برلماني ألماني: قرار ترامب يشمل أكثر من 100 ألف ألماني
٣٠ يناير ٢٠١٧DW : من الآن فصاعدا لن يعود بإمكان المواطنين من سوريا، وليبيا، والصومال، والعراق، والسودان وإيران دخول الولايات المتحدة الأمريكية. السيد نوريبور! إنك تحمل الجنسية الألمانية إضافة إلى الجنسية الإيرانية، وبالتالي فأنت معني أيضا بهذا القرار. هل تعتبر نفسك مثالا للظلم الذي ينبعث من هذا المرسوم الرئاسي لترامب؟
أوميد نوريبور: ليست حالتي بالتأكيد هي الأكثر أهمية، ولكنها تشكل مثالا جيدا على ما يحصل الآن. الأمر لا يتعلق بالأمن بل بسياسية رمزية قذرة، من شأنها أن تسمم مجتمعاتنا. وهدفها هو أن يتم النظر للناس من سبع الدول المذكورة على أنهم يشكلون تهديدا. فاذا كانوا يريدون الحديث عن الأمن، فيجب عليهم التحدث عن الدول التي كانت متورطة في الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001.
أنا سعيد جدا وفخور بالعديد من الناس الذين قاموا باحتجاجات في مطارات الولايات المتحدة. وفخور أيضا برجال القانون الذين يعملون بشكل تطوعي، وحققوا الكثير. هؤلاء الناس يشكلون أفضل سبب للاعتبار أنه بغض النظر عما تنوي الإدارة الأمريكية القيام به، فإننا سنستمر دائما في حب الولايات المتحدة. أنا مؤيد قوي للعلاقات عبر الأطلسي. لقد زرت 40 ولاية أمريكية حتى الآن وأنا نائب رئيس المجموعة البرلمانية الالمانية الامريكية.
إنه فعلا أمر مثير للسخرية أن يتم حظر السفر بهذا الشكل الشمولي. لنأخذ إبني كمثال على ذلك. فهو يبلغ من العمر سبع سنوات ، ولد في برلين، وأمه ألمانية، وليس له أية علاقة مع إيران. ولكنه لا يستطيع السفر إلى الولايات المتحدة في الوقت الحالي. ولماذا؟ لأنه يشكل تهديدا عليها؟ إن ذلك قد لا يُعتبر حظرا عاما على سفر المسلمين، ولكن قد ذلك يتطور في هذا الاتجاه. ولهذا فإنه من المهم جدا مساندة الذين يسعون إلى منع حدوث ذلك.
ما الذي تنتظرونه من الحكومة الألمانية في هذا الصدد؟
قد يكون لقرار ترامب تأثير على أكثر من 100 ألف شخص في ألمانيا يحملون جنسية مزدوجة، ومن بينهم 70 ألف من إيران. أريد أن تتحرك الحكومة الألمانية للحفاظ على مصالح هؤلاء الناس على الأقل. أنا شخصيا لدي جواز سفر دبلوماسي، غير أن هذا لا يعني أن لدي وضع دبلوماسي الآن ويمكنني أن أدخل الولايات المتحدة.
ما هي الإمكانيات المتاحة الآن أمام ألمانيا وأوروبا بشكل عام؟
الأفضل الآن هو أن يوحد الأوروبيون صفوفهم. ولكن ذلك لن يحدث. فقد عبر الرئيس التشيكي زيمان، على سبيل المثال، عن دعمه للحظر المفروض واعتبر ترامب حليفا له في مكافحة سياسات اللجوء في الاتحاد الأوروبي.
ولكن ينبغي الآن على ألمانيا أن تعمل من أجل الحفاظ على حقوق مواطنيها في التحرك بحرية. اليوم ينبغي على الحكومة الألمانية أن تقول بصوت عال وواضح: هذه ليست بداية جيدة. العديد من الأصدقاء والزملاء بعثوا لي برسائل تضامنية وأخبروني أنهم لا يرغبون في السفر إلى الولايات المتحدة تضامنا معي. ولكن أعتقد أن هذا خاطئ تماما. يجب عليهم أن يظهروا تضامنهم مع الحركة الاحتجاجية في الولايات المتحدة. إذهبوا إلى هناك! تحدثوا مع الناس في عين المكان!
الهدف هن هذا القرار هو تسميم المجتمع. هذا هو التأثير الذي سيحدث من خلال هذا الإجراء على الأقل. إنها رسالة موجهة إلى الشباب المسلم في جميع أنحاء العالم لتقول لهم: المجتمعات الغربية لا تريدكم.
هل تعتقد أن هذا الإجراء سيقوي الإسلامويين؟
بالتأكيد! إني أراهن على إنه في غضون أيام قليلة سيتم عرض فيديوهات على المنصات الإعلامية للجهاديين، تظهر فيها مشاهد فصل أطفال عن أمهاتهم.
أوميد نوريبور: برلماني ومتحدث باسم كتلة حزب الخضر في شؤون السياسية الخارجية. يحمل نوريبور -إضافة إلى الجنسية الألمانية- الجنسية الإيرانية أيضا وهو نائب رئيس المجموعة البرلمانية الألمانية الامريكية.
أجرى الحوار: شايس وينتر
ترجمة : أمين بنضريف