برلين تحتفل بانتخاب اوباما رئيسا للولايات المتحدة
٥ نوفمبر ٢٠٠٨استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات الرئاسية الأمريكية أظهرت تمتع الرئيس الأمريكي الجديد باراك اوباما بشعبية جارفة لدى الألمان، حيث قال 85 بالمائة منهم، وفق بعض الاستطلاعات، إنهم سينتخبون اوباما إذا سمح لهم بالمشاركة في الانتخابات.
العاصمة الألمانية برلين، التي خصها اوباما بلقائه الانتخابي الوحيد خارج أمريكا وحضره ما يقرب من 200 ألف شخص، سهرت طيلة ليلة أمس على إيقاع نتائج الانتخابات المتواردة من الولايات تباعا. وفي مسرح بابلون في قلب العاصمة نظم اتحاد "الديمقراطيون الأمريكيون في الخارج" حفلا لمتابعة نتائج الانتخابات، حيث تابع الحاضرون بشغف ما يرد على الشاشات الكبيرة المثبتة في القاعة، وما أن تم الإعلان عن نتائج ولاية الينويا حتى قفز الجميع من مقاعدهم وبدؤوا في الرقص في ردهات القاعة، وهم يأكلون هو دوجز أمريكي ويحتسون بيرة ألمانية.
برلين تحتفل باوباما
في جادة اونتر دين ليندن أو تحت ظلال الزيزفون في الجانب الشرقي من مدينة برلين كان هناك حفل آخر كبير لمتابعة الانتخابات الأمريكية، نظمها عملاقا الإعلام قناة CNN وشركة بيرتلسمان الألمانية. كاترينا اوستفين، ممثلة ألمانية روسية درست التمثيل في لوس انجيليس ونيويورك، حضرت الحفل وهي ترتدي الملابس التقليدية لولاية تكساس، وقالت إن أوباما رجل ملهم شديد الذكاء، وأعربت عن أملها في أن ينجح اوباما في تغيير الأمور التي تثير غضب باقي العالم، وذلك في إشارة إلى الحرب على العراق.
المحامي الأفرو-أمريكي روبرت كوتن، حضر أيضا الحفل، وكان يتابع نتائج الانتخابات بشغف محموم ويقول "يحدوني الأمل لكني أشعر بأنني يجب أن أكون مستعدا للاحتمال الأسوأ". حمى الانتخابات انتهت نهاية سعيدة بالنسبة للسيد كوتن، حيث جاءت النتائج لصالح مرشحه، ليتفرغ أخيرا للاستمتاع بالحفل العامر بالهامبورجر والنبيذ الكاليفورني.
فرانكفورت تودع ماكين
وفي فرانكفورت، عاصمة المال والأعمال الألمانية، نظمت القنصلية الأمريكية حفلا بمناسبة الانتخابات الرئاسية، صدحت فيه موسيقى الجاز وقدمت خلاله الجعة والكوكيز. وعلى خلاف حفلات العاصمة برلين شهد حفل فرانكفورت حضورا واسعا من مناصري ماكين، فالمحامي الشاب لارس تومسون (33 سنة) من ولاية ديكوتا الجنوبية، يقول إنه ما يزال جمهوري من الصميم رغم التغير السياسي باتجاه اليسار الذي حدث في موطنه. ومضى يقول "العالم أصبح أكثر أمنا بفضل سياسة بوش. نحن بحاجة إلى رئيس قوي يقدم على أفعال. هذا هو ماكين!"
ديف براون محلل نظم من ولاية فرجينيا الغربية يقول إنه منح صوته لماكين وأنه معجب أيضا بالنائبة التي اختارها ماكين وهي المحافظة سارة بالين، والتي تناولها كثير من البرامج الكوميدية الساخرة في محطات التلفزيون الألماني. غير أن الحفل في فرانكفورت لم يخل من أنصار اوباما، حيث ارتدت الطالبة في كلية الدفاع شانون سان زرا عليه صورة اوباما، وقالت إنها تأثرت بالحملة الانتخابية لمرشحها لدرجة القشعريرة. وأضافت الطالبة الأمريكية، التي تدرس في مدينة فيسبادن حيث توجد قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة، أن "الانتخابات تكتسب أهمية بالغة في كليتها، حتى أن بعض الطلبة الجمهوريين يقولون إننا بحاجة إلى التغيير".