برلين تدين "الهجوم الجبان على الديمقراطية" في البرازيل
٩ يناير ٢٠٢٣استنكر المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم اليوم (الاثنين التاسع من يناير/ كانون الثاني 2023) اقتحام أنصار الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو لمبان حكومية مهمة في البلاد، وقال إن أعمال الشغب المنسقة هجوم على الديمقراطية لا يمكن السكوت عليه. وكتب في تغريدة على تويتر "الهجمات العنيفة على المؤسسات الديمقراطية هي هجوم على الديمقراطية لا يمكن السكوت عليه"، وأكد أن ألمانيا تقف مع الرئيس البرازيلي الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. كما أدانت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك بشدة الهجمات وكتبت على "تويتر" صباح "ما حدث في برازيليا كان هجوما جبانا وعنيفا على الديمقراطية"، مؤكدة تضامن ألمانيا الكامل مع الشعب البرازيلي ومؤسساته الديمقراطية والرئيس الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
تنديد غربي ودولي بهجمات البرازيل
من جهته، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن الهجوم بأنّه "شائن" وكتب "أدين الاعتداء على الديموقراطيّة وعلى التداول السلمي للسلطة في البرازيل. المؤسّسات الديموقراطيّة البرازيليّة تحظى بدعمنا الكامل، وإرادة الشعب البرازيلي يجب ألّا تُقوَّض. إنّي أتطلّع إلى مواصلة العمل مع لولا". وكتب وزير خارجيّته أنتوني بلينكن على تويتر أنّ "استخدام العنف لمهاجمة المؤسّسات الديموقراطيّة يبقى على الدوام أمرًا غير مقبول". بدوره، كتب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان "الولايات المتحدة تدين أيّ محاولة لتقويض الديموقراطيّة في البرازيل".
أعرب رئيس المجلس الأوروبّي شارل ميشال عن "إدانته المطلقة" لاقتحام مئات من أنصار بولسونارو مقارّ الكونغرس والرئاسة والمحكمة العليا. وكتب على تويتر "الدعم الكامل للرئيس لولا دا سيلفا الذي انتخبه بشكلٍ ديموقراطي ملايين البرازيليّين بعد انتخابات نزيهة وحرّة". وعبّر مسؤول السياسة الخارجيّة في الاتّحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن التأييد نفسه، قائلًا إنّه شعر بـ"الذهول" جرّاء أعمال "المتطرّفين العنيفين". وكتب "الديموقراطيّة البرازيليّة ستسود على العنف والتطرّف".
بدورها، قالت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا إنّها "قلقة جدًّا". وكتبت على تويتر "الديموقراطيّة يجب أن تُحترم دائمًا"، مضيفة أنّ البرلمان الأوروبي يقف "إلى جانب" لولا "وكلّ المؤسّسات الشرعيّة والمنتخبة ديموقراطيًّا". ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد إلى "احترام المؤسّسات الديموقراطيّة" في البرازيل، مشدّدًا على "دعم فرنسا الثابت" للرئيس لولا. قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إنّه يدعم "الحكومة المنتخبة ديموقراطيًّا" في البرازيل، مندّدًا بـ"تصرّفات المجموعات التي تُعارض النتائج الشرعيّة".
وأعرب الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور عن دعمه للولا. وكتب على تويتر "محاولة الانقلاب في البرازيل مستهجنة وغير ديموقراطيّة". وأضاف "لولا ليس وحده، هو يحظى بدعم القوى التقدّميّة لبلاده والمكسيك والأميركيّتين والعالم". وقال الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز إنّ "دعمه ودعم الشعب الأرجنتيني للولا غير مشروط في مواجهة هذه المحاولة الانقلابيّة"، فيما قال الرئيس التشيلي غابرييل بوريك عبر تويتر إنّ "الحكومة البرازيليّة تحظى بدعمنا الكامل في مواجهة هذا الهجوم الجبان والدنيء على الديموقراطيّة". ودعت الحكومة التشيليّة من جهتها إلى عقد جلسة خاصّة للمجلس الدائم لمنظّمة الدول الأميركيّة.
ودان الأمين العام لمنظّمة الدول الأميركيّة لويس ألماغرو "الاعتداء على المؤسّسات في برازيليا والذي يشكّل عملًا مرفوضًا واعتداءً مباشرًا على الديموقراطيّة". وكتب "هذه الأفعال لا تُغتفَر وهي فاشيّة بطبيعتها". كما دان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو "الجماعات الفاشيّة الجديدة" التي تسعى إلى إطاحة لولا. من جهته، أبدى الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل تضامنه، ودان ما وصفها بأنّها أعمال مناهضة للديموقراطيّة تهدف إلى "إثارة الفوضى وعدم احترام الإرادة الشعبيّة".
ودانت كندا بشدّة الأحد اقتحام أنصار لبولسونارو مقارّ السلطة في برازيليا، مؤكّدةً "دعمها الرئيس لويز إيناسيو لولا دا سيلفا والمؤسّسات الديموقراطيّة في البرازيل". وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في تغريدة إنّ "احترام الحقّ الديموقراطي للناس أمر بالغ الأهمّية في أيّ ديموقراطيّة، بما في ذلك بالبرازيل".
انطلاق التحقيقات في البرازيل
في سياق متصل، أعفت المحكمة العليا في البرازيل في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد حاكم العاصمة برازيليا من منصبه لمدة 90 يوما بسبب قصور أمني في العاصمة بعد أن قام آلاف من أنصار الرئيس اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو باقتحام ونهب مبان حكومية. وأمر قاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر وتيك توك بمنع الدعاية التي تروج لانقلاب. وبدأت السلطات البرازيلية التحقيق في أسوأ هجوم على مؤسسات البلاد منذ اعادة الديمقراطية قبل 40 عاما مع تعهد الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفابتقديم المسؤولين عن أعمال الشغب إلى العدالة.
واقتحم عشرات الآلاف من المتظاهرين المناهضين للديمقراطية أمس الأحد المحكمة العليا والكونغرس والقصر الرئاسي وحطموا نوافذ وقلبوا الأثاث ودمروا أعمالا فنية وسرقوا النسخة الأصلية لدستور البلاد لعام 1988. كما تم الاستيلاء على بنادق من مكتب لأمن الرئاسة.
وقال الرئيس اليساري لولا، الذي تولى منصبه في الأول من يناير/ كانون الثاني، إن قوة الشرطة المحلية التي ترفع تقاريرها إلى حاكم برازيليا إيبانييس روشا، حليف بولسونارو السابق، لم تفعل شيئًا لوقف تقدم المحتجين. وأصدر لولا مرسوما بالتدخل الاتحادي للأمن العام في العاصمة ووعد بمعاقبة قادة الهجوم "الفاشي" الذي كان يهدف إلى إثارة انقلاب عسكري يمكن أن يعيد بولسونارو إلى السلطة.
وقال لولا للصحفيين من ولاية ساو باولو "سيتم العثور على كل من فعلوا ذلك ومعاقبتهم". وأنحى لولا باللوم على بولسونارو في إثارة أنصاره بعد حملة من المزاعم التي لا أساس لها بشأن تزوير الانتخابات بعد انتهاء حكمه الذي اتسم بالشعبوية القومية المثيرة للانقسام. ومن فلوريدا، حيث طار قبل 48 ساعة من انتهاء فترة رئاسته، رفض بولسونارو الاتهام. وقال على تويتر إن المظاهرات السلمية ديمقراطية لكن اقتحام المباني الحكومية يمثل تجاوزا.
ع.ش / ح.ز (د.ب.أ / أ.ف.ب)