برلماني ألماني استضاف لاجئين في منزله
١٣ أغسطس ٢٠١٥مارتن باتسيلت عضو في البرلمان الألماني عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ. باتسيلت عامل اجتماعي ومسيحي ملتزم وقاده نشاطه في السياسة المحلية إلى أن أصبح عمدة لمدينة فرانكفورت الواقعة على نهر الأودر على الحدود مع بولندا في شرق ألمانيا.
يبدو باتسيلت أصغر من سنواته الثماني والستين، وهو مدافع عن معاملة اللاجئين بلطف واحترام، ويطبق ما يدعو إليه: قبل بضعة شهور دعا لاجئيْن سياسيين شابين من إريتريا إلى بيت عائلته في قرية بريزن بولاية براندينبورغ. لكن العنصرية والشك في الأجانب ليست أمرا نادر الحدوث في شرق براندينبورغ، وقد تلقى باتسيلت تهديدات بالقتل بواسطة الرسائل والبريد الإليكتروني والمكالمات الهاتفية.
"قال أحدهم إنه يجب العمل مع قاذف لهب حتى تصبح بشرتي سوداء كالذين استضفتهم في بيتي"، يقول باتسيلت ويضيف: "هذا مثير للقلق، أنا لا آخذ التهديدات على محمل الجد من حيث أنها تشكل تهديداً لسلامتي الشخصية، ولكنني آخذها على محمل الجد كمؤشر على أنه ما زال أمام الألمان طريق طويل للتخلص من العنصرية وأن يتقبلوا الأفراد والناس كبشر بغض النظر عن أصلهم".
وبدلاً من الوقوف عاجزا، نظم باتسيلت فعاليات للجمع بين المهاجرين والسكان المحليين. "أعتقد أن أفضل طريقة للتغلب على الشكوك ورفض الأجانب، هي خلق الفرص للناس للقاء بعضهم البعض والحديث"، قال باتسيلت لـDW.
القادمون أكثر
سيواصل الناس الفرار من الظروف التي لا تطاق: الحروب في الشرق الأوسط، ودول يحكمها حزب واحد مثل إريتريا أو الفقر والبطالة في بعض دول أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى. هؤلاء سيحاولون الوصول إلى أماكن الاستقرار والازدهار مثل ألمانيا. وعن ذلك يقول باتسيلت "نصف المليون لاجئ إلى ألمانيا هذه السنة هم نذير لما ستكون عليه الأمور في المستقبل. هذا الفيض من اللاجئين ليس ظاهرة عابرة وستمر بسرعة. هذه الظاهرة ستستمر بالتأكيد، وعلينا البحث عن سبل للتعامل معها".
باتسيلت لديه فكرة عن كيفية تغيير الموقف من اللاجئين كي يقبل الناس بهم "ينبغي أن يعملوا".
فوائد العمل
ينص القانون على النظر بكل طلب لجوء على حدة. لكن هذا يستغرق وقتاً كثيراً ويبقى اللاجئون في بيوتهم لشهور أو لسنوات قبل البت في مصيرهم. واللاجئون الذين تقبل طلباتهم يحق لهم العيش والعمل في ألمانيا ولهم نفس حقوق باقي المواطنين. أما الذين لم يبت بعد في طلباتهم، فلا يسمح لهم بالعمل.
ويقترح باتسيلت السماح لهذه الفئة الثانية بالعمل، لكن دون أجر، طالما ينتظرون البت في أمرهم. "لقد تم تعويضهم مسبقاً من خلال حصولهم على شقة بدون إيجار للعيش وأثاث وملابس مجانية وراتب شهري متواضع. وفي المقابل عليهم تقديم شيء مفيد للمجتمع".