاص أفضل المواقع لحضور العرض. أمام مبنى أوبرا سيدني قال ديفيد هيو-باترسون (52 عاماً) "لقد كان عاماً جيّداً جداً بالنسبة إلينا، تخلّصنا من كوفيد، هذا رائع".
وقال منظّم عرض الألعاب الناريّة فورتوناتو فوتي: "إذا تمكّنا من جمع كل العالم في الحفلة واستقبال العام المقبل بتفاؤل وفرح متجدّديَن، فسنكون قد نجحنا".
وتساهم الاحتفالات في التخلّص من مشاعر سلبية خلفتها سنة 2022 التي شهدت وفاة الملكة إليزابيث الثانية وأسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه والزعيم السوفييتي السابق ميخائيل غورباتشيف والرئيس الصيني السابق جيانغ زيمين ورئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي والبابا السابق بنديكت السادس عشر في آخر أيام العام اليوم السبت عن 95 عاماً. وفي العام المنصرم تجاوز عدد سكان العالم عتبة ثمانية مليارات شخص في تشرين الثاني/نوفمبر.
وسُجّلت في هذا العام أيضًا استقالات جماعية لموظّفين من عملهم بعد أزمة الوباء وصفعةً في احتفال توزيع جوائز الأوسكار فضلًا عن تقلص ثروات أصحاب المليارات جراء تدهور قيمة العملات المشفّرة.
الغزو الروسي لأوكرانيا الأبرز عام 2022
لكن قبل كل شيء سيتذكر العالم سنة 2022 دائمًا لأنها شهدت عودة الحرب إلى أوروبا مع الغزو الروسي لأوكرانيا. ففي أكثر من 300 يوم، قُتل قرابة سبعة آلاف مدني وجُرح نحو عشرة آلاف شخص، بحسب مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان.
واضطرّ 16 مليون أوكراني للفرار من منازلهم. أما بالنسبة إلى الذين بقوا، فيتخلّل يوميّاتهم انقطاع متكرر للتيار الكهربائي وعمليات قصف روسي وحظر تجوّل.
كلٌّ يعيش هذا النزاع على طريقته، فهناك من يصلّون بهدوء وآخرون يحتفلون، في خطوات تهدف إلى إعطاء زخم للمقاومة المشتركة. شرقًا، يبدو أن روسيا ليست في وضع يخوّلها الاستمتاع. فقد ألغت موسكو عروضها التقليدية للمفرقعات بعدما سأل رئيس بلدية المدينة سيرغي سوبيانين السكان كيف يودّون الانتقال إلى العام الجديد.
قالت إيرينا شابوفالوفا (51 عامًا) وهي موظّفة في حضانة، إن أمنية سكان موسكو الوحيدة هي "سماء سلميّة فوق رؤوسنا". رغم كلّ شيء، وعدت شبكة التلفزيون والإذاعة الروسية الوطنية (VGTRK) بأن تبثّ برنامجًا يعكس "أجواء رأس السنة رغم التغيّرات في البلاد وفي العالم".
لكن هذا العام، ستُعرض الحلقة بدون مشاركة الفنانين المعتادين ومقدم البرامج النجم ماكسيم غالكين الذي يقيم في المنفى بعدما ندّد بالحرب على أوكرانيا.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه لمناسبة رأس السنة أن "الحق الأخلاقي والتاريخي في صالحنا" فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه "واثق من أننا سننتصر في هذه الحرب".
في قبضة كورونا من جديد
في آسيا، تشهد الصين تفشيًا واسعًا لكوفيد-19، فيما يسمح التلقيح لسكان سائر دول العالم بعيش حياة شبه عادية. وتخلّت بكين فجأةً عن سياستها "صفر كوفيد" مطلع الشهر، في تحوّل تلاه فورًا ارتفاع حاد في عدد الإصابات.
وفي حين تكتظّ المستشفيات بالمصابين وكذلك المحارق بالجثث، غير أنّ الاحتفالات بعيد رأس السنة ستُقام في عدد لا يُحصى من الحانات والمسارح ومراكز التسوّق في كل أنحاء البلاد.
ومع ذلك، أراد الرئيس الصيني شي جينبينغ إعطاء نفحة أمل قبل ساعات قليلة من حلول العام الجديد قائلاً "بارقة الأمل أمامنا".
في المقابل، أعلنت سلطات شنغهاي عدم إقامة أي احتفال في الواجهة البحرية الشهيرة للمدينة. أما في البرازيل، فيتزامن اليوم الأول من كانون الثاني/يناير مع عودة رئيس البلاد السابق لولا إلى السلطة.
ع.غ/ أ.ح (ا ف ب)