برلين تدعو السفير السعودي لمحادثات بشأن مقتل خاشقجي
٢٢ أكتوبر ٢٠١٨طلبت الخارجية الألمانية من السفير السعودي في برلين الأمير خالد بن بندر بن سلطان الحضور من أجل إجراء محادثات في مبنى الوزارة، على خلفية وفاة الصحفي السعودي المنتقد لحكومة المملكة جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الألمانية، ماريا أديبار، اليوم الاثنين (22 أكتوبر/ تشرين الأول 2018) في برلين إنه من المخطط إجراء المحادثات قريبا، مضيفة أنه سيجرى خلال ذلك توضيح الموقف الألماني من الواقعة للسفير السعودي. وكان السفير السعودي قد عاد هذا الشهر إلى برلين بعد شهور من القطيعة بين برلين والرياض، إثر انتقاد وزير الخارجية السابق زيغمار غابريل لسياسة السعودية في ملف لبنان.
ومن جهته طالب وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير أوروبا باتخاذ موقف مشترك تجاه السعودية وذكر اليوم الاثنين أن ألمانيا تريد من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى أن تحذو حذوها في وقف صادرات الأسلحة للسعودية مع استمرار الغموض الذي يكتنف مقتل الصحفي جمال خاشقجي، المنتقد لحكومة المملكة، في قنصلية بلاده بإسطنبول.
وقال الوزير المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل، في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني "زد دي إف" (ZDF): "لن يكون هناك تأثير على الرياض إلا إذا كانت جميع الدول الأوروبية متفقة (على موقف موحد). لن تكون هناك أي عواقب إيجابية إذا أوقفنا صادرات الأسلحة بينما في نفس الوقت دول أخرى تسد النقص".
وعند سؤال عما إذا كان سيتم وقف التراخيص التي أقرت قبل ذلك لتصدير السلاح للسعودية قال ألتماير "هذه المسألة سيتم بحثها والإعلان (عن القرار) في وقت قريب".
ووافقت الحكومة الألمانية منذ بداية العام على صادرات أسلحة تتجاوز قيمتها 400 مليون يورو (462 مليون دولار) للسعودية، مما يجعلها ثاني أكبر مشتر للأسلحة الألمانية بعد الجزائر.
تزايد الضغوط على حكومة تيريزا ماي
وفي لندن قالت إميلي ثورنبيري وزيرة الخارجية في حكومة الظل التابعة لحزب العمال المعارض، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، :"تساهلنا مع الملكية السعودية استمر لفترة طويلة".
وأضافت :"علينا النظر مرة أخرى في بيع الأسلحة للسعودية، نظرا للطريقة التي يتصرفون بها في اليمن، نظرا لكونهم يقصفون حفلات الزفاف والجنائز". وأوضحت :"هذه هي قنابلنا التي يستخدمونها وهذه هي طائراتنا، وبكل صراحة، أعتقد أن علينا وقفها".
كما حث بوريس جونسون، وزير الخارجية السابق في حكومة المحافظين بزعامة ماي، بريطانيا والولايات المتحدة على "الأخذ بزمام المبادرة في تحميل السعودية المسؤولية" في أعقاب قتل خاشقجي "المقزز والغريب". وطالب جونسون بممارسة "أقصى ضغط" على الحكومة السعودية، إلا أنه لم يطالب بتعليق مبيعات الأسلحة.
"رويات الرياض غير مقنعة"
وقدمت الرياض عدة روايات متضاربة بشأن مقتل خاشقجي في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول في قنصليتها في الرياض. ووصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الحادث بأنه "خطأ كبير وجسيم"، لكنه سعى إلى حماية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من الأزمة المتفاقمة، بالقول إنه لم يكن على علم بالواقعة.
وبالنسبة لوزير الاقتصاد الألماني فإن "كل تصريحات حكومة الرياض حول مقتل خاشقجي غير مقنعة حتى الآن، وعلى البلد (السعودية)، من أجل مصلحتها، أن توضح (الحقائق)".
ومن جهته طالب حزب الخضر الألماني بوقف شامل لصادرات الأسلحة الألمانية إلى السعودية، وقالت رئيسة الحزب أنالينا بيربوك في تصريحات لقناة "زد دي إف" (ZDF): "يتعين أيضا تجميد صادرات الأسلحة التي تم إصدار تصاريح بها... هذا سيمس السعودية للغاية". مضيفة أنه يتعين على ألمانيا إنهاء "الشراكة الاستراتيجية" مع السعودية المتعلقة بصادرات الأسلحة والعلاقات الاقتصادية، وقالت: "قد يتسبب ذلك في إيلام ألمانيا نوعا ما، لكن هذه هي النقطة الحاسمة الآن.."
ومن جانبه انتقد الرئيس السابق لمؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، هورست تيلتشيك، في تصريحات لإذاعة ألمانيا اليوم غياب موقف مشترك لأوروبا تجاه السعودية.
وأعلن جو كازر، رئيس مجلس إدارة شركة سيمنس الألمانية، إلغاء زيارته للملكة العربية السعودية، التي من المقرر أن تنظم غدا الثلاثاء في الرياض مؤتمرا اقتصاديا كبيرا. وكان مخططا أن يشارك كازر في المؤتمر لكنه أعلن عدم المشاركة بتغريدة على موقع تويتر اليوم الإثنين، عقب الاستياء العالمي من مقتل خاشقجي.
وكانت المستشارة أنغيلا ميركل قالت أمس الأحد تعليقا على وفاة خاشقجي إنه لا يمكن تصدير أسلحة للسعودية في ظل الوضع الحالي. وأضافت المستشارة الألمانية في مؤتمر صحفي مساء أمس في برلين: "فيما يتعلق بصادرات الأسلحة (للسعودية) ، لا يمكن أن يحدث ذلك في الحالة التي نحن عليها الآن"، حسبما ذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية.
ص.ش/م.س (د ب أ، ي ب د، رويترز)