Umstrittenes Kino - Reaktionen auf "Operation Walküre"
٢١ يناير ٢٠٠٩بدأ عرض فيلم "عملية فالكوره" يوم أمس الثلاثاء (20 كانون الثاني/ يناير 2009) للمرة الأولى في برلين. ويصور الفيلم، الذي أثار منذ البدء بتصويره نقداً واسعاً، محاولة اغتيال هتلر التي قام بها العقيد شتاوفينبيرغ. والجدل الذي أثاره الفيلم، يتناول كل النواحي في هذا الإنتاج السينمائي، لتصل حتى إلى أدق التفاصيل، من ذلك مثلاً حين يرمي توم كروز، الذي يقوم بتأدية دور العقيد شتاوفينبيرغ، عينه الزجاجية في قدح الويسكي لأحد المتعاونين معه، كإشارة للاتصال به.
وكما يقول بعض العارفين بتلك الأحداث، حقيقة هذه التفاصيل ليست مؤكدة. ويجدون أن الفيلم يفتقر إلى الدقة التاريخية بشكل عام. ومن بين هؤلاء النقاد بيتر شتاينباخ، الذي يدير في برلين مزاراً للمقاومة الألمانية. عن هذا يقول شتاينباخ: "إن ما أراه هو في الحقيقة قصة ليست مترابطة وتفتقر إلى الدقة التاريخية، وتستخدم الرايخ الثالث والنازية كواجهة خلفية، على الطريقة التي عهدناها عن الأفلام الأمريكية".
قصة افتراضية باهظة التكاليف
ويرى نقاد آخرون إلى أن فيلم "عملية فالكوره" ليس سوى إخراج باهظ التكاليف لقصة افتراضية وليس وثيقة تاريخية، ويقولون إنه لا يمكن الحكم بمقاييس علمية على فيلم مثير يشد الأعصاب. أما عالم التاريخ شتاينباخ فيعبر عن الرأي القائل بأن المخرج وواضع السيناريو بالغا في تصوير الشخصية الرئيسية. ويرى أن شتاوفينبيرغ الحقيقي لم يكن رجلاً خارقاً ولا بطلاً انفرادياًُ مثلما يتم تصويره في الفيلم، كما أن الفيلم يهمل إبراز التنوع الشمولي للمقاومة وأبعادها السياسية.
عن هذا يقول شتاينباخ: "من المهم جداً بالنسبة إلي التوضيح دائماً أن الأمر لا يتعلق بالأهمية القصوى لعملية عسكرية ولا بانقلاب عسكري. إنما بالتمهيد للإطاحة بنظام يفضي في النهاية إلى قيام نظام جديد في ألمانيا". ويضيف الخبير الألماني أنه خلال حركة المقاومة دار سجال عميق حول المسائل الأساسية لهذا النظام الجديد، وتم استعراض قضايا هامة، من ذلك مثلاً ما هي العقوبة التي يجب أن تُفرض على انتهاك القانون، وكيف يجب التعامل مع نخبة مجرمة، وكيف يمكن التعامل مع الكنيسة والجامعات والمدارس والاقتصاد.
التعريف بخفايا التاريخ الألماني
لكن بيتر هوفمان، واضع سيرة شتاوفينبيرغ، فيشهد للفيلم بأنه يعتمد الدقة التاريخية إلى حد بعيد، ويبين أنه ليس كل ضابط ألماني كان نازياً. كما أن مفوض الحكومة الألمانية للشؤون الثقافية والإعلامية، بيرند نويمان، أكد على أن فيلم "عملية فالكوره" ساهم بنجاح في تعريف جمهور عالمي على جزء غير معروف إلا قليلاً من التاريخ الألماني.
يُذكر أن كونستانسه، وهي ابنة العقيد شتاوفينبيرغ، شاهدت الفيلم هي الأخرى، وعلقت بعد مشاهدة الفيلم بالقول: "لقد توجهت إلى الفيلم مع استعداد للنقد، لكنني فوجئت بشكل إيجابي. إنه ليس فيلماً صاخباً، إنما أُخرج بصورة عميقة الإحساس. وقد بذلوا جهداً كبيراً، والذي أعجبني بشكل خاص أنهم تعاملوا مع كل الشخصيات ببالغ الاحترام".