برلين تتمسك بخطتها في أفغانستان رغم الهجمات التي تعرضت لها قواتها في قندز
١ مايو ٢٠٠٩أعلنت الحكومة الألمانية أمس الخميس (30 أبريل/نيسان 2009) في برلين تمسكها بالخطط التي قررتها من قبل في أفغانستان وخاصة تلك المتعلقة بطبيعة مهمة الجنود الألمان وعمليات إعادة الإعمار وعديد القوات المشاركة ضمن قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) وذلك رغم الهجمات التي شنت مؤخرا على مواقع الجيش الألماني هناك. وفي هذا الإطار، صرح وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير أمس الخميس في أثناء زيارته لمعسكر الجيش الألماني في مزار شريف شمالي أفغانستان "لن نسمح بعد اليوم مطلقا بأن تعود أفغانستان مرتعا للإرهاب الدولي".
وأضاف شتاينماير الذي أنهى أمس زيارة دامت يومين إلى أفغانستان "إن المجرمين لا يتورعون عن ممارسة القتل بدم بارد من أجل الوصول إلى هدفهم"، معربا في الوقت ذاته عن تعازيه لذوي الضحايا. كما أكد وزير الدفاع الألماني، فرانس جوزيف يونج، في برلين بأن الجيش الألماني عازم على استكمال مهمته في أفغانستان، وأضاف قائلا: "هذا دين في أعناقنا تجاه جنودنا الذين قضوا والذين جرحوا".
مسؤولية طالبان
في هذه الأثناء أعلنت حركة طالبان الراديكالية المتطرفة مسئوليتها عن الهجوم الذي شنته ضد القوات الألمانية يوم الأربعاء (29 أبريل/نيسان 2009)، حيث شن مقاتلو الحركة الأربعاء هجومين على دوريتين ألمانيتين بالقرب من قندز، ما أسفر عن مقتل جندي وجرح تسعة آخرين.
وقال متحدث باسم قيادة قوات المهام الخارجية الألمانية في بوتسدام إن جثمان الرقيب الذي قتل في الهجوم سيستقبل بعد وصوله في الجزء العسكري من مطار "كولن فان" باحتفال عسكري داخلي محدود لن تُدعى إليه وسائل الإعلام ولا الجمهور. يُشار إلى أن يونج استبعد أن تكون لهذه الهجمات صلة بزيارة وزير الخارجية الألماني شتاينماير لأفغانستان التي وصلها الأربعاء دون إعلان مسبق والتي تزامنت مع تعرض الجيش الألماني لهجومين.
مطالب بمزيد من الدعم للجيش الألماني
من جهته، قال المفتش العام للجيش الألماني، فولفجانج شنايدرهان، في برلين إن الأمر يتعلق هذه المرة بـ "هجوم عسكري مخطط له"، مشيرا إلى أن المهاجمين تعاملوا هذه المرة بطريقة تختلف عن الهجمات السابقة، مبينا أن "علينا إدراك أن قندز صارت منطقة غير مستقرة أمنيا". ووفقا لشنايدرهان، من المحتمل أيضا وقوع "خسائر" بين صفوف منفذي الهجوم، لاسيما وأن تبادلا قصيرا لإطلاق النار وقع بين الطرفين.
وفي ضوء تزايد العمليات التي تشن ضد القوات الألمانية في أفغانستان، شرع الجيش الألماني بالمطالبة بمزيد من الدعم لمهمة قواته في أفغانستان. وصرح رئيس اتحاد الجنود الألمان، أولريش كيرش، أنه من المهم بالنسبة للجنود وذويهم أن يقف الساسة والرأي العام داعمين لهم. يذكر أن نحو 3800 عسكري ألماني يتمركزون حاليا في أفغانستان ضمن قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف). وقتل حتى الآن 32 جنديا منهم منذ بدء عمل القوات في أفغانستان في عام 2002، لقي 13 منهم حتفه في أثناء هجمات قام بها مقاتلو طالبان.
(هـــــ.ع/د.ب.ا)
تحرير: طارق أنكاي